عندما تقع عيناك على الملصق الدعائى لفيلم «خان تيولا» المطروح حاليا بدور العرض السينمائية والذى يقوم ببطولته نضال الشافعى ووفاء عامر ومحمود البزاوى وأحمد كمال ومحمد عبدالواحد وعلى الشجيرى وزهرة الحاروفى ومجموعة كبيرة من النجوم الشباب، تشعر وكأنك فى حيرة شديدة تبدأ من ظهور أبطال الفيلم على المصلق الدعائى والاسم الغريب الذى لفت انتباه الكثيرين له، وبالرغم من الإجراءات الاحترازية الشديدة المتبعة حاليا فى مصر إلا أن شركة ريد كاربت المنتجة للفيلم قررت طرحه بدور العرض إيمانا منهم بوعى الجمهور المصرى والعربى الذى يتذوق الفن بشكل جيد جدا. روزاليوسف استضافت صناع وأبطال العمل وتحدثوا عن الكثير من كواليس العمل الذى تعرضوا خلاله للكثير من المواقف وكشفوا عن تجربتهم الفنية الجديدة التى يستعدون لتقديمها خلال 2021، كما تناولوا الفلسفة الفكرية للعمل الذى سبب للبعض حالة من الغموض بالرغم من إشادة الجميع بالتتابع الدرامى وتكوين الصورة والموسيقى والألوان المميزة التى أبهرت الجميع. المدنى: عرض الفيلم عبر منصة إلكترونية لم يكن مطروحًا يقول المخرج وسام المدني: عندما يكون مخرج العمل هو مؤلفه يحدث توحيد للرؤية التى يريد توصيلها للجمهور وبالنسبة لفكرة «خان تيولا «بدأت اشتغل عليها منذ عامين بالضبط حيث كنت أبحث عن فكرة مختلفة تصل لكل الفئات العمرية يجمع بين الرسالة الفنية والإقبال الجماهيرى فى نفس الوقت ووجدت فكرة لطيفة محتواها يدور حول ماذا سيحدث لو أن الإنسان لا يموت ويملك الحياة الأبدية وهل هناك كائنات حية لا تموت وبالبحث وجدت كائنا فى المحيط اسمه «تيولا « هذا الكائن يموت عندما يقرر الانتحار ومن هنا جاءت الفكرة وربطناها بالإنسان واختارنا اسم «خان تيولا» وهو المكان الذى يعيش فيه تيولا الكائن الذى لا يموت. وتابع المدنى قائلا: الفيلم فلسفته تدور حول الانسان ونحن مخلوقون بغريزة يدخل من خلالها الشيطان والحرب الدائرة بين الإنسان وقوى الشر أو الشيطان فالإرادة للنفس البشرية هى اخطر بكثير من وسوسة الشيطان وعندما بدأت اقرأ فى «فاوست» وتناول الشيطان فى الأعمال المختلفة وكيف يغوى البشر وجدت أن الانسان يتحرك برغبة داخله وتأتى هنا الإرادة فالموضوع ليس عبثيا وأنا استعنت بدلائل قرآنية وبالتحديد فى سورة البقرة فى ثقافة الفيلم أثناء كتابة سيناريو الفيلم. وعن اختياره لأبطال «خان تيولا « تحدث المدنى قائلا : فى شخصية مراد داود الرسام كنت ابحث عن فنان من طراز خاص محبوب وفى نفس الوقت متمكن من ادواته وهذا توافر فى نضال الشافعى ايضا اخترت فنانين مصريين لتقديم شخصيات بلهجات مختلفة واعتبرها مغامرة محسوبة فمثلا الاستاذ محمود البزاوى قدم شخصية مغربية واجادها بشكل كبير وهى من اللهجات الصعبة واثبت الى أى مدى هو ممثل متمكن من ادواته ايضا نفس الشيء بالنسبة للاستاذ محمد عبدالواحد الذى جسد شخصية شامى وهو فى الاساس ممثل مصرى وهناك نقطة فنية مهمة سبب فى وجود عدة لهجات داخل العمل فكلما كانت هناك لهجة أو لكنة مختلفة كلما زاد عنصر الاثارة والتركيز فى اللغة او اللهجة الاساسية للفيلم. وعن عرض فيلم «خان تيولا « عبر منصة إلكترونية نفى المدنى هذه الفكرة وقال: هذه الفكرة لم تكن واردة من الأساس والحمد لله ردود الأفعال على الفيلم من الجمهور فى دور العرض رائعة وفى رأيى ان السينما للجمهور ما هى إلا «خروجة « كاملة متضمن الذهاب للأكل فى مطعم والجلوس فى كافيه ودخول السينما جزء من هذه الخروجة بجانب أن صناعة السينما لابد ان ندعمها وتستمر من اجل البيوت المفتوحة ونتحدى المرض بمراعاة الإجراءات الاحترازية وانا دورى ان اقدم عملا فنيا محترما نتحدى به ويستحق ان نغامر من اجله والجمهور يخرج وهو مستمتع.
الشجيرى : دخلت هوليوود الشرق بشخصية مصرية
الفنان العراقى على الشجيرى يروى تجربته الاولى مع مصر قائلا : دخلت من بوابة السينما المصرية هوليوود الشرق بفيلم « خان تيولا « من خلال شخصية عزيز وهو رجل مصرى ذات اصول مغربية فمصر فى فترة الثلاثينيات كانت تضم جنسيات مختلفة سواء الشام او المغرب اوإيطاليا أوالأرمن بحكم التجارة وهذا جعل هناك تشكيلا ثقافيا متنوع الفيلم تطرق له. وأضاف الشجيرى قائلا : حاولت ان اجتهد فى طريقة النطق التى تناسب الفترة الزمنية التى دارت فيها الاحداث والمصطلحات وهذا ساعدنى فيه بشكل كبير سيناريو الفيلم الذى كتبه الاستاذ وسام مدنى الذى اشكره لأن اول ظهور لى فى مصر يتم تقديمى بهذا الشكل المحترم ويتعمل لى بوستر وبالمناسبة أنا أول فنان عراقى يتم عمل بوستر له فى السينما المصرية على الرغم من أن هناك فنانين عراقيين سبق وشاركوا بأعمال كثيرة فى السينما المصرية.
عبدالواحد: كنت مرعوبًا من الوقوف أمام الكاميرا بعد غياب 20 عامًا
محمد عبدالواحد الفنان العائد للفن بعد سنوات تحدث عن تجربته فى خان تيولا قائلا : آخر فيلم قدمته كان مع النجم الراحل احمد زكى قبل 20 عاما وقبله أسعدنى الحظ للوقوف امام نجوم كبار منذ أن كنت طفلا فى اعمال مثل «أفواه وأرانب» مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة و«أحلام الفتى الطائر» مع الزعيم عادل امام وكنت اتمنى ارجع مع مخرج ينتمى لنفس المدرسة التى تخرجت فيها حيث تعرفت على المخرج وسام مدنى قبل 6 سنوات فى احد مشروعات الشباب فى الجامعه الكندية وعندما بدأ تحضير «خان تيولا « رشحنى لشخصية إلياس وهو رجل شامى يعيش فى مصر فى فترة الثلاثينيات وقد استعنت بأصدقاء من سوريا ولبنان لإتقان اللهجة ولا اخفى عليكم مدى التوتر الذى كنت اشعر به فى اول يوم تصوير وانا اقف امام الكاميرا بعد فترة ابتعاد وصلت 20 عاما وقد حاول كل فريق العمل احتوائى وازالة هذه الرهبة بداية من المخرج وسام مدنى والنجم نضال الشافعى.
الشافعى: «الفا» سيجمع صناع خان تيولا فى 2021.. وعشنا أجواء مسرحية لمدة أسبوعين
تحدث الفنان نضال الشافعى عن تجربته فى فيلم «خان تيولا» وارتداء عباءة الرسام مراد داود قائلا: «خان تيولا» هو عمل يحمل مشروعا لمخرج كبير سيكون له وزنه فى الوسط الفنى فى الايام القادمة اسمه وسام مدنى سيكون له دور فى تغيير شكل السينما المصرية لما يملكه من الرؤية والمعرفة والقدرة على التحكم فى أدواته واعتبره وبلا مبالغة امتدادا لمدرسة الاستاذ شريف عرفة الذى اسعدنى الحظ بالعمل معه فى اعمال مثل «الجزيرة وتامر وشوقية ولحظات حرجة» وعرفت طريقة تفكيره ومعالجته للمواقف ووسام مدنى يسير على خطى الاستاذ شريف عرفة فى طرحه لموضوعات وقضايا مختلفة وتقديمه للفنانين بشكل جديد وتطرق نضال لكواليس تصوير الفيلم قائلا: صورنا الفيلم بدون فواصل خلال اسبوعين متواصلين وهو اشبه بالحالة المسرحية التى أوجدت تركيزا وحالة من حالات المعايشة الكاملة للقصة فى ظل انه ينتمى لافلام الديكور الواحد ومع ملابس الشخصية التى صممتها مصممة الازياء منى الزرقانى ومن كثرة توحدى مع شخصية مراد داود كنت أظل مرتدى الملابس طول الوقت حتى فى العرض الخاص كنت مرتديها وهى من الشخصيات القلائل التى اثرت عليّ فى حياتى الشخصية. وتابع : مراد فنان تشكيلى طول الوقت بيفكر ولديه شغف البحث والكشف وانا عشت هذه الشخصية بكل تفاصيلها وهذا تسبب لى فى مشاكل مع المحيطين بى وطول الوقت يسألونى هل هناك شيء ما يزعجك ويجعلك شاردا وهذا بسبب حالة التوحد التى حدثت بينى وبينه فمراد شخصية استثنائية مكتوبة بفن وشاعرية حتى فى حوارها وتختلف عن أى شخصية قدمتها من قبل ومن كثرة حبى لها أتمنى أعيشها اكبر وقت ممكن بكل بتفاصيلها.. وأشار نضال إلي سعادته بالتعاون من جديد مع النجوم وفاء عامر ومحمود البزاوى واحمد كمال قائلا : وفاء تعاونت معها 3 مرات فى مسلسل «شطرنج» بأجزائه وبعده مسلسل «السر» فهى ممثلة من العيار الثقيل وعلى المستوى الإنسانى فنانة جدعة جدا أما اخويا محمود البزاوى فتعاونا مع بعض فى مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» ولنا مع بعض تفاصيل حياتية كثيرة اما النجم احمد كمال فهذا أول تعاون يجمعنا وهو قدم شخصية الشيطان بشكل رائع ومختلف خاصة انه قتل بحثا من اول «فاوست» والاغريق ويوسف وهبى واخيرا دكتور يحيى الفخرانى فى «ونوس» ولا أنسى ايضا. النجم العراقى على الشجيرى الذى استطاع ان يقدم بشكل عبقرى حالة النزلاء فى خان تيولا واعتقد ان الحالة المسرحية التى خلقها لنا الكاتب والمخرج وسام مدنى جعلتنا نشعر وكأننا نقدم مسرحية تعرض للجمهور مدتها 15 يوما وهذا جعل الكواليس ممتعة. وعن رأيه فى انتشار المنصات الإلكترونية واتجاه أنظار صناع الفن لها فى ظل ازمة الكورونا قال نضال: المنصات تجربة عظيمة فنحن جيل شاهدنا تطورات سريعة ومتوالية لم تشهدها اجيال اخرى بداية من التليفزيون والفضائيات المفتوحة والمنصات والسوشيال ميديا واليوتيوب والفنان عليه بشكل عام أن يواكب فكرة التطور ورأيى انه كلما زادت منافذ العرض فى العالم العربى كان ذلك مفيدا للجمهور والمجتمع بشكل عام والفن بشكل خاص ويجعل الصناعة تنتعش ولا نجعل الجمهور فريسة لثقافات اجنبية اخرى وفى نفس الوقت هذه المنصات لن تلغى السينما والا كانت السينما لغت الراديو والمسرح عندما ظهرت ونفس الحال للتليفزيون الذى لم يلغ ما قبله. واشار الشافعى قائلا: كان لدى تخوف كبير من طرح الفيلم فى ظل هذه الظروف وانتشار كورونا ونعتبرها مجازفة لكن فى النهاية الرئيس السيسى وضع تارجت لكل القطاعات انها تشتغل واعتقد ان مصر من اكثر الدول التى لم يتأثر اقتصادها بشكل عنيف بسبب كورونا ونحن كفنانين علينا ان نأخذ هذه الدفعة اننا نشتغل وفقا لإجراءات صارمة حتى تظل العجلة مستمرة فى السير.. واخيرا كشف نضال عن تجهيزه لفيلم جديد مع نفس فريق عمل «خان تيولا» وعلى رأسهم المخرج وسام مدنى والفيلم يحمل اسم « الفا» وهو بعيد عن فكرة الرعب النفسى حيث ينتمى للأفلام اللايت اكشن متمنيا ان يرى النور قريبا. 3073 3074 3075 3076
