طرح الكاتب الصحفى، أحمد باشا، رئيس تحرير جريدة روزاليوسف، فى مقاله المنشور عدد 30 سبتمبر، مقالا شديد الأهمية، أشار بوضوح شديد إلى أخطر ما تواجهه مصر الآن، وهو عودة الإخوان، لكن بشكلهم الجديد، أو ما أطلق عليه رئيس تحرير الجريدة مصطلح إحياء تنظيم الإخوان الجديد، لافتا إلى أن عودة قائمة على تجديد الخطاب الإخواني، تخفى ملامح تنظيم الإخوان التقليدي، وتظهر ملامح عصرية، أكثر حداثة، متأثرة بشكل مباشر بالجيل الجديد من شباب تنظيم الإخوان الإرهابى فى الغرب، مشيرا بالتحديد إلى الإخوانى محمد سلطان، وتأكيدا للمقال يجب العودة أولا إلى الجذور التاريخية لفرار الجيل الثانى من شباب الإخوان إلى دول أوروبا وأمريكا، سعيا لتأسيس التنظيم الدولى للإخوان، بعد ملاحقات أمنية فى مصر، وسوريا، والعراق، ذلك الجيل الذى نشأ فى رحاب الغرب الذى يعتبره تنظيم الإخوان كافرا، لكن الجيل الثالث من شباب الإخوان الآن يعيشون فى رحاب ذلك الغرب الذى كان كافرا لديهم، وهم مؤمنون بأفكاره، ومبادئه، ما دفع الإخوانى محمد سلطان إلى دعم مؤسسة حقوقية فى عرض وظيفى يشترط فى المتقدم أن يكون مثليا، كما أشار الكاتب الصحفى أحمد باشا فى مقاله! «إسلام الأفندية».. ظاهرة الجيل الأول من شباب الإخوان منذ اللحظة الأولى لتأسيس الجماعة اهتم البنا باستقطاب الشباب، وكانت اللبنة الأولى فى التنظيم من طلبة الجامع الأزهر، يشير الراحل أحمد عبد الله رزة، فى كتابه «الطلبة والسياسة فى مصر»، إلى أن البنا استطاع تجنيد 500 طالب فى جامعة الأزهر، غير أنه بمرور الوقت احتاج للخروج بالدعوة بعيدا عن الشكل التقليدى للداعية الدينى، فاخترق الكليات العلمية والأدبية منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، مسألة رصدها أحمد عبد الله رزة الأكاديمى المصرى أحد أقطاب الحركة الشيوعية فى السبعينيات ضمن كتابه، وأطلق عليها ظاهرة «إسلام الأفندية»، وصف خلالها الطالب الجامعى الذى تقمص شخصية المعمم الأزهرى تاركًا العلوم الاجتماعية والتطبيقية التى يدرسها، منشغلًا بالدعوة إلى الإسلام. حديث رزة، ليس بمعزل عن انشغالات تلك المرحلة الخاصة بالصراع القائم بين الفكرة الدينية والأفكار القومية والوطنية والتى كانت الشاغل الأكبر فى تاريخ مصر المعاصر، خاصة مع ظهور مصطلح مصر للمصريين الذى اعتبره مؤيدو الخلافة العثمانية تمردًا على مصطلح الخلافة الإسلامية، من هنا بدأت خيوط الأزمة التى امتدّتْ آثارُها حتى اليوم والتى تلمّسنا خيوطَها مع ظهور تنظيمات القاعدة وداعش وذوبان مفهوم الوطنية والدفاع عن الأرض فى صالح الأممية الدينية ومصطلح الجهاد فى سبيل الله الذى يجتمع تحت لوائه رجال من وطنيات مختلفة فى سبيل السيطرة على أرض ليست أرضهم. تغريب الإخوان على العكس من شباب الجماعات الإسلامية الأخرى، الذين تربوا فى حواضن عربية تدعم أفكار التيارات الإسلامية الأصولية، جعلتهم الأكثر ظهورا فى الجماعات الجهادية العالمية، مثل القاعدة، وداعش، فإن شباب الإخوان كانوا الأكثر استخداما لوسائل الغرب فى الدعوة إلى التغيير، من السيطرة على المنظمات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني، والمراكز الإسلامية، بل والأكثر تأثرا بأفكار الغرب، وتماهيا معها؛ يوضح ذلك ما قام به محمد سلطان، حيث أعاد نشر تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، يناير 2021، لمسؤولة فى منظمة «هيومن رايست وواتش» الأمريكية، عبارة عن إعلان لوظيفة شاغرة، تطلب فيها المنظمة الحقوقية موظف مُدرب لدعم المثليين جنسيا. سلطان يعمل ضمن المنظمة الحقوقية «المنبر المصرى لحقوق الإنسان» وهى منظمة إخوانية أسّست فى أوروبا، وتعمل ما بين أوروبا والولاياتالمتحدة، وتمّ اختيار مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بهى الدين حسن مستشارًا للمنبر». تخرج محمد سلطان فى جامعة أوهايو الأمريكية حاصلًا على بكالوريوس العلوم الاقتصادية، وترأس فرع جمعية الطلاب المسلمين بجامعة أوهايو لدورتين، والتى سبق وأسسها تنظيم الإخوان عام 1963 فى جامعة إلينوى الأمريكية، وتعد من أكبر الجمعيات التابعة للجماعة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا. اللافت للانتباه، أن جمعية الطلاب المسلمين، احتضنت الكثير من رموز الجماعات الإرهابية والفكر الأصولى مثال «أنور العولقى» الملهم الروحى لتنظيم القاعدة والذى تولى رئاسة فرع الجمعية بجامعة كولورادو الأمريكية فى فترة ما، وكذلك «عمر شفيق حمامي» زعيم حركة الشباب الصومالية الذى تولى رئاسة فرع الجمعية بجامعة ألاباما الأمريكية، و»رامى زمزم» أحد مقاتلى حركة طالبان الذى كان عضوًا بفرع الجمعية فى جامعة واشنطن. من المنظمات الحقوقية التى يديرها أبناء قيادات إخوانية فى الغرب، «هيومان رايتس مونيتور –لندن، وتديرها سلمى أشرف عبد الغفار، وهى ابنة القيادى الإخوانى المدان فى قضية التنظيم الدولى والاستعراض القتالى لشباب الجماعة بجامعة الأزهر أشرف عبد الغفار. ورغم أن تلك المنظمات ظاهريا تعمل فى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أن أغلب قضاياها التى فجرتها كانت ضد أحكام بالسجن والإعدام، أصدرتها محاكم مصرية، على أعضاء التنظيمات الإخوانية المسلحة، التى عملت فى مصر بعد ثورة يونيو 2013، أبرز تلك التقارير الحقوقية، ما أصدره مركز القاهرة لحقوق الإنسان فى بريطانيا، ضد أحكام بالإعدام صدرت بحق أعضاء تنظيم أجناد مصر، واعتبرتها المنظمة الحقوقية إعدامات سياسية، مع العلم أن التنظيم أسسه الجهادى همام عطية، وجسد دوره فى الجزء الثانى من مسلسل الاختيار الممثل محمد علاء! الجيل الثانى.. «تايه فى أوروبا» الجيل الثانى من شباب الإخوان نشأ مع الصدام بين نظام ثورة يوليو والتنظيم، بعد محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فى حادثة المنشية، هرب على أثرها غالبية أعضاء التنظيم، بالتالى تربى شباب الإخوان فى تلك المرحلة خارج مصر، فى دول أوروبا، بالأخص بريطانيا، وألمانيا، ولاحقا فرنسا، مع تواجد فى أمريكا زاد لاحقا بتأسيس اتحاد الطلبة المسلمين فى أمريكا، ثم تأسيس منظمات إسنا وكير لرعاية الجاليات المسلمة فى أمريكا. فرار الإخوان هربا من الملاحقات الأمنية لم يكن هو الخطوة الأولى فى الاتجاه ناحية الغرب، بل سبقه اهتمام كبير من البنا بالعالم الإسلامى عموما؛ فكان أول مبعوث للإخوان للأقطار الإسلامية إلى فلسطينوسوريا ولبنا: عبد الرحمن الساعاتى ومحمد أسعد الحكيم. فى نفس السياق اهتم البنا بالطلاب الوافدين من مختلف البلاد للدراسة بالأزهر الشريف، فهؤلاء بعد أن اقتنعوا بالفكرة واستوعبوا الدعوة أصبحوا سفراء لها فى بلادهم. حيث كان المركز العام للإخوان موضع التقاء هؤلاء الطلاب، وكان الإخوان يهتمون بهم ويحرصون على متابعة أخبارهم وحل ما يعترضهم من مشكلات. من أبرز هؤلاء الشباب العائدين إلى بلادهم لاحقا، راشد الغنوشى رئيس البرلمان التونسى حاليا، وجاسم سلطان مؤسس تنظيم الإخوان القطري، ويعد الاثنان أحد أبرز المجددين فى فكر الإخوان، وكتب جاسم سلطان عام 2017 كتابا انتقد فيه أفكار البنا وسيد قطب، فى محاولة لتقديم أفكار أكثر قربا من الأجيال الحالية! وكان الهدف الرئيسى من الاتصال بالغرب، طبقا للائحة «قسم الاتصال بالعالم الإسلامي» الذى أسسه البنا، إقامة دولة إسلامية، وذلك عن طريق إقامة حكومة إسلامية فى كل هذه البلاد، وربط هذه الحكومات بوضع سياسى يحقق وحدتها، ويتفق عليه رؤساؤها وممثلوها الحقيقون، وإنشاء شعب للإخوان تحقق هذه الوسائل فى مختلف بلاد العالم العربى الإسلامي. بدأ القسم بتكوين لجان تعمل حسب الظروف والأوضاع القائمة داخل الأقطار، ومن ضمن هذه اللجان، لجنة الشرق الأدنى، وتضم البلاد العربية والشعوب الإسلامية فى أفريقيا، ولجنة الشرق الأقصى، وتشمل دول شرق آسيا ووسطها، ولجنة الإسلام فى أوروبا. ويعتبر سعيد رمضان، صهر البنا، ووالد طارق رمضان، أحد الرواد الأوائل للإخوان المسلمين فى أوروبا، حيث رحل إلى جنيف فى عام 1958 ودرس الحقوق فيها، وأسس الجمعية الإسلامية فى ألمانيا حتى أنها صبحت واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث هناك، التى ترأسها من 1958 إلى 1968. وفى ألمانيا تأسست أولى نقاط تواجد الإخوان فى الغرب، إحداها فى ميونيخ وهى الأشهر، وكان مسؤولا عنها سعيد رمضان، وإبراهيم منير القائم بأعمال المرشد حاليا، وإبراهيم الزيات. ثانى تلك النقاط فى إيخن، ومسؤولا عنها عصام العطار، مراقب الإخوان فى سوريا، بعد هروبه إلى أوروبا من ملاحقة الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، وغالب همت، سورى أيضا وهو الرجل الثانى مع يوسف ندا فى إمبراطورية الإخوان المالية. وقدم ندا بدوره الدعم المالى للمركز الإسلامى فى ميونيخ وايخن فى بداية دعوة الإخوان وهو ما ساهم فى توسع قاعدتهم فى ألمانيا ثم أوروبا. وإلى جوار الإخوان فى أوروبا كانت هناك جماعات إسلامية لا تقل قوة، مثل ميللى جروش التركية، والتى أسسها رئيس وزراء تركيا الأسبق أربكان، والجماعة الإسلامية الباكستانية، التى أسسها أبو الأعلى المودودى. ومن أسباب قوة تلك التنظيمات الإسلامية فى بريطانيا كنموذج أن المسلمين من أصول آسيوية يمثلون 86% من مسلمى بريطانيا. وهو ما دفع أبو الأعلى المودودى إلى تأسيس منظمة البعثة الإسلامية فى المملكة المتحدة عام 1962، والمسؤولة حاليا عن 49 فرعا فى بريطانيا فقط، وتتولى توفير التعليم الإسلامى لأبناء الجالية الآسيوية. تمكّنت جماعة الإخوان منذ خمسينيات القرن الماضى من التسرب إلى عدد من الدول الغربية عبر اختراق الجاليات المسلمة فيها بتأسيس هيئات تنظيمية تتولى فى البداية تنظيم العبادة مثل مسجد ميونيخ ثم تقديم نموذج فى التدين يساير مستلزمات العيش المشترك فى البيئة الغربية، ومن ثم التوغل فى الفضاء العمومى لتلك الجاليات خاصة مع بداية التسعينيات حيث تكوّنت فى أوروبا عدد من المنظمات الإسلامية التى هيمن عليها الإخوان. «الجيل الثالث».. مسلم على الطريقة الأوروبية نشأ الجيل الثالث من شباب الإخوان فى ظل هجرات قسرية لأعضاء التنظيم، وتراجع لسيطرة الإخوان على الشباب فى مصر كالسابق، المسألة التى اضطرت التنظيم إلى الاعتماد على شباب الجماعة الإسلامية فى السبعينيات من القرن العشرين، من أجل العودة مرة أخرى إلى المشهد، الفترة المعروفة بالتأسيس الثانى لتنظيم الإخوان، بعد خروجهم من السجون، فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ومن أبرز الشباب، من أعضاء الجماعة الإسلامية، المنضمين إلى الإخوان، عبد المنعم أبو الفتوح، وأبو العلا ماضي، وعصام العريان. انتشار الإخوان فى الغرب استدعى تحولات فقهية كانت الأولى من نوعها داخل الحركة الإسلامية، ذلك أن الحركة الإسلامية تعرف دار الحرب ودار الإسلام، الثانية هى الدول التى تضم أغلبية مسلمة، أما الأولى فهى الدول غير المسلمة، ويطلق عليها فى الفقه دار الحرب، وكان من الصعب على شباب الإخوان فى الغرب أن يقدموا أنفسهم للدول الأوروبية والأمريكية وهم يسطرون فى أدبياتهم أن الغرب دار حرب، فى تلك اللحظة سطر يوسف القرضاوى فقيه الإخوان السطور الأولى فى كتابه دار الدعوة، واصفا البلاد غير الإسلامية التى يعيش فيها الإخوان بأنها دور دعوة، ينشر فيها الإخوان الفكرة الإسلامية. ذلك الفقه الجديد استلزم على الجانب الآخر تقديم رؤى تتناسب مع الحياة فى الغرب، تقدم إسلاما أكثر تسامحا مع أدوار المرأة، والحريات الجنسية، والعقدية، وهو ما سعت إلى تقديمه المراكز الإسلامية تحت سيطرة الإخوان فى الغرب. ازدواج الأفكار الدينية، بين فقه يدرسه شباب الإخوان فى بلدانهم العربية، وآخر يدرسه شباب الإخوان فى الغرب، قابله ازدواج آخر، ازدواج الجنسية؛ تأتى عائلة رئيس مصر فى حكم الإخوان، «محمد مرسى»، على رأس العائلات الإخوانية التى يحمل أبناؤها جنسيات دول أخرى، نظرا لأنه كان يعمل فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى بداية الثمانينيات، وابناه الحاصلان على الجنسية الأمريكية هما أحمد محمد مرسى، والشيماء محمد مرسى. يليه فى القائمة «عصام الحداد»، مساعد رئيس الجمهورية السابق للشؤون الخارجية فى حكم الإخوان، والذى يحمل الجنسية البريطانية، بالإضافة إلى ابنيه جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان وعبد الله الحداد المتحدث باسم الإخوان فى الغرب، واللذين يحملان نفس الجنسية، كما يحمل وليد الحداد نجل شقيقه ومنسق لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة الجنسية البريطانية، واللافت أن هذه العائلة تحديدا تولت ملف العلاقات الخارجية للجماعة لفترة بعد يناير 2011 مباشرة. وفى نفس السياق حمل أيمن على، مستشار الرئيس المعزول لشؤون المصريين بالخارج، الجنسية النمساوية، حيث كان يشكل هو وعصام الحداد وإبراهيم منير ما يسمى بمجموعة أوروبا فى الجماعة قبل أحداث 25 يناير، وبينما عاد كل من على والحداد إلى مصر بعد يناير إلا أن منير لم يعد حيث يتمتع بحق الإقامة فى بريطانيا ويدير المركز الخاص بالجماعة هناك. بينما يحمل محمد نجل الدكتور صلاح سلطان القيادى الإخوانى المحبوس على ذمة عدة قضايا الجنسية الأمريكية. شباب سنة 2000 مع مطالع الألفية الثالثة، سيطرتْ على أوساط الشباب فى القاهرة ظاهرةٌ اصطُلِحَ على تسميتها «الدعاةُ الجدد»؛ كان أول من أطلقها الكاتب الصحفى وائل لطفي، فى سلسلة تحقيقات نشرتها مجلة روزاليوسف، وهم دعاةٌ يخطبون على منابرهم دون التّقيد بالشّكل المتعارف عليه، سواء للشيخ المعمّم، أو السلفى الملتحي، أو الداعية الأزهري. إنهم دعاة وسط بين كل هؤلاء، قدّموا الإسلام المحاط بتصورات تراثية سلفية بشكل أقرب إلى التصورات المدنية للحياة المعاصرة. أصبح من الطبيعى بين الشباب فى القاهرة أنْ يلحقوا كلمة إسلامى بأى معنى أو قضية أو حتى مشاعر، فقدّم الداعية عمرو خالد، الذى بدأ حياته، فى التسعينيات من القرن الماضي، عضوا فى تنظيم الإخوان، محاضرات دشن فيها للمصايف الإسلامية والحب الإسلامى والغناء الإسلامي. مؤخرًا شارك الداعية معز مسعود فى انتاج الفيلم المصرى «اشتباك»، فى خطوة متقدمة جدًا لتلك التصورات الحداثية للدعاة الجدد عن الإسلام. فهو إسلام لا يتعارض مع الفنون والآداب، بل يتماهى معها ويمتزج بها. تصورات للعالم الحديث الذى لن يتخلى عن مدنيته إن تأسلمت قضاياه وتفاصيله، فقط مجرد أسلمة للطرح تكسر حدة الصراع بين الوطنى والديني. وهى تحولات تأثرت بشكل كبير باشتباك الجيل الثالث من شباب الإخوان مع التغريب القسرى الذى تعرضوا له، أو وقوعهم، مثل باقى الشباب عموما، تحت سطوة تكنولوجيا المعلومات، التى كسرت الحواجز بين الدول، وأصبح العالم قرية صغيرة، لا ممنوع فيه، ولا حاجز، يقف أمام ما تبحث عنه، لكن يظل السؤال مطروحا، هل تستطيع تلك التحولات، أن تذهب بعيدا، بالجيل الثالث من شباب الإخوان، عن دوائر العنف، أم أن سلسال الدم الإخوانى سيستمر؟!