كشف رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد المحدثين عن معلومات تؤكد تورط حزب الله في القيام بعمليات إرهابية داخل العراق بالتعاون مع نظام الملالي بطهران خلال حوار ل«روزاليوسف» عبر الهاتف من بروكسل، مشيرا إلي تدخلات النظام الإيراني ومواصلة انتهاكاته ودعمه لعدد من التنظيمات الارهابية التي حاولت اغتيال إياد علاوي رئيس القائمة العراقية وذلك تمهيدا لولاية جديدة لنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق بحسب تعبيره وإلي نص الحوار: كيف يتدخل النظام الإيراني في العراق؟ - يتدخل نظام الملالي في العراق عن طريق قمع 3400 معارض إيراني من أعضاء مجاهدي خلق الإيرانية في مخيم أشرف كشفوا النقاب عن معلومات تخص 32 ألقاً من العملاء العراقيين لهذا النظام، يتقاضون الرواتب من إيران. ما أدوات التدخل الإيراني في العراق؟ - دينا معلومات تؤكد استخدام نظام الملالي لحزب الله اللبناني في العراق التي تؤكد أن الجيش الأمريكي أدرك أن قوات الحرس التابعة للنظام الايراني وحزب الله اللبناني يعملان بصورة مشتركة علي تدريب الميليشيات الشيعية في العراق لخطف الجنود الأمريكان، هذه القوات المدربة هي التي شاركت في عملية اختطاف فاشلة لجنود أمريكان في يناير 2007 حيث قتل خمسة من الجنود خلال هذه العملية في كربلاء. هل ما زال النظام الايراني يواصل تدخلاته في العراق؟ - نعم النظام الايراني يتدخل في العراق بهدف التأثير علي التطورات السياسية تمهيدا للجولة الثانية من ولاية نوري المالكي وذلك عن طريق إعادة التنظيم بمجاميع الاغتيالات وإرسالها الي العراق، ومن أنشط هذه المجاميع لواء اليوم الموعود وتنظيم عصائب الحق وكتائب حزب الله وهي المجموعة التي قامت بقصف المنطقة الخضراء بالصواريخ والهاونات يوم 31 ديسمبر 2009 وكذلك الإرسال المتواصل لحمولات كبيرة من الأسلحة والعتاد والقنابل الموجهة المغناطيسية وصواريخ كاتيوشا المطورة وأسلحة مزودة بكواتم الصوت وذلك من خلال الحدود العراقية - الايرانية المشتركة، وتقديم إسناد واسع لشبكات الإرهاب التابعة لتنظيم القاعدة وتقديم امكانات لوجيستية وتسليحية ومالية لهذه العصابات من خلال الشبكات الوسيطة، مع تفعيل تنظيم عصائب الحق وعملياته العسكرية في العراق منذ يوليو 2010 بأمر صادر من قوة القدس ومن أجل ذلك توجه الشيخ محمد طبطبائي وهو أحد قادة عصائب الحق من إيران إلي بغداد يوم 10 يوليو 2010 وعقد اجتماعات عديدة من قادة هذه الجماعة وأبلغها بتعليمات تخص العمليات العسكرية التي تشمل عمليات زرع القنابل وإطلاق الصواريخ وتعبئة الرزمات التفجيرية وكذلك اغتيال الشخصيات في العشر الأخير من شهر يوليو 2010 تمت اعادة الشيخ قيس الخزعلي وجميع عناصر تنظيم عصائب الحق الذين كانوا يتواجدون في إيران إلي العراق بهدف تصعيد العمليات الارهابية بحث تم نقل أكثرمن 250عنصراً إلي العراق وبالتحديد نقلوا إلي بغداد، وتنفيذا لأمر صادر عن قوة القدس تصاعدت وتيرة العمليات لمجموعة لواء اليوم الموعود في الفترة نفسها ومعظم العمليات التي تنفذ في بغداد هي من عمل هذه المجموعة. وقد أمرتها قوة القدس بإعداد قائمة اغتيالات لقادة من السنة وقادة العراقية بزعامة الدكتور علاوي في كل منطقة علي حدة وتضم القائمة 600 شخص في منطقة كرخ فقط ببغداد، وفي الأول من أغسطس الماضي، نقلت حمولة كبيرة من الرزمات التفجيرية الجديدة لمجموعة لواء اليوم الموعود في بغداد وهي من المتفجرات التي يتم التحكم فيها عن بُعد وقامت قوة القدس بإرسال حمولة من كواتم الصوت من إيران إلي المجاميع الخاصة، هذا النوع من الكواتم يمكن تركيبها علي مسدسات نوع كلوك موديل 2010 في 9 أغسطس تم إرسال حمولة من السلاح «بازوكا» من إيران إلي عصائب الحق وتم توزيعها بين عناصر فصيل الرد السريع التابع لمجموعة عصائب الحق، وخلال شهر أغسطس قامت قوة القدس بإرسال حمولات عديدة من صواريخ كاتيوشا المسماة ب«حيدر» الي العراق وتوزيعها بين المجاميع الخاصة وتحديدا لمجموعة عصائب الحق «نهاية المجموعة الاولي تتبعها المجموعة الثانية من المعلومات» وفي يومي 14 و15 من أغسطس ولدي انسحاب القوات الامريكية من العراق، أمرت قوات القدس مجموعات لواء اليوم الموعود وعصائب الحق باستهداف العنصر الامريكي، وفي هذا الاطار صدر أمر بزرع ما يتراوح بين 10 و12 عبوة ناسفة صغيرة وكبيرة في منطقة الكرخ لهذا الغرض. هل كان المالكي علي علم بتلك العمليات؟ - كان المالكي علي علم بتلك العمليات الإرهابية من قبل النظام الإيراني وأن الوثيقة التي حصلت عليها المقاومة الإيرانية من داخل قوات قوة القدس، تعود إلي مكتب رئاسة الوزراء في العراق بتاريخ 11 نوفمبر 2009جاء فيها «تخطط مجموعة مسلحة وبتوجيه من المخابرات الإيرانية لتنفيذ عملية إرهابية بعجلتين مفخختين في محافظة بغداد كرادة مريم بعد انتهاء الفترة المقررة لمعرض بغداد الدولي مباشرة لاستهداف الوزارات»، «الدفاع الهجرة والمهجرين الإسكان» ثم تستمر الوثيقة بعد ذكر بعض الشواهد قائلة: «تستمر المجاميع المسلحة موضوع البحث بتكثيف عملياتها في محافظة بغداد حيث سبق وتم ارسال معلومات بخصوص تفجير عجلتين مفخختين في منطقة الكرادة. نرجو اتخاذ ما يلزم بصدد المعلومات أعلاه». وبحوزتنا وثيقة أخري وصلتنا من داخل قوات الحرس هي رسالة رسمية من أحد رجال تيار المالكي وجهها إلي قائد معسكر قدس الوسط لقوات الحرس طالب فيها صراحة من قوة قدس بتسليم قوات حزب الدعوة 60 مسدسًا و15 كاتمًا للصوت لتلك المسدسات وكذلك 10 «زي» مضادة للرصاص. هل كان للإدارة الأمريكية الحالية دور في ذلك؟ - ساعدت الإدارة الأمريكية بفعل سياسة المسايرة في السنوات الأخيرة وبسبب سياسة الرئيس أوباما القاضية بإجراء محادثات بلا شروط مع النظام الإيراني، وأدارت ظهرها لتعهداتها الدولية فيما يتعلق بمعسكر أشرف، حيث يقيم 3400 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق. إذن أنت تري نقل الحماية لمعسكر أشرف إلي العراق انتهاكا للقوانين الدولية؟ - بلا شك أن نقل حماية سكان أشرف إلي القوات العراقية يعد انتهاكا للاتفاقيات الدولية لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة التي اعترفت بها الولاياتالمتحدة عام 2004، وهذا يعد جزءًا من سياسة الإدارة الأمريكية لاسترضاء نظام الملالي الأمر التي اسفرت عن كارثة إنسانية في أشرف. فالوثائق التي تم الكشف عنها تدل بوضوح علي أن الإدارة الأمريكية لديها أدلة ووثائق كافية بأن الحكومة العراقية غير قادرة وغير راغبة بتنفيذ الاتفاقية كما لديها معلومات عن نفوذ النظام الإيراني في العراق الدولية في التعامل مع سكان أشرف. وكيف تفسر إبقاء الولاياتالمتحدة مجاهدي خلق حتي الآن تحت قائمة الإرهاب؟ - هذه سياسة خاطئة وهي إبقاء اسم منظمة مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب إن هذه السياسة أرجعت الولاياتالمتحدة إلي الوراء حيث تتجاهل قرار محكمتها الصادر في 18يوليو القاضي بأن هذه التسمية انتهكت حقوق مجاهدي خلق للدفاع والإجراءات القضائية العادلة. إذن كيف تري الحل للخروج من الأزمة الراهنة؟ - أولا:ً وضع حد لتدخلات النظام الإيراني في العراق وتشكيل محكمة دولية للبت في جرائم المالكي وزملائه وعملاء النظام الإيراني في العراق لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. وثانيا: شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب الأمريكي. وثالثًا: تولي حماية سكان أشرف من قبل القوات الأمريكية وإخراج القوات العراقية من داخل أشرف بهدف منع تكرار الكارثة. ورابعًا: علي أن سكان أشرف لا يزالون أشخاصًا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة والسعي لرفع الحصار اللاإنساني المفروض عليهم منذ 22 شهرًا.