حضر مبارك إلي مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة، حيث تجري المحاكمة، علي متن مروحية ثم نقل في سيارة اسعاف ودخل قفص الاتهام علي سرير متحرك، وكان نجلاه علاء وجمال المتهمان بالفساد، يقفان بجانبه. وكان مبارك مغمض العينين معظم الوقت أثناء الجلسة بينما وقف نجلاه في هدوء يحمل كل منهما في يده مصحفًا. وافتتح رئيس المحكمة القاضي أحمد رفعت الجلسة قائلاً: باسم الله الحق العدل، ثم نادي علي المتهمين الثلاثة فرد الرئيس السابق بصوت واضح عبر مكبر للصوت «أيوه موجود» ورد نجلاه تباعًا موجود. وتحدث المستشار أحمد رفعت بعد ذلك موجهًا حديثه لعشرات المحامين الذين حضر غالبيتهم يدافعون عن أسر القتلي والمصابين فطلب منهم تقديم طلباتهم مكتوبة لأن المحكمة لا تستطيع مواصلة جلساتها المتتابعة يومًا بعد يوم وتأدية عملها الجليل في ظل إصرار كل المحامين علي التحدث وتكرار الطلبات، وتساءل: «هل يستطيع بشر أن يسمع أكثر من مائة شخص» ثم أجاب: لا يستطيع. ثم قام رئيس المحكمة بفض أحراز القضية وتتضمن خصوصًا أقراص دي في دي وذاكرات وميضة «فلاش ميموري» موضحًا أنه سيتم تحديد موعد للمحامين الراغبين في مشاهدتها. وقتل قرابة 850 شخصًا، غالبيهم العظمي من الشباب، كما أصيب أكثر من ستة آلاف خلال ثورة 25 يناير. وطلب محامي الرئيس السابق ونجليه، فريد الديب، تأجيل نظر الدعوي أجلاً واسعًا يسمح للمحامين بالإطلاع علي جميع الأوراق والإحاطة الكاملة بها. وعلي الأثر رفع القاضي الجلسة للتداول. وأجريت المحاكمة في ظل إجراءات أمنية مشددة إذ شارك أكثر من 5 آلاف من رجال الأمن والشرطة العسكرية في عملية التأمين. ووقعت اشتباكات وتراشق بالحجارة بين عشرات من أنصار مبارك وأسر الضحايا أمام باب أكاديمية الشرطة حيث تم تثبيت شاشة كبيرة لنقل وقائع المحاكمة. يديعوت أحرونوت: ظهور مبارك في القفص وصول بالثورة للقمة اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الظهور الدرامي الثاني للرئيس المصري السابق «حسني مبارك» في قفص الاتهام محمولا علي نقالة هو مكسب جديد للثورة المصرية ووصولها لنقطة القمة، مشيرة إلي أن الجلسة الثانية لمبارك جاءت بعد تقارير طبية تفيد بتحسن حالة مبارك الصحية بالرغم من دخوله للقفص محمولا علي نقالة للمرة الثانية علي التوالي ومحاولة نجليه منع تصويره. وتناولت الصحيفة الإسرائيلية تواجد مئات الأشخاص أمام أكاديمية الشرطة، ووجود مؤيدي مبارك الذين يرددون شعارات تأييد للرئيس السابق وسط تواجد أمني كبير لرجال الشرطة والجيش، ومن بينها «مبارك مصري حتي يوم وفاته»، وآخر «مبارك ليس صدام حسين»، وقال أحد المتظاهرين أمام المحكمة إنه يعارض ظهور مبارك علي نقالة في القفص، ولماذا لا يجلس علي كرسي، واصفاً ما يحدث ب«قانون التحرير» وليس بسيادة القانون.