للسنة السابعة على التوالى تم تقييم جامعة أوكسفورد كأحسن جامعة فى العالم.. ومعروف أنها من أقدم وأعرق جامعات بريطانيا والعالم.. وهذا الأسبوع تبين أنها تواصل الحفاظ على مركزها الأول كأحسن الجامعات، وذلك عندما تم إعلان التقييم السنوى الذى شمل هذا العام 1799 جامعة من 104 دول ويقوم به مركز تقويم التعليم العالى فى «التايمز».
ويعتمد التقويم على 13 معيارًا فى أربع مجالات هى: التعليم، البحث العلمى، تبادل المعرفة، والمكانة الدولية. واحتلت المراكز العشر الأولى جامعات عريقة وشهيرة فى بريطانيا وأمريكا وحلت جامعة هارفارد الأمريكية فى المركز الثانى تلتها جامعة كامبريدج فى المركز الثالث، وكانت تحتل المركز الخامس العام الماضى. سر التفوق تضم جامعة أوكسفورد حاليًا أكثر من عشرين ألفًا من الدارسين 52 % منهم طلاب و 48 % طالبات. وتصل نسبة الطلاب الأجانب فيها إلى حوالى النصف (أكثر من 48 %) وهم قادمون من أكثر من 50 دولة. وتعتمد الجامعة فى كل كلياتها البالغ عددها 44 كلية مبدأ تنمية قدرة الطالب على البحث بذكاء وتفوق وحرية كاملة، وتتيح له أفضل الأساتذة والمكتبات والمراجع والمتاحف فى نطاق الجامعة التى تشكل بمبانيها ومرافقها مدينة كاملة فى أوكسفورد فى قلب إنجلترا. كما أن الجامعة تعتمد على اختبارات القبول التى تعقدها للمتقدمين لها وتستهدف من خلال هذه الاختبارات قدرات ومواهب وذكاء من يتقدم للدراسة فيها.. وتختار الأفضل بالطبع. ومع أن الشائع هو أن تتخصص كل كلية فى تدريس علم واحد محدد، إلا أن كليات جامعة أوكسفورد يتم فيها تدريس معظم التخصصات مثل العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والتخصصات العلمية كالفيزياء والرياضيات والهندسة والطب والتخصصات الأدبية: اللغة الإنجليزية وتاريخها واللغات الإسبانية والألمانية والإيطالية واليونانية والعبرية والفرنسية، وكذلك التخصصات الدينية مثل علم اللاهوت. وأيضاً الأدب والتاريخ والرياضة والموسيقى والدراما والقانون والفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد وعلوم الأرض وإدارة الأعمال وكثير من التخصصات الأخرى.
الأفضل عالميًا وفى قلب أسرار تفوق جامعة أوكسفورد نظام الكليات فيها، فهى تتمتع بالاستقلالية وتدير نفسها بنفسها بعيدًا عن إدارة الجامعة التى ليس لها حرم جامعى وإدارة مركزية. ونظام الكليات المستقلة هذا يشبه نظام الولاياتالمتحدةالأمريكية، فكل كلية مستقلة لكنها تتشارك فى عضوية كيان أكبر هو الجامعة. وتضم الجامعة مكتبة بودلى ثانى أكبر مكتبة فى بريطانيا بعد مكتبة لندن، كما توجد فى أوكسفورد 102 مكتبة وتضم ثمانية متاحف ومعارض. ومن أسرار تفوق جامعة أوكسفورد المعروفة بمرافقها الكثيرة، أنها توفر لطلابها أحدث تكنولوجيا المعلومات، بجانب السكن والرعاية والدعم، والرياضة والأنشطة الاجتماعية. كما أن كل كلية تضم أعدادًا قليلة من الطلاب وذلك لتوفير الاهتمام الكافى للتطوير الأكاديمى والرفاهية الشخصية. كما أن نظام امتحانات القبول التى تجريها للمتقدمين للالتحاق بهذه الكليات يستهدف اكتشاف المواهب ومدى الذكاء والقدرات البحثية، وبالطبع لا تقبل الجامعة سوى أحسن المتقدمين. أوكسفورد أم كامبريدج؟! ومن الحكايات التاريخية الشهيرة أن جامعة أوكسفورد هى أم جامعة كامبريدج؟، حيث جرى خلاف عنيف بين بعض سكان مدينة أوكسفورد وبين أساتذة وطلاب بالجامعة ما ترتب عليه انتقال بعض الأساتذة والطلاب إلى بلدة أخرى بعيدًا عن الصراعات، هى كامبريدج التى شهدت وقتها ميلاد جامعة ثانية أصبحت فيما بعد تنافس جامعة أوكسفورد. ومعروف أيضًا عن أوكسفورد، الجامعة الأولى فى العالم، أنها الجامعة التى تخرج فيها 29 من رؤساء الوزارة فى بريطانيا ورئيس أمريكى واحد هو بيل كلينتون. ويقول أحد المشرفين على عملية التقييم «فيل باتى»: على الرغم من أن الجامعات الغربية لا تزال تسيطر على المراكز الأولى فى قائمة أحسن جامعات العالم، إلا أن جامعات شرق آسيا والشرق الأوسط تكتسب مراكز متقدمة، وقد هبط عدد الجامعات الأمريكية فى قائمة المئة الأحسن من 43 عام 2018 إلى 34 هذا العام، بينما ارتفع عدد الجامعات الصينية من اثنتين فقط فى 2018 إلى سبعة هذا العام.