شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، المؤتمر الأول للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، والذى أقيم فى مدينة نصر أمس، حيث أكد الرئيس فى مداخلة خلال عرض نماذج من المستفيدين من مبادرة التمكين الاقتصادى، أهمية دور جميع الجمعيات والكيانات العاملة فى إطار العمل الخيرى التى تقدم المساعدات فى المجالات التى لا تستطيع الحكومة وحدها الوفاء بها، مشيدًا بالدور الكبير والمنسق بشكل جيد للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، والذى حقق نتائج كبيرة. وقال السيسى: «إن مؤسسات المجتمع المدنى تحقق دورًا لا تستطيع الحكومة أن تقوم به وحدها، فهناك نحو 50 ألف جمعية فى مصر والكثير منها تحت مظلة التحالف، ونريد أن تنضم باقى الكيانات إليه من أجل تقديم مساعدات أكبر للمجتمع على المستويات الاقتصادية والصحية وغيرها من المجالات»، منوهًا إلى أن جهد التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى واضح فى هذا الإطار. وأعرب الرئيس عن شكره للتحالف، قائلًا: «أنتم نموذج يحتذى لعدد كبير من المصريين الذين يعملون فى إطار المستفيدين من مبادرة التمكين الاقتصادى، وأشكركم بسبب النجاح الذى حققتموه لأنكم أصبحتم مثالًا ونموذجًا لمن يعملون من أجل تحقيق الأمل ليصبح أمرًا واقعًا يفرح الجميع ويسعدهم»، متابعًا: «أشكركم جميعًا وأتمنى لكم التوفيق.. التحية والتقدير لكم على ما تقدمونه فى كل مجالات العمل الخيرى.. كما نشكر جميع المساهمين فى دعم العمل الخيرى من داخل مصر وخارجها». ودعا السيسى، التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وجميع كيانات المجتمع المدنى إلى تكثيف جهودها خلال عام 2023 نظرًا للظروف الاقتصادية العالمية المستمرة، لافتًا إلى أن التحالف قدم خلال عام 2022 جهودًا كبيرة وأن الأزمة الحالية مستمرة ولها تداعيات قد تمتد إلى العام الجارى، ونحتاج إلى مضاعفة الجهود من أجل مواجهة الآثار المترتبة على ذلك بأن يعمل التحالف بهمة وجهد مضاعفين. ونوه الرئيس، بما أعلنه التحالف من تقديم 14 مليار جنيه لمجالات العمل الخيرى، داعيًا صندوق «تحيا مصر» إلى المساهمة فى هذا الإطار بما يرفع هذا المبلغ، وعلى الحكومة أيضًا أن تبذل جهدًا أكبر فى هذا الاتجاه، قائلًا: «أنا على اتصال معكم وأستمع لكل الكيانات»، مضيفًا: «أن انضمام المزيد من الكيانات الأخرى إلى التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، من شأنه أن يحقق نتائج كبيرة، فى إطار الدور المجمع والمحشود والمنسق والمسيطر عليه بشكل جيد سواء على المستوى الاقتصادى أو الصحى أو المستويات الأخرى التى يعمل فيها»، منوهًا بالجهد المنسق والواضح جدًا الذى قام به التحالف خلال عام 2022. وأوضح السيسى: «بمنتهى الصراحة، هناك مؤسسات للمجتمع المدنى تقوم بدور لن تستطيع الحكومة القيام به بالكفاءة نفسها.. اليوم نتحدث عن أكثر من 50 ألف جميعة موجودة فى مصر، وندعو المزيد من الكيانات للانضمام إلى التحالف.. ونشكر كل المساهمين سواء كانوا من داخل مصر أو خارجها لدعمهم المتواصل وقدرتهم على إيصال المساعدات». وتابع الرئيس: «إن مبلغ ال10 مليارات جنيه التى تحدثتم عنها هى عبارة عن أموال متبرعين، ونحن نحتاج لزيادة هذا المبلغ، وأكدنا أن عام 2022 هو عام المجتمع المدنى لكن فى الحقيقة ظروف 2023 تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد نظرًا للأزمة المتواجدة وتداعياتها على العالم بأكمله وهى أزمة مستمرة ولها تأثير كبير، وبالتالى إذا كانت منظمات المجتمع المدنى قد عملت بهمة وجهد كبير خلال 2022 فإننا بحاجة إلى مضاعفة هذا الجهد خلال 2023». واستطرد السيسى: «إن التحالف أعلن عن تقديم مبلغ 14 مليار جنيه، وأدعو الجميع للمساهمة بصورة أكبر، وأدعو الحكومة وصندوق تحيا مصر، وباقى الصناديق إلى المساهمة فى زيادة هذا المبلغ، ولا أريد أن أحدد رقمًا بعينه ليكون مفتوحًا للزيادة من جانب المساهمين وحتى تبذل الحكومة جهدًا معنا فى هذا الإطار». ولفت الرئيس، إلى أنه يتواصل بشكل مستمر مع الكثير من كيانات المجتمع المدنى ويستمع منهم كثيرًا حول موضوع التمكين الخاص بمسألة عمل جمعيات بين الأفراد لجمع الأموال والعمل بها وجميعها أفكار جميلة تناسب ظروف المجتمع، ووجه «السيسى» حديثه ل«الحاجة رضا»، إحدى المستفيدات من مبادرة التمكين الاقتصادى، قائلًا: «جميع الأفكار جميلة وتتناسب مع ظروف المجتمع، أنتم تتحركون وتشترون فدانا أو اثنين أو ثلاثة أفدنة، والحاجة رضا تمثل نموذجًا فى تولى إدارة مزرعة بمفردها.. السيدات المصريات جدعان.. كل سنة وأنتم بخير». وأعرب السيسى، عن أمله فى أن يشهد عام 2023 مزيدًا من الجهود فى مجال العمل الأهلى، مؤكدًا أنه رغم الظروف صعبة فإن ذلك أن الحكومة والدولة لن تقوما بدورهما فى هذا الموضوع، قائلًا: «إن الظرف صعب جدًا، والناس تتحدث بكلام غير مرتب دون علم.. أنا أتحدث بصراحة من أجل المصريين، يا جماعة اسمعوا منا، لأننا ندرك حجم التحدى أكثر من غيرنا». وأضاف الرئيس: «أن البيانات والأرقام والحلول تكون مطروحة من الدولة، وبالتالى أى اجتهاد من الآخرين ليس مكروهًا ومرفوضًا لكن من الممكن أن يحدث بلبلة، ويزعج المواطنين أكثر من الظروف التى تواجهها مصر والعالم، والتى تسببت فى ضغوط على الشعوب». وتابع السيسى، موجهًا حديثه إلى الشعب المصرى: «فى حال تخويف الناس أكثر، ماذا ستكون النتيجة»، مؤكدًا أن ذلك لن يكون فى مصلحة الجميع، والدولة والشعب لن يستطيعا الصمود أمام أى تحد.. متسائلًا: هل سنتخلى عن مصر إذا كانت الظروف صعبة؟ واستطرد الرئيس، متسائلًا: «هل نحن دخلنا فى حروب أو مغامرات ضيعنا فيها أموال مصر؟ مؤكدًا أن العالم كله يشهد ظروفا صعبة، والأزمة الروسية الأوكرانية والموقف الذى شهدناه خلال أزمة كورونا خلال سنتين لم تصنعهما مصر، لافتًا إلى أن مصر تدفع ثمن هذه الأزمات مثل باقى دول العالم، مطالبًا الجميع بالكف عن الحديث غير المجدى. وطالب «السيسى»، التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بإيلاء أهمية خاصة للزراعة فى مبادرات التى يطرحها لدعم المجتمع، مؤكدًا أن المبادرات محل تقدير ولكن دعم الزراعة له أهمية خاصة، مشيدًا بجهود المزارعين والنماذج التى استعرضت مشاريعها الزراعية خلال المؤتمر، مشددًا أن تدريب المزارعين على الزراعة الحديثة سيسهم بشكل كبير فى زيادة المحاصيل وتوفير المياه والأسمدة، مؤكدًا استعداد الدولة لتقديم دعم وتعاون أكبر للمزارعين لتوفير المياه وإخراج منتج جيد. ووجه الرئيس، بضرورة تعاون وزارتى الزراعة والرى مع المزارعين والتحالف من أجل رفع إنتاجية قصب السكر وتقليل نسبة استهلاك المياه للمساحات المنزرعة قصبا والبالغة 350 ألف فدان فى صعيد مصر، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالمشروعات الصغيرة لاسيما أن المستفيدين منها من المزارعين الصغار وذلك بالتعاون بين المزارعين ووزارتى الرى والزراعة، قائلًا: «إن الزراعة الحديثة فى هذا المجال تسهم فى تقليل المياه بنسبة كبيرة وستزود إنتاجية المحاصيل بمعنى أن إتقان الزراعة بهذه الطرق سيوفر المياه وسيزيد الإنتاج». وأضاف السيسى: «أن زراعة الفدان الواحد بالطرق الحديثة يقلل استهلاكه بكمية المياه بنسبة 10% وهى نسبة كبيرة كما أنه يزيد معدلات الإنتاج بنسب تتراوح ما بين 20% و40% من الإنتاجية الحالية للفدان»، مشيرًا إلى أن الطرق الحديثة لزراعة القمح يمكن أن ترفع إنتاجية الفدان الواحد من 13 إردبًا إلى ما يتراوح ما بين 18 إلى 22 أردبًا. وتابع الرئيس: «إن فدان قصب السكر كان ينتج نحو 40 طنًا والآن فى إطار (مبادرة أزرع)، أصبح الفدان ينتج ما بين 55 إلى 60 طنًا فضلًا عن استهلاك كمية مياه أقل، أى بزيادة فى الإنتاج بنحو 20% على نفس مساحة الأرض»، مطالبًا المزارعين بالاستمرار فى الإنتاج وعدم التقليل المساحة المنزرعة حتى لو صغيرة، مشيرًا إلى أن الزراعة تعتبر عملًا جماعيًا وكل فدان يزرع هو مهم للدولة. وقال السيسى: «إن الدولة فى حاجة للتعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى مجال الزراعة ومجالات أخرى»، مشيرًا إلى أنه خلال حديثه فى السابق عن رؤوس الماشية والحلم بتوفير مليون رأس ماشية متواجدة عند المربين هناك من يقول أن هذا البرنامج يستغرق نحو 15 عامًا ولكن بالتعاون والتضافر مع بعضنا البعض ستتقلص هذه المدة الزمنية. وأعرب الرئيس السيسى، فى ختام مداخلته، عن شكره للتحالف وللنماذج المتحدثة المستفيدة من «مبادرة أزرع»، وعن سعادته بما تم تحقيقه وعن شكره لجميع مزارعى مصر، معربًا عن سعادته وترحيبه بأداء «مريم» التى قدمت فعاليات المؤتمر الأول للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، لموهبتها الكبيرة رغم صغر سنها، قائلًا: «إن مصر بها كل ما نتمناه من مواهب ولكن نحن فى حاجة للوصول إلى تلك المواهب، وأن هناك مبادرات وآليات من الممكن أن يتم تنفيذها للكشف عن المواهب المصرية فى جميع المجالات»، مؤكدًا أن جميع المواهب المطلوبة متواجدة فى 104 ملايين مواطن، لافتًا إلى أن مقدمة المؤتمر «مريم» هى مثال على ذلك.
