اقتربت الحرب فى غزة من يومها ال100، وسط قصف ليلى لمناطق فى القطاع و »اغتيالات موجهة»، ومحاولات أمريكية لحلحلة الوضع السياسي. وأمس الثلاثاء، شنت المقاتلات الإسرائيلية، غارات على بلدتى الزوايدة والمصدر وسط قطاع غزة، بالتزامن مع غارات مماثلة استهدفت بلدة كفركلا فى القطاع الشرقى من جنوبلبنان. جاء ذلك بعد وقت قصير من قصف إسرائيلى استهدف منزلا شرق رفح جنوبى قطاع غزة، وأهدافا فى خان يونس جنوبى القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات غير المعروف. وحصد القصف الإسرائيلى 249 قتيلا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق وزارة الصحة فى حكومة حماس. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلى على القطاع إلى 23210 قتلى، والجرحى إلى 59167 منذ ال7 من أكتوبر. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: «القوات الإسرائيلية ارتكبت 12 مجزرة بحق العائلات راح ضحيتها 126 قتيلا خلال ال24 ساعة الماضية». واعتقلت القوات الإسرائيلية منذ مساء أمس الأول وحتى صباح امس 25 فلسطينيا فى مناطق متفرقة بالضفة الغربية، لترتفع حصيلة معتقلى الضفة منذ 7 أكتوبر إلى 5755، حسب نادى الأسير الفلسطيني. فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل 4 ضباط وجنود فى المعارك الدائرة جنوبى قطاع غزة، غداة إعلانه مقتل 9 ضباط وجنود فى عمليتين للفصائل الفلسطينية بالقطاع. ومساء أمس الأول، عرض الجيش الإسرائيلى أمام مجموعة من الصحفيين، ما وصفه ناطق باسمه بأنه مجموعة من مصانع الأسلحة والأنفاق التى يستخدمها عناصر حماس فى غزة لتصنيع الصواريخ. وقاد جنود إسرائيليون جولة إعلامية فى منطقة البريج وسط قطاع غزة، وأشاروا إلى أنّ ما بدا وكأنه مصانع أسمنت ومنشآت صناعية أخرى كانت تُستخدم فى الواقع لتصنيع صواريخ وقذائف مخزّنة فى أنفاق عميقة. اغتيال فى لبنان ومن غزة إلى لبنان، حيث تهدد المناوشات بتوسع جبهات الصراع، قال وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس للقناة 14 إن إسرائيل تتحمل مسئولية اغتيال وسام طويل القيادى بوحدة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني. قال مصدر أمنى لبنانى طالباً عدم نشر اسمه، ل»فرانس برس»، إن القيادى فى حزب الله «قتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته فى بلدة خربة سلم» الواقعة على بعد حوالى 11 كيلومترًا من الحدود مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ القيادى المستهدف «كان يتولى مسؤولية قيادية فى إدارة عمليات حزب الله فى الجنوب». وكان الجيش الإسرائيلى أعلن مساء أمس الأول، قتل مسؤول فى حماس فى سوريا، يقف وراء الهجمات الصاروخية للحركة على إسرائيل. وأكد الجيش، «القضاء» على حسن عكاشة فى «بيت جن» بسوريا، والقريبة من مرتفعات الجولان. وقال الجيش فى بيان إن عكاشة «كان مسئول عمليات إطلاق القذائف الصاروخية لحماس من داخل الأراضى السورية نحو إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة». وأضاف «منذ بداية الحرب وجّه عكاشة خلايا إرهابية لحماس نفذت عمليات إطلاق قذائف صاروخية من سوريا نحو الأراضى الإسرائيلية». محاولات أمريكية سياسيا، بدأ وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، أمس مناقشات يتوقع أن تكون صعبة مع السلطات الإسرائيلية فى تل أبيب، مع تشديده على وجوب الحدّ من الضحايا المدنيين الفلسطينيين فى غزة. ويعتزم بلينكن، الذى وصل أمس الأول إلى إسرائيل قادما من السعودية، الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بشأن مصير قطاع غزة، بناء على ما سمعه فى مختلف العواصم العربية خلال جولته الشرق أوسطية. وقبيل وصول بلينكن إلى إسرائيل، أكّد الرئيس الأمريكى جو بايدن أنه يعمل «بهدوء» على دفع تل أبيب لتقليص انتشارها العسكرى فى قطاع غزة، وذلك بعدما قاطعه أثناء إلقائه خطاباً انتخابياً محتجّون دعوا لوقف لإطلاق النار فى غزة. وبحث بلينكن فى محطاته خلال الأيام الماضية فى عدد من دول المنطقة كيفية منع انفجار الوضع على نطاق أوسع، لا سيّما مع التوتر الحاصل فى لبنان والهجمات التى ينفذها الحوثيون على سفن فى البحر الأحمر. العودة لشمال غزة مقابل الرهائن وكشف موقع «أكسيوس» الإخبارى أن المسئولين الإسرائيليين سوف يبلغون وزير الخارجية أتونى بلينكن خلال زيارته لتل أبيب، أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة إذا لم توافق حماس على إطلاق سراح المزيد من الرهائن. وقالت مصادر إسرائيلية لموقع «أكسيوس» إنه فى حين أن إسرائيل لا تعارض من حيث المبدأ السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، فإن المسئولين سيخبرون بلينكن أن مثل هذه الخطوة يجب أن تكون جزءاً من صفقة رهائن جديدة. وقال مسؤول إسرائيلى كبير: «لن نسمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم فى شمال غزة إذا لم يتم إحراز تقدم فى إطلاق سراح الرهائن». وقال مسؤول إسرائيلى ثانٍ إن المفاوضين الإسرائيليين الذين يعملون على هذه القضية يعتقدون أن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة تمثل وسيلة ضغط كبيرة لا تريد إسرائيل التخلى عنها، فى الوقت الذى تحاول فيه تأمين صفقة رهائن جديدة. وقال المسئول الثاني: «هناك رهائن إسرائيليون وأمريكيون ما زالوا محتجزين فى غزة، نعتقد أننا سنعرف فى غضون أسابيع قليلة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراحهم أم لا». ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن إحراز تقدم نحو عودة الفلسطينيين إلى ديارهم وضمان عدم تهجيرهم قسراً من غزة هو أحد أهداف محادثات بلينكن فى إسرائيل هذا الأسبوع. وأعربت إدارة بايدن عن قلقها إزاء التصريحات الأخيرة لبعض الوزراء الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين الذين دعوا إلى طرد الفلسطينيين من القطاع. التحول إلى حملة أكثر استهدافا وفى مرحلة جديدة من الحرب الوحشية على قطاع غزة، كشفت إسرائيل عن تفاصيل لا تخلو من دماء ودمار. وفى تفاصيل نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، جاء فيها أن الجيش بدأ فى التحول إلى حملة أكثر استهدافا فى قطاع غزة. وفى الأثناء، نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاجاري، أن بلاده ستواصل خفض عدد قواتها فى غزة، وهى العملية التى بدأت هذا الشهر. ووفق المصدر نفسه، أخبر مسئولون إسرائيليون نظراءهم الأمريكيين بشكل خاص، أن بلادهم بدأت فى التحول من حملة برية وجوية واسعة النطاق فى قطاع غزة إلى مرحلة أكثر استهدافا فى حربها ضد حركة حماس. مهام «جراحية» لعملية انتقالية وبحسب ما نقلته «نيويورك تايمز» عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن المرحلة الجديدة من الحملة تضمنت عددا أقل من القوات والغارات الجوية، مشيرا إلى أنهم سيواصلون خفض عدد القوات. وأضاف أن كثافة العمليات فى شمال غزة بدأت تنحسر بالفعل، مع تحول الجيش نحو شن غارات لمرة واحدة هناك بدلا من الاستمرار فى مناورات واسعة النطاق. وكشف هاجارى أن إسرائيل «ستركز الآن بدلا من ذلك على معاقل حماس الجنوبية والوسطى، خاصة حول خان يونس ودير البلح، مشيرا إلى أنه يتوقع السماح بدخول المزيد من المساعدات والخيام إلى غزة. وفى هذا الصدد، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تعتمد العملية الانتقالية بشكل أكبر على ما أسموها «المهام الجراحية» التى تقوم بها مجموعات أصغر من قوات النخبة الإسرائيلية التى ستتحرك داخل وخارج المراكز السكانية فى قطاع غزة للعثور على قادة حماس وقتلهم وإنقاذ الرهائن وتدمير الأنفاق. قوات أقل وجدول غير ثابت وعلى ذمة مسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة شرط عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة هذه القضية الحساسة، فهم يعتقدون أن عدد القوات الإسرائيلية فى الجزء الشمالى من قطاع غزة انخفض إلى أقل من نصف عدد الجنود البالغ عددهم حوالى 50 ألف جندى، والذين كانوا متواجدين حتى الشهر الماضي، خلال ذروة الحملة. ومع ذلك، أوضح المسؤولون الإسرائيليون للمسئولين الأمريكيين أنه على الرغم من أنهم يأملون فى إكمال المرحلة الانتقالية بحلول نهاية الشهر، إلا أن الجدول الزمنى ليس ثابتا.. وقالوا إنه إذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة حماس أكثر صرامة مما كان متوقعا، أو اكتشفت تهديدات لم تتوقعها، فإن حجم ووتيرة الانسحاب قد يتباطأ، ويمكن أن تستمر الضربات الجوية المكثفة. لكن بايدن تعرض لضغوط دولية، ومن داخل إدارته، لكبح جماح الحملة الإسرائيلية، التى انطلقت بعد هجوم حماس المباغت، فى 7 أكتوبر الماضى على جنوب إسرائيل، والذى قُتل فيه حوالى 1200 شخص، فيما تم خطف عشرات الرهائن.