للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين فيلم جميل بهذا العنوان وتطرق بمهارة شديدة فيه لاستقواء البعض بالمناصب, وهو ما يؤدى بالضرورة إلى إشاعة فوضى تتطلب -كما يحدث دائمًا- قيام ثورة لتعيد الأمور إلى نصابها وتحمى القوانين المنظمة للمجتمع.. تذكرت هذا الفيلم وأنا اتنقل بين القنوات التليفزيونية والمقالات الصحفية والتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعى، مما بث فى نفسى خوفًا حقيقيًا خاصة من مغبة تشويه الوعى الشعبى الذى نحتاج إليه الآن أكثر من أى وقت مضى. ومن أبرز ما أصابنى بالقلق هو التحايل لمهاجمة جيشنا العظيم.. الذى حمى مصر من تفتيت كان مخططًا له بثورة يونيو المجيدة.. وللتحايل على مهاجمة القيادة المصرية الحالية، يستعر التشويه وتتعالى الأكاذيب، بتصوير ما قبل ثورة 23 يوليو التى قام بها الجيش ضد الحكم الملكى الفاسد فى ظل الاحتلال البريطانى البغيض وانضم إليه ما يزيد على تسعين بالمائة من الشعب، وكأنه كان الجنة بكل ما تحمل من نعيم وسعادة! فتم تمويل أعمال فنية وصدرت «شهادات!» من أناس لم يكتفوا بأنهم لم يعيشوا فى ظل سنوات الاحتلال، بل تباروا فى الأكاذيب لتجميل السنوات الصعبة واختلاق أحداث لم يستطع أى منهم إثباتها.. وقد أثار «توقيت» آخر تلك الحملات انتباه المواطنين المحبين لبلدهم والذين فوضوا الرئيس عبدالفتاح السيسى لقيادة البلاد، حيث استعر الهجوم على ثورة يوليو وقائدها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ولا بد هنا بالتذكير لما أعلنه السيناتور الأمريكى الراحل، جون ماكين، حيث قال فى أعقاب ثورة يونيو: لن نسمح بظهور ناصر آخر! وكأنه يرفض أن يحكم السيسى ولاية كاليفورنيا أو أوهايو أو حتى الولاياتالمتحدة ذاتها، بينما شعب مصر هو من فوض السيسى لحكم البلاد بعدما أنقذها الجيش من براثن الخونة، الذين ثبت بالدليل القاطع، أنهم أدوات الأعداء والطامعين فى وطننا الغالى.. إن اندلاع حملة الهجوم على يوليو وعلى الجيش الذى قام بها، تتزامن مع تعرض مصر لظروف غير مسبوقة، حيث إرهاب أعداء الداخل وعدوان الرئيس التركى فى ليبيا على حدودنا الغربية، إضافة إلى أطماعه فى ثرواتنا بالمتوسط وكذلك الموقف الإثيوبى الغريب جدًا فى الجنوب وفوق كل ذلك جائحة الكورونا وآثارها المدمرة.. مواجهة مصر لكل أوجه التآمر ضدها، واجتيازها لأصعب ظروف يمكن التغلب عليها، بفضل الالتحام الشعبى والثقة بقيادته والالتفاف حول الرجل الذى لن ينسى له المصريون أنه وضع رأسه على كفيه وهو يواجه أهل الشر، لحماية الوطن، أصاب المخطط المعادى فى مقتل وكان من أسلحته الأخيرة، الهجوم على ثورة يوليو وعبدالناصر وتمجيد العهد الملكى.