احتفلت الأوساط الثقافية بالروائي والكاتب الكبير صبري موسي في أمسية حاشدة تألق فيها صبري موسي وهو يتسلم درع التكريم من المجلس الأعلي للثقافة، ودرعا أخري من جمعية مؤلفي الدراما العربية تمنح لأول مرة. وصبري موسي الذي حصل من قبل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003، وجائزة الدولة في الرواية عام 1974، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولي عام 1975 هو من أبرز كتاب مجلة «صباح الخير» وأحد مؤسسيها. وقد تم التكريم في قاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلي للثقافة بالتعاون مع جمعية مؤلفي الدراما العربية ونقابة المهن السينمائية. - رائد التجديد وقد بدأت الاحتفالية بكلمة د. عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة فتحدث عن صبري موسي روائيا وقاصا وكاتبا صحفيا وكاتبا للسيناريو السينمائي مؤكدا غزارة إبداعه وما بذله من جهد منذ كان عضوا بلجنة القصة وعندما شغل منصب مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة في دورات سابقة. وتحدث الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن رئيس جمعية مؤلفي الدراما العربية عن إبداع صبري موسي وريادته في مجال القصة والرواية، وألقي كلمة تحية أرسلها الروائي الكبير بهاء طاهر لتكريم صبري موسي يقول فيها: تحية إلي رائد التجديد صبري موسي الذي خرج بالرواية من الجو المألوف لكتابة الرواية حيث كانت تدور في معظم الأحيان في أجواء القرية أو المدينة فأخرجها صبري موسي إلي عالم الصحراء في روايته الرائدة «فساد الأمكنة» كما أنه لم يتهيب اقتحام مجال «أدب الخيال العلمي» فخرج علينا برائعته «السيد من حقل السبانخ» تحية له فهو رائد التجديد في القصة المصرية الحديثة. - أدب المستقبل وفي الجلسات البحثية التي تناولت كتابات صبري موسي أسهم د. حسين حمودة ود. رمضان بسطاويسي والكاتبة الروائية إقبال بركة والروائي د. رؤوف وصفي ود. مصطفي الضبع ورامي عبد الرازق وقد تحدث د. حسين حمودة عن رواية: «فساد الأمكنة» فقال: «إنها تجربة سردية فتحت مسارات جديدة للكتابة التي تهتم بالجوهر الإنساني إلي جانب نزوعها التجريبي فاهتمت بعالم الصحراء محلقة بكثير من العمق والتوقد. وتحدث د. رمضان بسطاويسي عن الرؤية الجمالية والفكرية عند صبري موسي فقال: لقد اهتم كاتبنا بأدب المستقبل فقدم عام 1980 رواية «السيد من حقل السبانخ» وفيها معظم القضايا التي تثار الآن وتطرح السؤال المهم: ماذا يمكن أن يحدث للإنسان في الحضارة المعاصرة؟ وكيف يمكن أن يتحول إلي مجرد رقم أو شيء من الأشياء؟ كما أشار د. بسطاويسي إلي تجربة كاتبنا الأدبية التي تهتم بعلاقة الإنسان بالمكان ابتداء من روايته: «حادث النصف متر» و «مشروع قتل جارة» إلي «فساد الأمكنة» «والسيد من حقل السبانخ» حيث أثار الأسئلة الكبري التي تشغل الإنسان في عصرنا الراهن. وتحدثت إقبال بركة عن عطاء صبري موسي الصحفي والإبداعي فأشارت إلي أنه أول من كتب عن الصحراء وسجل بقلمه وبالكاميرا أفلاما تسجيلية عنها، ومن رحم الصحراء أيضا خرجت روايته «فساد الأمكنة» كما أنه كتب عن جميع بحيرات مصر كمصدر رئيسي للثروة السمكية ولفت الأنظار إلي أهميتها فتم وضع الخطط للنهوض بها من المسئولين. كما أشارت لريادته الصحفية في تخصيص باب للمشكلات هو «نادي القلوب الوحيدة» الذي أسسه مع الكاتبة الروائية زينب صادق علي صفحات مجلة صباح الخير أما الروائي د. رؤوف وصفي فقد دعا إلي تدريس رواية «السيد من حقل السبانخ» في الجامعات كنموذج لرواية الخيال العلمي لأنها ترصد ببراعة التأثير التكنولوجي علي العلاقات الإنسانية فهذه الرواية صرخة إنسانية في وجه أي تكنولوجيا تتجاهل إنسانية المرء وتحوله إلي مجرد رقم. أما د. مصطفي الضبع فقد تحدث عن النص السردي عند صبري موسي وعن تلك الروابط الحاضرة التي تربط بين نصوصه وأشار إلي العلاقات المتشابكة بين هذه النصوص والتي توفر الغني والثراء الفني لنصه الأدبي.وتحدث رامي عبد الرازق عن سيناريو فيلم «البوسطجي» الذي كتبه صبري موسي عن رواية «دماء وطين» ليحيي حقي، وسيناريو فيلم «قنديل أم هاشم» الذي كتبه صبري موسي أيضا عن رواية بنفس العنوان ليحيي حقي وقال رامي عبد الرازق: إن فن كتابة السيناريو عند كاتبنا هو فن الكتابة علي الحافة الحرجة كما كان يسميها الناقد الراحل غالي شكري وأشار إلي أهمية السيناريوهات التي كتبها صبري موسي مأخوذة عن روايات أدبية فأغنت السينما المصرية برافد من روافد الأدب منحها ألقا خاصا. وقد حضر حفل تكريم كاتبنا عدد كبير من أصدقائه ومحبيه ورفاق رحلته الإبداعية والصحفية ومنهم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، والمخرج الكبير توفيق صالح والفنان أحمد طوغان والكاتبة الروائية زينب صادق والكاتبة فتحية العسال، والكاتبة وفية خيري، والروائي أمين ريان والناقد عبد الرحمن أبو عوف، والشاعر عبد القادر حميدة والفنان د. سامي رافع والأديب صلاح المعداوي، والأديب عبد الغني داوود، وعدد كبير من الكتاب والمبدعين وقد بدا كاتبنا الكبير صبري موسي سعيدا بالتكريم وكان بصحبته زوجته الصحفية أنس الوجود رضوان وأخته السيدة زينب موسي وجمع حاشد من الكتاب والمبدعين. وقد كتب صبري موسي كلمة قال فيها: إن أهمية وجود الأصدقاء معي في هذا الاحتفال يشعرني بالبهجة..وأبدي سعادته بالتواصل الدائم مع المبدعين والأجيال الجديدة بصفة خاصة. وقد قرأ الكلمة علي الحضور الشاعر عبد القادر حميدة. وقد اكتملت بهجة التكريم وسعادتنا نحن أسرة صباح الخير بتألق صبري موسي.