قبل اقتراب موعد أذان المغرب تتوجه عائلات سكندرية إلى الشواطئ القريبة وهم يحملون الطعام والشراب، ويبدأ أطفالهم فى الاستمتاع بمياه البحر والسباحة من العصر حتى أذان المغرب، وكذلك وجبة السحور تتربع على العرش أيضًا خاصة من الشباب الذين يحرصون على نزول البحر ليلاً، ثم تناول وجبه السحور والجلوس على الشاطئ حتى شروق الشمس، فهى عادات سكندرية رمضانية. عائلة الحاج سيد جمعة من العائلات السكندرية التى تحرص على الإفطار يوم فى الأسبوع على شاطئ البحر، حيث أنه يقضى اليوم مع زوجته وأولاده وأحفاده ولحرارة الجو يأتون قبل العصر بقليل ليستمتعوا بالسباحة فى شاطئ ميامى، الذى اعتاد عليه منذ سنوات طويلة، ويقول: السعادة كلها أعيشها مع أولادى وأحفادى على شاطئ البحر وقبل أذان المغرب نستعد للإفطار وعادة ما يكون عيش باللحم (حواوشى إسكندراني) ومخلل وسلطة والكثير من المشروبات الرمضانية (تمر هندى وخروب وسوبيا وعرق سوس). وتضيف زوجته الحاجة سامية عبدالقادر: أحيانا نقوم بتنظيم العزومات العائلية على الكورنيش بدلاً من المنزل، بعيدًا عن الروتين وهربًا من حرارة الجو ونقوم بإعداد الطعام فى المنزل ونحضره على الكورنيش ويصبح إفطارًا عائليا مميزا بعيدا عن الارتفاع الجنونى فى أسعار المطاعم التى تشترط الحجز المسبق للإفطار موضحة: بعد الإفطار نصلى ونجلس نتسامر حتى وقت السحور، لافتة إلى أن السحور على البحر له سحر آخر وإذا سمحت الظروف فإنهم يتسحرون سحورا خفيفا عبارة عن ساندوتشات فول جاهزة لتكتمل بهجة رمضان. من جانبه أكد حمادة عبود أن الإفطار على البحر فى رمضان له مذاق خاص خصوصا مع الأهل والأصحاب لأن البحر عند السكندرى ليس مجرد مكان للتنزه والسباحة لكنه صديق وحبيب يشكون إليه همهم ويشاركهم أفراحهم موضحًا أن شط الإسكندرية هو شط الذكريات والأحلام والأمانى مضيفاً: بعد السباحة ساعة قبل الإفطار، ننتظر أذان المغرب، وندعو ثم نفطر، على التمر والعصائر، ونصلى المغرب، على رمال البحر، وبعدها نفطر ونقضى فترة من الإفطار إلى السحور فى لعب الراكيت، والتسامر مع بعض ويلفت إلى أن السحور على البحر وانتظار شروق الشمس متعة، مؤكدا أنها لا تلهى عن الصلاة والدعاء وقراءة القرآن.
