النقاب هو الحجاب الذي يستر الوجه ويختلف رجال الدين الإسلامي في وجوبه فمنهم من يدعي وجوبه ومنهم من مال إلي استحبابه ومعظمهم لا يراه فرضاً. ويذهب بعض علماء الدين إلي أن الحجاب هو غطاء رأس المرأة غير أن غالبية رجال الدين يرون أن الحجاب هو الرداء الذي يغطي جسم المرأة. ويري أغلب رجال الدين الإسلامي وجوب الحجاب علي المرأة وإن كانوا يختلفون في هيئته فمنهم من يري أن علي المرأة ستر جسدها. ويري الفقهاء ضرورة توافر بعض الشروط الواجبة في الحجاب الذي يستر جسم المرأة وتشترط: أن يكون الحجاب ساتراً لجميع الجسم عدا الوجه والكفين وهذا ما أجمع عليه الفقهاء، ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجاً ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار، أن يكون سميكاً لا يصف ما تحته من الجسم، أن يكون فضفاضاً غير ضيق ولا يصف الجسم، ألا يكون معطراً، ألا يشبه أزياء الرجال، ألا يشبه زي غير المسلمين، ألا يقصد بلبسه التفاخر والتكبر بين الناس. وبالنسبة لتغطية الوجه والكفين، ذهب الحنفية إلي أن الوجه والكفين ليسا بعورة ومن ثم يجوز للمرأة كشفهما، لأن الوجه واليدين تحتاج المرأة إلي كشفهما عند المعاملة فأبيح كشفهما. وبقي ما عداهما علي المنع إلا القدمين لأنهما ليسا بعورة في الصلاة وخارج الصلاة. أما المالكية فقد نصوا علي أن عورة المسلمة الحرة البالغة مع الرجل الأجنبي المسلم غير الوجه والكفين، وأما هما فليسا بعورة يجوز النظر بغير قصد لذة، وإلا حرم منه النظر إليها، وحينئذ هل يجب عليها ستر وجهها ويديها، ويري الشافعية أن عورة الحرة في الصلاة وخارج الصلاة جميع بدنها إلا الوجه والكفين لأن الحاجة تدعو إلي ابرازهما. ولكن حرم النظر إليهما، أما الإمام أحمد بن حنبل فله روايتان، الأولي أن الوجه ليس بعورة والثانية أن وجه المرأة عورة. ومنذ أيام أصدر فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر قراراً بمنع ارتداء النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية للفتيات، لأن النقاب - علي حد قوله - لا علاقة له بالدين الإسلامي وأنه دخيل علي الثقافة المصرية وقد لقي هذا القرار علي الفور تأييداً من العديد من الجهات، وعلي أثره قررت الجامعات المصرية منع المنتقبات من الإقامة في سكن الطالبات، وقد علل وزير التعليم العالي قراره بأسباب أمنية وحتي لا يستخدم كوسيلة لتسهيل دخول الرجال أو بعض الخارجين عن القانون..! وجدير بالذكر أنه منذ قرابة عام طالب وزير الصحة الممرضات بعدم ارتداء النقاب داخل المستشفيات ولكنه وللأسف لم يتم تنفيذ ذلك حتي الآن، مع أن السعودية تلزم الممرضات بارتداء زي خاص بدون نقاب، وأعتقد أن الدولة مسئولة عن عدم تنفيذ هذا القرار لأنه لو كان النظام قد ساند وزير الصحة في حينه، احتراماً لهيبة الدولة، ما كان يمكن أن تحدث كل تلك الضجة والصخب إثر تصريحات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر..! وفي كل مرة يتم ذكر النقاب تقوم الدنيا ولا تقعد باعتبار أن اخفاء الوجه هو من الحقوق الشخصية التي يجب عدم التدخل فيها وأنا أري أن حق المجتمع يجب أن يعلو علي حق الفرد مهما كان ولذلك فأنني أري أن الحل الجذري لمشكلة النقاب يقتضي صدور قانون من مجلس الشعب يعطي الحق للوزارات والهيئات والمصالح في توحيد زي العاملين بها مثل توحيد زي الممرضات أثناء عملهن داخل المستشفيات وتوحيد زي طلاب وطالبات المدارس والجامعات الحكومية وتوحيد زي المذيعات بالقنوات الحكومية وعلي من يقبل الالتحاق بمدارس وجامعات الدولة وجميع مؤسساتها أن يلتزم بشروط الالتحاق ومنها ارتداء الزي الخاص أما خارج العمل فتلك حرية شخصية تختلف وفقاً لثقافة الفرد ومدي تمسكه وتفهمه لتعاليم دينه وحالته الاجتماعية وكفانا كلامًا عن النقاب والحجاب وعلينا التركيز والعمل لإيجاد حلول لمشاكل الناس لأنه لا كرامة لجائع ولا حرية لعريان..!