فى مثل هذا الشهر يناير عام 1947 توفى قطب من اقطاب النهضة الطبية فى العصر الحديث هو الأستاذ الدكتور/ على إبراهيم باشا كان من أوائل الجراحين المصريين وأول عميد مصرى لكلية طب قصر العينى كما شغل منصب وزير الصحة فى الفترة من يوم 28 يونيو عام 1940 حتى يوم 30 يوليو عام 1941م فى وزارتى حسن صبرى باشا وحسين سرى باشا وبعد ذلك وبمجرد خروجه من الوزارة فى شهر سبتمبر عام 1941م تولى منصب مدير جامعة فؤاد الأول وهى جامعة القاهرة حاليا كما أنه يعد وعن جدارة رائد النهضة الطبية فى مصر فى العصر الحديث. ولد على إبراهيم فى الإسكندرية فى يوم10 أكتوبر عام 1880م وكان والده إبراهيم عطا فلاحا من إحدى قرى مدينة مطوبس التابعة لمحافظة كفر الشيخ حاليا وأمه هى السيدة مبروكة خفاجى وكانت أيضاً فلاحة من نفس المدينة وكان والده إبراهيم عطا قد طلق والدته بعد شهور قليلة من الزواج فرحلت إلى الإسكندرية وهناك وضعت ابنها على واضطرت تحت ضغط الحاجة لأن تعمل قابلة أى كانت تساعد النساء عند الولادة لتوفر لابنها فرصة التعليم وتلقى على إبراهيم تعليمه الابتدائى فى مدرسة رأس التين الأميرية بمدينة الإسكندرية وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1892م وكان ترتيبه الأول, وأراد الأب حينذاك أن يأخذه من أمه وأن يضمه إلى حضانته فسافرت به إلى القاهرة حيث تولته هناك أسرة السمالوطى بالرعاية فالتحق بالقسم الداخلى بالمدرسة الخديوية بدرب الجماميز ليستكمل دراسته الثانوية بها وحصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية وكان ترتيبه الثانى على القطر المصرى. والتحق على إبراهيم بمدرسة الطب فأصبح طالبا من الإثنى عشر طالبا الذين ضمتهم دفعته, وقد أظهر على إبراهيم نبوغا واضحا أثناء الدراسة ولم يكن يكتفى بالمناهج الدراسية فأقبل على قراءة المجلات العلمية الطبية المتخصصة وكان بعضها باللغة الإنجليزية. تتلمذ الدكتور على إبراهيم على يد الدكتور محمد باشا الدرى شيخ الجراحين فى الجيل السابق له كما أخذ الكثير عن الدكتور محمد علوى باشا أول الباحثين فى أمراض العيون المتوطنة وفى السنة النهائية من كلية الطب عين على إبراهيم مساعدا للعالم الإنجليزى الدكتور سيمرس وهو أستاذ الأمراض والميكروبات, وتخرج على إبراهيم حيث كان أول دفعته عام 1901. وفى العام التالى عام 1902 تشاء الأقدار أن ينتشر وباء غريب فى قرية موشا بالقرب من مدينة أسيوط وحارت مصلحة الصحة فى أمر هذا الوباء ومن ثم انتدبت الدكتور على إبراهيم للبحث عن سببه والذى توصل إلى حقيقة الداء وقرر أن الوباء هو( الكوليرا الأسيوية واستطاع أن يدرك أن مصدر هذا الوباء هو الحجاج الذين حملوا معهم ميكروبه وتمت الاستجابة لمقترحاته فى اتخاذ الاحتياطات اللازمة للسيطرة على المرض قبل انتشارة بصورة وبائية وكان هذا الأمر سببا فى أن ذاع صيتة, إلا أن الخطوة الكبرى فى مسيرته كانت نجاحه فى علاج السلطان حسين كامل من مرض عضال ألم به وفشل فى علاجه الأطباء الأجانب فأشار مستشارو السلطان عليه بأن يستشير الطبيب المصرى على إبراهيم الذى أجرى له عملية جراحية ناجحة أنعم بعدها السلطان عليه بلقب جراح استشارى الحضرة العلية السلطانية ولما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م تحول قصر العينى إلى مستشفى حربى ومنح مديره الدكتور كينج إجازة طويلة وتولى على إبراهيم إدارة قصر العينى بكفاءة واقتدار فلما وضعت الحرب أوزارها أنعم عليه بوسام عضوية الإمبراطورية البريطانية مكافأة له على ما أظهر من الهمة والبراعة ولما اندلعت ثورة عام 1919م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وبدأت مصر تطالب برفع الحماية البريطانية عنها وجلاء الإنجليز ومنحها استقلالها وكان الأطباء فى البداية بمعزل عنها فسرعان ما جمع على إبراهيم جموع الأطباء فى عيادته الخاصة وحضهم على المشاركة والاستمرار فى الثورة حيث كان قد حصل على رتبة البكوية من الملك فؤاد ملك مصر حينذاك. استاذ بكلية طب الأزهر