الأقوى في شبه الجزيرة الكورية، زلزال يضرب جنوب غربي سيئول    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    الأصعب لم يأت بعد.. الأرصاد تحذر من ارتفاع الحرارة اليوم    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    هل توقفت المصانع عن إنتاج الذهب عيار 14؟ رئيس الشعبة يوضح    جدول مباريات اليوم الأربعاء.. الجولة الرابعة من الدورة الرباعية المؤهلة إلى الدوري المصري    محاكمة عصام صاصا في اتهامه بتعاطي المخدرات ودهس عامل.. اليوم    دون إصابات.. إخماد حريق عقار سكني بالعياط    ET بالعربي: "خطوبة شيرين عبد الوهاب على رجل أعمال.. وحسام حبيب يهنئها    ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بزيادة الطلب    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان الاقتصاد والإحصاء.. اليوم    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    عاجل- أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأربعاء 12-6-2024    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    أورسولا فون دير لاين تحصل على دعم ممثلين بارزين بالبرلمان الأوروبي    مقتل طفل وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي لمنزل في رفح    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    حبس شقيق كهربا 4 أيام لاتهامه بسب رضا البحراوي    العثور على جثة شخص مشنوق بالطريق الصحراوي بالكيلو 17 العامرية بالإسكندرية    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    فيديو صام.. عريس يسحل عروسته في حفل زفافهما بالشرقية    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي    أيمن يونس: أحلم بإنشاء شركة لكرة القدم في الزمالك    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    رؤساء مؤتمر الاستجابة الطارئة في غزة يدينون عمليات قتل واستهداف المدنيين    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    بيمكو تحذر من انهيار المزيد من البنوك الإقليمية في أمريكا    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    ليست الأولى .. حملات المقاطعة توقف استثمارات ب25 مليار استرليني ل" انتل" في الكيان    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    63.9 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    رمضان السيد: ناصر ماهر موهبة كان يستحق البقاء في الأهلي.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    تريزيجية: "كل مباراة لمنتخب مصر حياة أو موت"    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    أثناء اللهو والهروب من الحر.. مصرع شخص غرقًا بمياه النيل في المنيا    وزير الخارجية الجزائري يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع الفلسطينية    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب البطل الحقيقى لتحقيق النصر

انتصرنا فى معركة العقول على أجهزة المخابرات الإسرائيلية

«الشعب» كان دائمًا سندًا لقواته المسلحة، وخلال حرب أكتوبر كان المصريون يصطفون خلف جيشهم ليحرر الأرض ويحقق النصر، حيث أكد اللواء على حفظى مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، أن حرب أكتوبر المجيدة، كانت «ملحمة» انتصارات استمرت 22 عامًا منذ نكسة 67، حتى عودة طابا عام 1989، عن طريق الحرب والدبلوماسية والمفاوضات والتحكيم، وأشار حفظى إلى أنه بعد نكسة 67 أعطى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الأولوية لإعادة بناء القوات المسلحة تسليحها وإثبات زيف كذب العدو، أن الجيش المصرى انتهى ولن تقوم له قائمة، حيث جاء الرد المصرى سريعًا جدًا على هذه الادعاءات، فهاجمت 24 طائرة مصرية مواقع العدو فى سيناء فى أكتوبر 1967، وضربت قواعده وعادت كلها سالمة، واستطاع المصريون إحياء الجثة الهامدة، واستمرت حرب الاستنزاف لمدة 1000 يوم منها 500 يوم قتال فعلى، بالإضافة إلى عمل كمائن للقوات المتحركة وقصف بالمدفعيات والدبابات تكبد العدو خلالها 1000 قتيل و4 آلاف جريح، فضلاً عن مخازن الأسلحة والمعدات التى تمت تدميرها، وكانت هذه الحرب التى هزم فيهاالجيش المصرى الجيش الإسرائيلى، وأهم ما حققته أنها نقلت الخوف من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية.
وأوضح «حفظى» أن الإنسان المصرى هو البطل الحقيقى فى انتصارات أكتوبر لأنه دون معلومات لم تكن القيادة العامة قادرة على التخطيط واتخاذ القرار السليم فى الحرب، وقبل الحرب كانت هناك أطراف خارجية توفر لإسرائيل معدات إلكترونية تمنحها قدرة الحصول على المعلومات، وتحد من طرق حصولنا على المعلومات، ولتعويض ذلك قامت مجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو برصد أنشطة العدو فى سيناء، وأصبح العدو وقواته فى سيناء كتابًا مفتوحًا أمام القيادة والمخططين، وكانت تلك المجموعات تعمل طوال ال24 ساعة وفى أعماق مختلفة بطول سيناء، ولأن رادارتنا البشرية فى سيناء كانت تحصل لنا على كل كبيرة وصغيرة لم نفاجأ بشىء أثناء المعركة فالنقاط الحصينة أقمنا نماذج لها وتدربنا عليها .
ولفت إلى أن الطيران الحربى كان دفاعيًا، بحيث تظل الطائرة فى الجو لمدة لا تزيد على أربعين دقيقة، وحمولتها لا تزيد على طن واحد من الأسلحة، أما الجانب الإسرائيلى فقد كان لديه طيران هجومى، مثل الفانتوم الأمريكية والميراج الفرنسية، واللتان تطيران لأكثر من ثلاث ساعات وتصل حمولتها لستة أو سبعة أطنان، مضيفا:»هنا برزت عظمة ملحمة أكتوبر فى أننا تغلبنا على ضعف الإمكانيات لدينا بعبقرية وإصرار الإنسان المصرى، فقد قمنا بتشكيل قوات دفاع جوى تصدى للطيران الإسرائيلى، وأنشأنا حائط الصواريخ على امتداد قناة السويس، واستشهد خلال إنشائه العديد من المدنيين والعسكريين وهم يبنون قواعده، ونجحنا فى بناء هذه الحائط التى كسرت ذراع إسرائيل الطويلة، وكانت كثيفة ومتشابكة بشكل لم يسمح باختراقه، حيث كانت تضم العديد من كتائب الصواريخ التى غطت الجبهة بالكامل».
واستطرد:» أهم مرحلة فى أكتوبر كانت المعركة الفكرية وهزيمة العقول الإسرائيلية من خلال الذكاء المصرى وتوظيفه لهزيمة العقول الإسرائيلية والغربية، فجميع أجهزة المخابرات التى تدعم إسرائيل كانت تعلم بأن منظومة السلاح المتواجدة فى مصر بعد 67، كلها دفاعية ليس بإمكانها شن هجوم موسع، وهنا برز الذكاء والعقل المصرى ولعب دورًا مهمًا عندما أحسن استخدام هذه الإمكانات الدفاعية فى شن هجوم اعتبر مرجعًا للحروب فى العالم عن طريق خطة الخداع الاستراتيجى، بالإضافة لاقتحام أقوى حصن دفاعى وأكبر مانع مائى صناعى فى التاريخ وتدمير 22 موقعًا حصينًا به من 34 نقطة قوية، وظهر الذكاء المصرى فى إحداث ثغرات فى الساتر الترابى بمدافع المياه، وأتذكر مقولة رئيس الأركان السوفيتى فى ذلك الوقت قبل عام 1972، عندما قال الإمكانيات المصرية لن تؤدى إلى نجاح مصر فى العبور، ولابد من حصولكم على عدد من القنابل الذرية التكتيكية لتدمير هذه النقط الحصينة حتى تستطيعوا إقامة الكبارى والجسور لعبور الدبابات والمدفعية.
وخاطب «حفظى» الأجيال المقبلة قائلاً:» نحن نجحنا فى العبور واستعدنا كرامة مصر، ولكن ما زال هناك عبور جديد، لأن المعركة ما زالت قائمة لكنها تختلف فالمعركة اليوم ليست عسكرية، الهدف واحد ولكن الأسلوب مختلف، فالهدف الأساسى تدمير عقول الشباب، وبالتالى يجب أن يكون لدينا وعى وإدراك لمواجهة التحديات التى نواجها.

الرائد سمير نوح:
هاجمنا مواقع العدو ك«الأشباح» ولم نترك أثرًا وراءنا

استطاعت القوات المسلحة المصرية عقب نكسة 1967، فى إعادة ترتيب صفوفها والاستعداد لمعركة تحرير الوطن واستعادة السيادة على كامل أراضيها، وكانت للمجموعة «39 قتال» دور كبير أثناء حروب الاستنزاف وأكتوبر، حيث أطلق عليها «موشيه ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى وقتها اسم «الأشباح» لأنهم لا يتركون أى أثر لهم بعد انتهاء أى عملية، وكان الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة 39 قتال.
«نوح»، قال: «لقد قامت المجموعة بتنفيذ 92 عملية شاركت فى 35 عملية منها، وكنت الأول فى السباحة، وكنا نعبر فى النيل بالسلاح وبكامل معداتنا ضد التيار والمياه العذبة وهى أثقل من المياه المالحة»، مضيفًا: «أول عملية شاركت بها ضمن مجموعة الضفادع البشرية فى 4 يوليو 1967، وفجرنا أكثر من مليون صندوق ذخيرة ومعدات استولى عليها العدو أعقاب 5 يونيو، حتى لا يستخدم سلاحنا فى محاربتنا».
«بطل حرب أكتوبر»، يرى أن كمين جبل مريم من أبرز العمليات التى نفذتها المجموعة، حيث رصدت قوات الاستطلاع دوريات راكبة مكونة من عدة عربات جيب تتعمد استفزاز قواتنا غرب القناة، وتوجهت عناصر من المجموعة إلى هذه المنطقة لرصد عمليات الاستفزاز التى تقوم بها الدورية الإسرائيلية، وقررت القيادة التعرض لإحدى هذه الدوريات بعمل كمين لها فى منطقة جنوب جبل مريم، وتم زرع ألغام على الطريق، وإخفاء الأفراد بحفر وقائية، حتى وصلت دورية العدو المكونة من عربتى جيب إلى منطقة الألغام التى أحسن إخفائها بمهارة، فانفجر أحد الألغام بإحدى السيارتين وشل حركتها وتم التعامل معها بمختلف الأسلحة، وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 6 من جنود العدو، بالإضافة إلى أسر العريف يعقوب رونيه، وطالب موشيه ديان وقتها بمحاكمة الفدائيين المصريين الذين عبروا ونفذوا العملية.
وعن أكثر المهام صعوبة لمجموعته، أضاف أن مهمة إحضار صاروخ من الضفة الشرقية كانت تشكل بالنسبة لنا اختبارًا لقدراتنا، فاستخدم الإسرائيليون مجموعة من الصواريخ لها مواصفات خاصة غير معروفة على المستوى الدولى، مما جعل المدربين الروس يطلبون منا مهمة مستحيلة تكمن فى إحضار صاروخ لدراسته والتعرف على خواصه وإمكانياته فى محاولة لحصرها وإيقاف عملها، وتم اختيار ملازم عبدالمنعم غلوش من رجال الصاعقة البحرية، وعند عبوره القناة كان التيار شديدًا وكشف الاستطلاع وقتها أنه حين سيعبر من تلك النقطة سيبتعدون عن الهدف ب3 كيلومترات من شدة التيار وفشلت فكرة الغطس، وعبر عن طريق السباحة فوق المياه بمساعدة المعدات والتجهيزات الموجودة، وتم ربطه بأحد الحبال من وسطه فى بدلة الغطس حتى يتمكن من إحضار الصاروخ دون أن تؤثر فيه ملوحة المياه، وبدلاً من أن يحضر صاروخًا واحدًا أحضر 3 صواريخ، وأعطى الإشارة فى الجانب الآخر عن طريق تحريك الحبل وتم سحبه، وهو ما أدهش الخبراء الروس وجعلهم فى حيرة من أمرهم أمام الجبروت والإصرار المصرى، وتم تحديد مدى الصاروخ، وقمنا بعدها بإبعاد المواقع المستهدفة إلى 2 كم للوراء، وتم عمل شباك بطول الضفة حتى توقف أى صاروخ يتم ضربه وينفجر فى تلك الشباك، وبذلك لم يعد للصواريخ الإسرائيلية أى دور.
وحول أهم العمليات، أشار إلى أن عملية الانتقام والثأر للشهيد عبدالمنعم رياض هى إحدى أهم عملياتنا، فبعد الغدر به وقتله أثناء تفقده للكتائب وأبنائه الضباط والجنود، طلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الثأر له، وعبرنا قناة السويس حتى وصلنا إلى موقع القتال لسان التمساح، وبدأنا فى إطلاق النار وقتلنا 44 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا ودمرنا الموقع بالكامل.
وبشأن أصعب المواقف التى تعرضت لها المجموعة، قال: «عندما قمنا بضرب مستودعات البترول برأس شراتيب يوم 14 أكتوبر 1973, فى اليوم التاسع للحرب، حيث تحركت المجموعة من رأس غارب فى الثامنة والربع مساء حتى دخلنا إلى البر، وقام الجميع بالهجوم بالبنادق الآلية والرشاشات، وقذائف آر بى جيه بكثافة عالية على مستودعات البترول، ولكنها لم تنفجر، واتضح أن الخزانات الأمامية الموازية للبحر فارغة، ولكن عند ضرب باقى الخزانات بالداخل انفجرت واشتعلت النيران فيها، واشتبكنا معهم.
وحول الدروس المستفادة، أوضح أنه فى ظل الظروف الدقيقة والحساسة التى يمر بها الوطن علينا أن نستلهم روح أكتوبر، ونتحلى بروح الفريق الواحد التى سادت كل مراحل الإعداد للحرب واثنائها بين الجنود والقادة والتى كانت العامل الحاسم فى تجاوز الصعاب والعراقيل بأقل قدر من الخسائر، لنستطيع مواجهة تحديات العصر بما يمكن مصر من تجاوز الصعوبات والتحديات الراهنة بذات العزيمة التى مكنتها من تحقيق نصر أكتوبر.

اللواء حمدى بخيت:
«أكتوبر» حطمت أسطورة «الجيش الذى لا يقهر»

تخرج فى الكلية الحربية عام 1972، لينضم لصفوف الاستطلاع بإحدى الفرق المدرعة التى شاركت ضمن حرب أكتوبر، وكان قائدًا لمجموعة استطلاع بإحدى الألوية المدرعة بالفرقة الرابعة، والتى كانت مهمتها على نحو شديد الأهمية حيث كان عليها القيام بمهام الاستطلاع لمنطقة إحدى الممرات التى كانت ستقتحمه الفرقة خلال تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر لتخفيف الضغط الذى تقوم به القوات الإسرائيلية على الجبهة السورية والتى كانت تتعرض لانتكاسة بسبب تكثيف إسرائيل لهجومها المضاد على القوات السورية المندفعة لاستعادة هضبة الجولان.
اللواء حمدى بخيت، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، قال: «إن حرب أكتوبر كانت حالة استثنائية فى تاريخ مصر أبرزت تلاحم الجيش مع الشعب، فالجيش عرف مسئولياته وتدارك أخطاءه واستعاد كفاءته القتالية، واستطاع تحقيق هذا الإنجاز العظيم بأقل الإمكانيات المتاحة فى هذا التوقيت، وإرادة المصريين هى التى صنعت الفارق الذى أسس لهذا النصر، وتماسك الشعب الذى التف حول قياداته السياسية وقواته المسلحة ودعمها إلى أن تحقق هذا الانتصار الكبير الذى تم الإعداد والتخطيط له بطريقة غير عادية من حيث تدريب القوات وبناء روحها القتالية وإعدادها لهذه العمليات بتكتيكات جديدة وأعمال قتال متطورة ومعدلات أداء فاقت معدلات أداء المعدات التى سيتم استخدامها فى الحرب».
«بخيت»، لفت إلى أن العقيدة العسكرية لا تعترف إلا بالنصر أو الشهادة ولا قيمة لحياة الإنسان إلا بتحرير كامل ترابه الوطنى، وهذه العقيدة هى التى دفعت المقاتلين إلى تحرير الأرض بأى ثمن حتى لو كان الاستشهاد فى سبيل ذلك.
«بطل أكتوبر»، أوضح أن حجم الهجوم كان ضخمًا وتضمن عدة محاور حيث طلب منهم توفير المعلومات بدقة شديدة وفى وقت قياسى حتى تستطيع القوات المصرية من تكوين صورة واضحة عن وضع وتسليح وتمركز القوات المعادية، وخاصة عن الأسلحة الجديدة التى تستخدمها والتى حصلت على أنواع متطورة منها من الجانب الأمريكى وبالتالى كان يجب معرفة قدرات تلك الأسلحة للتعامل معها بحيث لا تشكل خطورة على القوات المصرية، مشيرًا إلى مجموعة الاستطلاع نجحت فى الحصول على معلومات دقيقة تتعلق بأوضاع ومواقع العدو وحجمها وتسليحها وتمركزها وتم بناء خطة الهجوم على هذه المعلومات وصار العدو كتابًا مفتوحًا فى حرب أكتوبر.
«مستشار أكاديمية ناصر»، أشاد بالدور الذى قامت به مجموعات الاستطلاع التى أطلق عليها «الرادارات البشرية»، وهى أفراد كان يتم دفعهم خلف خطوط العدو من خلال عبورهم قناة السويس ووصولهم إلى مناطق محددة حيث يتمركزون ويقومون بعمليات جمع المعلومات بشكل مستمر، وكان هؤلاء الأفراد يمكثون لفترات طويلة خلف خطوط العدو قد تصل إلى عدة شهور بدون أن يكون معهم أى إمدادات من طعام وشراب وخلافه وكانوا يبقون على قيد الحياة من خلال التعايش مع الطبيعة، كل ذلك وسط ملاحقة قوات العدو التى كانت تقوم بعمليات تمشيط وبحث مستمر عن أية قوات مصرية تمارس عمليات الاستطلاع لجمع المعلومات عنها، مما جعل هؤلاء الأفراد بمثابة رادار بشرى يقوم بالتقاط المعلومات عن العدو ويمررها إلى قيادة القوات المسلحة المصرية.
«بخيت» تابع: «بعد إعلان وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر، العدو لم يلتزم به واستغله لكسب أراض جديدة، وفى هذا التوقيت تم تكليفى مع مجموعة الاستطلاع أن نغلق منطقة تقدم على محور طريق السويس وشماله مع جبل عوبيد، وتعرضنا لهجوم جوى شديد، وكان معى 3 مركبات، تعرضت إحداها للضرب وأصيبت وتم إخلائى للمستشفى فى السويس».
«قائد مجموعة الاستطلاع فى حرب أكتوبر»، أضاف: «أن الحرب هدمت نظرية الأمن الإسرائيلية ونجحت القوات المسلحة المصرية فى تلقين العدو درسًا قاسيًا، وقطعت القوات الجوية أذرعها الطويلة، وتحطمت تمامًا مقولة «الجيش الذى لا يقهر» على يد خير أجناد الأرض، ومصر نجحت فى خطة الخداع الاستراتيجى التى نفذت لإيهام العدو بأن الجيش لن يحارب حتى وصل إلى مرحلة الارتخاء، وهو ما جعل إسرائيل حتى الآن لديها هاجس أمنى من مصر، وحصلت على منظومة الإنذار المبكر الأمريكية.
وحول الدروس المستفادة من حرب أكتوبر، أكد أن مصر يجب أن تمتلك قدرة عسكرية قوية لأنها دولة مستهدفة، ونكون جميعًا على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية، ويكون لدينا وعى وطنى من خلال الإعلام والتعليم والثقافة، حتى نستطيع تحقيق أهدافنا مهما كانت الصعاب، مضيفًا: «لقد حاربنا بمعدات من الحرب العالمية الثانية وانتصرنا»، محذرًا الشباب من حرب المعلومات الجيل الرابع، والانسياق وراء الشائعات.

اللواء محمد طلبة:
حرب الاستنزاف غيرت المفاهيم العسكرية على مستوى العالم

على مدار 6 سنوات خاضت مصر حربًا لا تقل شراسة عن حرب أكتوبر 1973، فكانت حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلى بوابة تحقيق الانتصار فى حرب أكتوبر والتى استمرت ل17 يومًا أذقنا فيها العدو الإسرائيلى، مرارة الهزيمة منذ اليوم الأول بدءًا من اختيار ميعاد القتال والضربة الجوية المركزة التى شلت ذراع العدو الطولى، وأفقدته التوازن إلى نيران المدفعية على طول شاطئ القناة، وسطرت القوات المسلحة أروع ملحمة عسكرية فى التاريخ، وحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر.
اللواء محمد عبدالمنعم طلبة، أحد رجال حرب أكتوبر 1973، قال: «على الرغم من هزيمتنا فى 67، إلا أننا قدمنا بطولات كثيرة لكنها ضاعت فى زحام الهزيمة، ومنها تثبيت لواء ميكانيكى إسرائيلى كان قادمًا إلينا من المحور الساحلى القنطرة العريش ولم يستطع المرور، كما تم تدمير الكثير من العربات والدبابات، وبدأت عمليات تطوير الجنود والأسلحة، واستقدام الخبراء الروس كمعلمين، وتم إنشاء سلاح المدفعية على أسس جديدة، وفى عام 68 جاء قرار الرئيس جمال عبدالناصر بتنفيذ عملية، وهى نيران مركزة قوية ضد جميع الأهداف المعادية، من خلال قصف بطول المواجهة من بور سعيد حتى السويس والعمق إلى 20 كيلو».
«طلبة»، أشار إلى أنها كانت ملحمة كتب سطورها رجال المدفعية بالتخطيط والتحضير الجيد والسرية فى التنفيذ واستمرت 3 ساعات، حيث كبدنا العدو خسائر فادحة أسفرت عن تدمير 6 بطاريات سرايا مدفعية و13 مركز ملاحظة و8 مواقع صواريخ و19 دبابة و20 دشمة مدفع ومراكز ذخيرة بجانب المركبات بأنواعها، بالإضافة إلى إسكات 17 سرية مدفعية موقع صواريخ علاوة على خسائر الأفراد، ومن مميزات هذه العملية أنه بفضل تدريب القيادات والضباط سمح لنا بالتعامل مع ذخيرة مفتوحة فتم السيطرة على العدو ورفعنا الروح المعنوية لقواتنا بإحداثنا أكبر خسائر له، وإسرائيل اعترفت أنها أخطأت فى تقدير قوة المدفعية المصرية.
«بطل حرب 73»، أكد أن توقيت الحرب كان غير عادى لأنها انطلقت الساعة 2 ظهرًا، وهو ما يمنح القوات المسلحة 5 ساعات تستطيع أن تنجز خلالها عدة عمليات، واستغلال الليل فى إنشاء الكبارى وعبور القطع الثقيلة والمدفعية، وعند بدء ساعة الصفر قامت القوات الجوية من خلال 220 طائرة، بضرب 35 هدفًا بالقنابل والمدافع فى 53 دقيقة، وأول ضربة للمدفعية والصواريخ على العدو كانت الساعة الثانية و40 دقيقة، وقد حددنا مواقعنا منذ الليلة السابقة، واستغللنا الضربة الجوية وجهزنا القصف، والغريب أننا قبل الضربة لم نكن نسمع أى شىء من خلال أجهزة اللاسلكي، وكانت كل الأجهزة عليها تشويش وشوشرة كبيرة ولا نستطيع أن نسمع أى حوارات تتم أو أى شىء، وبمجرد وصول الصواريخ على الهدف الذى قمنا بضربه أصبح الاتصال عبر أجهزة اللاسلكى فى منتهى الدقة والنقاء.
وعن عبور القناة، أضاف: «بعد عودة أول سرب طائرات بدأنا العبور ب750 قاربًا على مواجهة 180 كيلومترًا بطول خط القناة، و1500 سلم جبال على امتداد خط بارليف، و8 آلاف مقاتل عبروا فى الدقائق الأولى، ثم وصل العدد إلى 14 ألفًا بعد مرور ساعة ونصف الساعة، و33 ألفًا بعد مرور 5 ساعات، وبعد إنشاء الكبارى عبر 80 ألف جندى داخل أراض سيناء، وبذلك عبرت 5 فرق ليلة 7 أكتوبر، وهو ما يدل على سرعة العبور من جانب جنودنا فى المعركة، والخبراء الروس كانوا فى حالة ذهول لأنهم توقعوا حدوث خسائر بشرية بنسبة 30% أثناء العبور.
وفيما يخص أهم الضربات المدفعية، أشار إلى أن أهم الضربات التى قامت بها المدفعية كانت لتجمع فرقة مشاة ودبابات إسرائيلية، وكان التجمع خلف مطار شعير، وتم إطلاق الصواريخ، حيث حددنا مدى الصواريخ قبل إطلاقها، ونعلم تمامًا أن المطار أبعد من المدى المحدد، لكن قدرة الله أرادت أن تسقط ثلاثة صواريخ على مطار شعير نتيجة للرياح الشديدة وقتها، وتتحطم 6 طائرات فانتوم كانت جاهزة للإقلاع لضرب عملية العبور، وبعد حدوث الثغرة تم توجيه ضربات مدفعية جديدة يومى 18 و19 أكتوبر، وآخر ضربة مدفعية تم إطلاقها قبل وقف إطلاق النار، يوم 22 أكتوبر، حيث حققت خسائر ضخمة فى ثلاث ناقلات مشاة ميكانيكية إسرائيلية كانت تعبر القناة فى توقيت إطلاق المدفعية.
اللواء «طلبة»، طالب الشباب بالحفاظ على الأرض التى بذلنا الغالى والنفيس فى تحريرها من العدو بالإيمان والعزيمة والإرادة، وهذا ما يحدث الآن فى سيناء من خلال العملية الشاملة التى حققت نجاحات باهرة واستطاعات القضاء على البؤر الإرهابية والسيطرة على الحدود المصرية من جميع الاتجاهات، ويجب على الإعلام نشر الوعى الثقافى لدى الشباب حتى يستطيعوا مواجهة الحرب النفسية التى تبثها وسائل الإعلام بغرض بث روح اليأس لدى المجتمع.

العميد محمد عبدالقادر:
نجحنا فى تأمين الموجة الأولى للعبور من قصف المدفعية الإسرائيلية

لعبت «المدفعية» دورًا كبيرًا خلال عمليات حرب أكتوبر، حيث عبرت قواتنا المسلحة تحت مظلة من نيران المدفعية جعلت الإسرائيليين يختبئون فى جحورهم، حيث قال العميد محمد عبد القادر، بطل من أبطال أكتوبر وقائد سرية بسلاح المدفعية، إنه عمل فور تخرجه فى الكلية الحربية فى يوليو 1969 سلاح مدفعية ميدان، كضابط استطلاع، وشارك مع كتيبته فى حرب الاستنزاف، عبر قصفات مدفعية للعدو فى خط بارليف، وعلى طول الجبهة طوال أيام حرب الاستنزاف، من خلال خطط العمليات التى كانت موضوعة وقتها.
وأضاف: «عينت عام 1971، قائدًا للسرية، وشاركنا مع تشكيلات الجيش الثانى فى كل خطط إزعاج العدو بقصف مدفعية مركز على مخازن الذخيرة والنقاط القوية ومراكز القيادة والسيطرة فى عمق سيناء، حيث كنا نمتلك مدافع مداها يصل لنحو 15 كيلومترًا».
وتابع: «كان لى شرف عبور القناة مع أول موجة، وعبرت مع مراكز الملاحظة التابعة لى فى قاربين فى الساعة الثانية وخمس، وتسلقت الساتر الترابى وسجدت شكرا لله على الضفة الشرقية، ثم انطلقنا فى طريقنا والطائرات المصرية تمر فوقنا بكل فخر، تدك حصون العدو بشراسة ودقة، وتقدمنا كالسيل الذى لا يوقفه شيء إلى أرض سيناء».
وأوضح أن كتيبته كانت مكلفة بتأمين قواتنا عبر القضاء على القوات التى تقترب من قوات المشاة التى تعبر القناة فى القوارب المطاطية بالأسلحة الخفيفة، والآر بى جي، حيث لم تكن الدبابات والأسلحة الثقيلة قد عبرت بعد، متابعاً:»منعنا العدو من الاقتراب ووقعت وقتها أشرس معارك بيننا وبين العدو المتمركز شرق القناة، ونجحنا فى تأمين قوات الموجة الأولى للعبور من قصف المدفعية الإسرائيلية، ومساعدتها فى تدمير عمق دفاعات العدو، عبر ضرب بطاريات الصواريخ المتركزة شرق القناة، والقضاء على دباباته المقتربة من العمق والمجنزرات وعربات إطلاق الصواريخ وذلك لأكثر من 6 أيام، مؤكدًا: أثناء تمركزى أنا وجنودى فى الحفر البرميلية ليلا لاقتناص أى دبابة سمعنا صوت تحرك أشخاص، وأطلقت طلقة استرشادية لاكتشافهم فى المكان فوجدنا أفراد استطلاع إسرائيليين وتمكنت أنا وجنودى من مطاردتهم، وقتلت ضابطًا إسرائيليًا برتبة نقيب،، كنت أريد أسره حيا، ولكنه حاول إخراج خنجر من جنبه وقتلى فبادرته بطعنه من سونكى البندقية.
واستطرد: «الدعم العربى لمصر كان بلا حدود منذ حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر، حيث تواجدت كتيبة مشاة كويتية والجزائر استوردت أسلحة من فرنسا وسلمتها لمصر ومن ضمنها المدافع التى استخدمنها فى الحرب، ولن ننسى دور الطيران العراقى سواء فى حرب الاستنزاف أو أكتوبر، والشهداء العراقيين من الطيارين مدفونين فى مقابر الجيش الثانى الميدانى، والسعودية عندما قطعت البترول عن الغرب وحولت سفن البترول المتجه إلى أوروبا لمصر، كل هذا يدل على تلاحم عربى».
وأردف: «استمر القتال والتوغل فى عمق سيناء حتى نهاية الحرب، وانتقلت كتيبتى ضمن عدد من الوحدات والتشكيلات لمنطقة أبو سلطان، لحصار قوات العدو الموجودة فى الثغرة، ومنعها من التقدم، ونفذت جميع المهام الموكلة لي، وحصلت على نوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى، ثم رقيت إلى رتبة العميد فى 1992، وأحلت إلى التقاعد بنفس التاريخ، موضحًا: أنه عندما كان شاب فى ال 24، كان يحرس أربعة مدافع بملايين الجنيهات، بالاضافة إلى مسئوليته عن أرواح 103 جنود، والأهم من هذا كله شرف البلد وكرامتها التى استطاعوا إعادتها، مشيرًا إلى أنه بالعزيمة والقوة استطاع الجنود الحفاظ على كل شيء واستلام مصر خالية من أى احتلال، مضيفًا:» يجب على هذا الجيل الوقوف وراء القيادة السياسية من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.