زحمة يا دنيا زحمة.. زحمة وماعدش رحمة.. مولد وصاحبه غايب.. هذا هو حال الدراما فى رمضان 2016.. وللهروب من هذه الزحمة يبحث المصريون دائما عن الكوميديا حيث الضحكة والقفشة, فهم شعب ابن نكتة بصحيح ولهذا فإن منتجى الدراما يسعون لتقديم أعمال كوميدية سواء كانت دراما أو برامج فى رمضان, باعتباره يحظى بأعلى نسب مشاهدة مقارنة ببقية العام ويبقى السؤال: هل نجحت الكوميديا فى رمضان هذا العام؟ نحاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال رصد مجموعة من الملاحظات على بعض الأعمال الكوميدية التى عرضت خلال الشهرالفضيل ومنها مسلسلات نيللى وشريهان لدنيا وايمى سمير غانم وبنات سوبر مان لانتصار وبيومى فؤاد وصد رد لأبطال مسرح مصر بقيادة على ربيع وكذلك برامج رامز بيلعب بالنار وهانى فى الأدغال باعتبار أن مقدمى البرنامجين كلاهما كوميديان ويهدف إلى انتزاع البسمة من أفواه المشاهدين. وما نراه أن هذه الأعمال المفترض أنها كوميدية كانت أمامها فرصة كبيرة جدا للنجاح بل جذب الجمهور إليها على أساس أنها تقدم مضمونا كوميديا ساخرا ولاذعا يتماشى مع طبيعة المصريين الذين يعشقون الإفيه والضحكة وكوميديا الموقف.. تعالوا إذن نرى هل نجحت الأعمال الكوميدية فى ذلك أم لا؟! • الملاحظة الأولى اعتمدت المسلسلات التى أشرنا إليها فى السطور السابقة على قدرات الممثلين الكوميديانات المشاركين فيها الذين اعتمدوا على كوميديا الإفيه وليس كوميديا الموقف وبالذات أن معظم المشاركين فى هذه الاعمال هم أبطال مسرح مصر مع النجم أشرف عبدالباقى الذين يتفوقون فى الإفيهات التى جعلتهم نجوما على حساب الجانب التمثيلى وأراد المنتجون أن يستفيدوا تجاريا منهم ولكن ضعف الورق والسيناريو واختلاف المسرح عن التليفزيون وضعنا أمام دراما مصطنعة وإفيهات باردة ولم ينج من هذه المشكلة العويصة سوى بيومى فؤاد الذى يشارك فى نيللى وشريهان فى دور عبد الله الأب والعم لبطلتى العمل ويتألق فى بنات سوبر مان فى دور الخال قرنى وطبعا سر التألق يرجع للحضور الطاغى لبيومى وموهبته الحقيقية وقدراته التمثيلية التى اكتسبها من المسرحيات التى كان يقدمها أيام الجامعة ثم فى وزارة الثقافة قبل أن يشتهر ويتهافت عليه المنتجون الآن.. ومع بيومى اكتشفنا قدرات كوميدية لسلوى خطاب فى دور صباح العايقة وهو دور لم تقدمه من قبل ومعهما محمد سلام فى دور هانى خطيب شريهان فى حين وجدنا أداءً باهتا من مصطفى خاطر نجم مسرح مصر وكذلك إيمى سمير غانم واعتقد أن المسلسل لم يضف لها أى جديد ويا ليتها ما انسحبت من مسلسل هبة رجل الغراب الذى تألقت فيه كما أن شقيقتها دنيا فشلت فى الحفاظ على النجاح الكبير الذى حققته فى مسلسل «لهفة» رمضان الماضى. وطبعا الاعتماد على الإفيه كان سيد الموقف فى مسلسل صد رد من قبل أبطاله الذين تباروا فى القاء الإفيهات والنكات ولم نجد فى هذه الأعمال سوى شوية اسكتشات تعتمد على الهزار والرقص وإلقاء الإفيهات الخارجة ذات المغزى الجنسى ولهذا غاب المضمون الذى تناقشه هذه الأعمال برغم جودة الفكرة وبالذات فى بنات سوبر مان وصد رد. • الملاحظة الثانية إن أبطال هذه الأعمال - باستثناء بيومى فواد وسلوى خطاب ودنيا سمير غانم - تعاملوا معها على أنها سبوبة ولم نجد اجتهادا من أى نوع فغيرممكن أن يكون هذا أداء إيمى سمير غانم التى قدمت مواهبها التمثيلية والكوميدية للجمهور من قبل وخلال دورها هذا العام من أى إبداع وكذلك الحال بالنسبة لانتصار صاحبة القدرات الكوميدية المعروفة حتى بناتها الثلاث فى المسلسل كان أداؤهن باهتا رغم قدراتهن التمثيلية التى قدمنها قبل ذلك. الملاحظة الثالثة ونتحدث فيها عن برنامجى المقالب «رامز بيلعب بالنار» لرامز جلال و«هانى فى الأدغال» لهانى رمزى وهما برنامجان سخيفان ومستفزان ليست لهما علاقة بالكوميديا برغم أن بطليها من نجوم الكوميديا.. فهما أصبحا تيمة مكررة علينا كل رمضان فقد نجحا فى أن يصيبا المشاهدين بالملل والسخف خاصة أن معظم الحلقات مفبركة وتم الاتفاق مع النجم أو النجمة قبل التصوير مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة.. وبالنسبة لرامز فهو فى حاجة إلى الإقلاع عن مثل هذه البرامج واستغلال قدراته الكوميدية فى شىء آخر مفيد له وللمشاهدين أما هانى رمزى فاعتقد أن برنامجه هذا العام فشل مثلما فشل العام الماضى ويكفيه السبوبة التى حصدها من وراءه وعليه احترام تاريخه وعدم تكرار التجربة مثلما فعل محمد فؤاد خاصة أن الاثنين قلدا رامز ولم يضيفا أى جديد فما بالك ورامز نفسه قد نفد رصيده مع جمهور برنامجه المفتعل. • الأسطورة كوميدى يبدو أن المشاهدين أحبطوا من الأعمال الكوميدية التى قدمت لهم فى رمضان هذا العام فقرروا أن يقلشوا ويحولوا واحدا من مسلسلات الأكشن وهو الأسطورة لمحمد رمضان إلى مسلسل كوميدى طحن فوجدنا على مواقع التواصل الاجتماعى قلش على قرعة رمضان وذقنه وطريقة كلامه ويوم حلقة قتل رفاعى تحول الفيس بوك إلى مسخرة ووجدنا مشاهد تمثيلية كوميدية لشباب يسخرون من المبالغة فى أحداث المسلسل وطريقة قتل رفاعى.. والمعنى أنه إذا لم يتفاعل المصريون مع الأعمال الكوميدية المعروضة عليهم ولم تعجبهم اخترعوا غيرها حتى ولو كان مسلسل أكشن. •