«الخاطبة بتاعة أهل زمان.. اللى جرابها دايمًا مليان.. بصور فتيات.. وصور فتيان.. غُربا وبتخليهم قُربا».. براعة الشاعر فى أن ينقل لك صورة فى خياله إبداع.. لكن أن تخرج الصورة إلى أرض الواقع كما رسمها هذا هوإبداع صلاح جاهين والرائع فهمى عبد الحميد. العم جاهين فى مجلد كبير يحمل اسم الفوازير نقل لنا كل ما رأيناه على مدار أعوام متتالية فى رمضان تفنن فى اختراع المواقف والأغنيات حول المكنسة والكاميرا والقلّة وخلافه فى “عروستى” و«أوصاف» للمهندس و«المصوراتى والنجار» فى “الخاطبة” بطريقة مبهرة.. وصف تورد وجنتى الفخرانى وغزل نيللى وملابسها وتسريحة وشعرها وشكل الراقصين حولها وملابسهم وردودهم ووقوعها فى البئر وخروجها من جهة أخرى بفستان مختلف من «التورتة» وهى ترتدى «البرنيطة» نعم البداية كانت جاهين أول من قدم الفوازير فى الإذاعة من خلال البرنامج العام لسنوات عديدة، بصوت الإعلامية آمال فهمى، وذلك منذ وفاة الشاعر بيرم التونسى الذى كان يكتب الفوازير لآمال فهمى حتى مماته فى منتصف الخمسينيات، وضاع الكثير من إرث فوازير جاهين الإذاعية، لكن بقى منها أعمال أربع سنوات. ولسوء الحظ ضاعت أيضًا فوازير ” لغز الملكة شهرزاد ” التى قدمها جاهين للتليفزيون عام 1970، وهى من بطولة عبد المنعم مدبولى، ومنى قطان، ثم عاد وكتب لنيللى فوازير ” عروستى ” عام 1979 ” و ” الخاطبة ” عام 1980 ولا يزال أرشيف التليفزيون يحتفظ بحلقاتهم كاملة.. بداية نيللى مع الفوازير كانت عام 1975 مع المخرج فهمى عبد الحميد.. وكانت فكرتها تقوم على استضافة فنانى الرسوم المتحركة فى كل حلقة وكانت بعنوان “صورة وفزورة” ثم “صورة وفزورتين” ثم “صورة وثلاث فوازير” ثم “أنا وأنت فزورة”. ثم ظهرت الفوازير بصورة جديدة وإبداعية مع الشاعر صلاح جاهين وفهمى عبد الحميد، فقدّمت نيللى فوازير “عروستى” و”الخاطبة”، لتتربّع على عرش الفوازير لسبع سنوات متتالية.. بعدها، قرر فهمى عبد الحميد خلق نوع جديد من الفوازير، فقدّمها الفنان سمير غانم، وابتكر شخصية “فطوطة” التى كتبها المؤلف عبد الرحمن شوقى، وحققت تلك الشخصية نجاحًا كبيرًا وقدمها لسنتين متتاليتين. كانت النقلة النوعية بعد ذلك مع شريهان التى حلّقت فى هذا العالم وأدخلت عليه الإبهار.. «شهر يكلم شهر يعلم شهر يسلم شهر لما وصلنا لأجمل شهر».. كانت إطلالة شريهان الأولى مع الفوازير عام 1988 عندما قدمت فوازير “ألف ليلة وليلة” (تأليف الشاعر طاهر أبوفاشا). وقام الشاعر عبدالسلام أمين بكتابة فوازير داخل الحلقات قدمتها شريهان لثلاث سنوات استطاعت خلالها أن تملأ الدنيا وتشغل الناس لشدة الإبهار وروعة أدائها ونافست نيللى على عرش الفوازير من دون أن تستطيع الفنانات اللواتى قدمن الفوازير بعدها الوصول إلى مرتبة نيللى وشريهان فى الاستعراض وامتلاك قلوب المشاهدين.. بعد نيللى وشريهان، قدمت أخريات الفوازير لكن تلك التجارب لم يكتب لها النجاح كما حصل مع فوازير “المناسبات” من بطولة صابرين، وهالة فؤاد، ويحيى الفخراني. وفى عام 1989 قدمت فوازير “الفنون” من بطولة شيرين رضا، ومدحت صالح. ثم كانت فوازير “قيس وليلى” من بطولة محمد الحلو وشيرين وجدى فى 1994. وفى 1997، قدمت الفنانة المعتزلة جيهان نصر فوازير “الحلومايكملش”، وخاضت نيللى كريم التجربة وظنها البعض فاشلة وقتها إلى أن ظهرت نماذج هى الفشل بعينه.