عيار 21 بكام.. استقرار سعر الذهب الاثنين 20 مايو 2024    سعر الدولار اليوم في البنوك ومكاتب الصرافة    تراجع الفائض التجاري لماليزيا خلال أبريل الماضي    البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي    التليفزيون الإيرانى يعلن مصرع الرئيس إبراهيم رئيسى ورفاقه فى تحطم مروحية    رحل مع رئيسي.. من هو عبداللهيان عميد الدبلوماسية الإيرانية؟    جوميز: هذا هو سر الفوز بالكونفدرالية.. ومباراة الأهلي والترجي لا تشغلني    طلاب الشهادة الإعدادية في الدقهلية يؤدون اليوم امتحان العلوم والكمبيوتر    اليوم.. محاكمة طبيب نساء شهير لاتهامه بإجراء عمليات إجهاض داخل عيادته بالجيزة    نجمات العالم في حفل غداء Kering Women in Motion بمهرجان كان (فيديو)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 20 مايو    اليوم| استئناف المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبدالغفور على حكم حبسه    أسعار اللحوم والدواجن والبيض اليوم 20 مايو    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: اليمين المتطرف بإسرائيل يدعم نتنياهو لاستمرار الحرب    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    مصدر أمني يكشف تفاصيل أول محضر شرطة ضد 6 لاعبين من الزمالك بعد واقعة الكونفدرالية (القصة الكاملة)    محمد صلاح: سعيد بتتويج الزمالك بالكونفدرالية.. وقولت للحاضرين الأبيض حسم اللقب بعد هدف حمدي    سقطت أم أُسقطت؟.. عمرو أديب: علامات استفهام حول حادث طائرة الرئيس الإيراني    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    الهلال الأحمر الإيراني: فرق الإنقاذ تتوجه لمكان يوجد فيه رائحة وقود    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    وسائل إعلام رسمية: مروحية تقل الرئيس الإيراني تهبط إضطراريا عقب تعرضها لحادث غربي البلاد    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    دعاء الحر الشديد كما ورد عن النبي.. اللهم أجرنا من النار    طريقة عمل الشكشوكة بالبيض، أسرع وأوفر عشاء    بسبب أزمة نفسية.. دفن جثة سوداني قفز من الطابق الثالث بالشيخ زايد    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    أول رد رسمي من الزمالك على التهنئة المقدمة من الأهلي    اليوم.. علي معلول يخضع لعملية جراحية في وتر أكيليس    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    لبيب: نملك جهاز فني على مستوى عال.. ونعمل مخلصين لإسعاد جماهير الزمالك    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    جريمة بشعة تهز المنيا.. العثور على جثة فتاة محروقة في مقابر الشيخ عطا ببني مزار    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخلافة والشيعة والإخوان
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 16 - 05 - 2012

التاريخ الإسلامي بوجه عام ليس قصة سعيدة تثير البهجة والسرور في نفس من يقرؤها، فهو قصة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، وبين الحق والحق، وبين الباطل والباطل، ونهاية التاريخ لا ندركها، ولا يعرف أحد إلي أين يسير، فهو في النهاية مأساة البشر.
وقد أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم المسلمين بما سيحدث في تاريخهم قبل أن يلحق بالرفيق الأعلي، مما يؤكد نبوته، فقال للزبير إنه يقاتل «عليّا» وهو له ظالم، وقال إن حفيده «الحسن بن علي» سوف يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وقال صلي الله عليه وسلم: إن الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا.

إن الخلافة الإسلامية التي عرفتها الأمة مع ولاية سيدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، هي نظام من نظم الحكم تقوم علي مؤسسات وآليات تقيمها الأمة لتحقيق المقاصد والغايات والمصالح لوحدة الأمة أي أن هذه الخلافة كنظام «للحكم» مؤسسة مدنية بشرية أبدعتها الأمة وأقامتها لتحقيق مقاصد ومصالح محددة.

فالدولة في الإسلام «مدنية» والأمة فيها مصدر السلطات، والسلطة فيها تختارها الأمة وتراقبها وتحاسبها وتعزلها عند الاقتضاء.

أهم ما أرساه «المصطفي صلي الله عليه وسلم» أن الحكومة أصل رئيسي من أصول الأسلام وأن غاية الدين، أن يحتكم بما أنزل الله بخصوص المعني وعمومه وهو الحكم ، فقد قال تعالي: «لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط..» فالهدف كما هو واضح من الآية هو الحكم، والحكم يستدعي القواعد التي تجري علي الناس، والميزان والقسط هو تحقيق العدالة.

وعندما انتقل «النبي إلي الرفيق الأعلي»، لم يترك شكلا محددا ملزما للحكومة، ولكنه ترك مبادئ وقواعد ووصايا ملزمة للحكومة.

وقبل أن يلحق «النبي بالرفيق الأعلي» عبر عن الأصلين العظيمين اللذين لا يجوز التغيير فيهما بحال هما: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه» وبالتالي لم يحدد شكل الحكم واكتفي بإقرار القواعد والمبادئ لتغير الزمان والمكان، وكذلك فالحاكم يمكن أن يسمي «خليفة» كما سمي أبو بكر الصديق، ويمكن أن يسمي «أمير المؤمنين» أو يسمي «رئيسا» أو يسمي «صاحبا» كما في الهند، إذن تخضع التسمية لظروف الزمان والمكان.

النبي «صلي الله عليه وسلم» لم يعهد إلي سيدي «أبوبكر»، عمر بن الخطاب، عثمان ابن عفان، علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم بشيء بعده.

والحقيقة أن رسول الله (ص) قد مدح أصحابه واختص مجموعة من أصحابه بالمدح والثناء.

وليس صحيحا أن إشارة وأمر الرسول لسيدي أبوبكر أن يصلي بالناس في مرضه صلي الله عليه وسلم، تكون اختيارا، ليكون أبي بكر الصديق «خليفة» للنبي «محمد» صلي الله عليه وسلم، ولا يخطر علي بال أي مسلم أن الرسول (ص) قد قصر في تبليغ الرسالة عن ربه، فيأتي الي ركن أصيل من أركان الدين ويسكت عنه أو يذكره بغير وضوح، فمن المؤكد أنه سكت عن هذه النقطة دون نسيان، حيث إن تولية غيره بعده ليست من صميم الرسالة لقوله تعالي: «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس..» سورة المائدة: 67.

وزعم ممن تشيعوا أن النبي (ص) أوصي لسيدي «علي بن أبي طالب» بالخلافة من بعده استنادا أولاً: إلي حديث «غدير خم» وهو عائد من حجة الوداع سنة (10ه) حيث قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، وإلي من والاه عادي من عاداه «بمسند أحمد بن حنبل » وثانيا: حديث « المنزلة» الذي خاطب فيه النبي عليا فقال: (أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي) وارتبط ذلك بفكر الشيعة (بنظرية النص والوصية..) ويؤولونه بأنه دليل وشاهد علي مذهبهم في أن الإمامة هي بالنص من السماء والتعيين الإلهي.. وليست بالشوري والاختيار والبيعة.

واعتبرت لدي الشيعة بإنها إشارة صريحة لتولية سيدي «علي» من بعده، ولو كان هذا صحيحا، لاحتج بها سيدي «علي» في موقف من المواقف التي مرت عليه مأمورا «لثلاثة» من الخلفاء قد رضي بحكمهم وأطافعهم، ولم يخرج عليهم بقول أو فعل.

بل الإمام «علي» رضي الله عنه، رفض البيعة له بالخلافة من «عمه» العباس بن عبدالمطلب في ليلة وفاة النبي (ص) وقال له العباس: أبسط يدك أبايعك.. ولم يفعل «علي» رضي الله عنه.. فهو يعرف أن مثل هذا الأمر لا يتم هكذا وهو الفقيه بأحكام الدين، ولابد أن يكون علي شوري من المسلمين، المهاجرين والأنصار.

لما اجتمع الناس علي بيعة « أبي بكر» وبويع خليفة لرسول الله (ص) في المسجد يوم الثلاثاء 14 ربيع أول سنة 11ه، ذلك أغضب عددا من الناس وعلي رأسهم «أبوسفيان بن حرب» وقال: (والله إني لأري عجاجة لا يطفئها إلا دم، يا آل عبدمناف فيم أبوبكر من أموركم؟ أين المستضعفان؟ أين الأذلان «علي والعباس»؟ فجاء إليه، فقال أبوسفيان لسيدي الإمام «علي»: إن شئت نعيدها جزعة يقصد «الحرب» أبسط يدك حتي أبايعك».. فقال الإمام «علي» له: يا أبا سفيان، والله ما أحب أن تعيدها جزعة، وإنه لأحب إلي نفسي أن أطيع أبابكر، وإن المؤمنين قوم نصحة بعضهم لبعض، متقاربون ولو بعدت ديارهم، وإن المنافقين قوم غششة، متباعدون ولو قربت ديارهم» وذلك يؤكد عدم اعتراض الإمام «علي» رضي الله عنه علي بيعة أبي بكر الصديق. خليفة لرسول الله (ص).

وقد ذكر الإمام النووي (ج 2 صفحة191) أن «عليا» رضي الله عنه قد قال معلقا علي بيعة أبي بكر الصديق خليفة المسلمين: (إن رسول الله (ص) قد ارتضاه للصلاة بالناس وأنا حاضر غير غائب، وصحيح ولست بمريض، ولو شاء أن يقدمني لفعل، ونحن قد رضينا لدنيانا من ارتضاه رسول الله (ص) لديننا..) وهذا هو رأي «علي» الصحيح في أبي بكر وموقفه منه، فهو مؤيد له، راض بخلافته وليس لديه تحفظ عليه.

ولقد ذكر في «نهج البلاغة» كتاب من الإمام «علي» رضي الله عنه الي «معاوية بن أبي سفيان» الأتي:

إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبابكر وعمر وعثمان، علي ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشوري للمهاجرين والأنصار.

كان الإمام (علي) يقاتل « معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام، بحق الله وتحقيقا لشعار «لا حكم إلا لله»، فهو الذي اختير أميرا للمؤمنين من نفس المكان الذي تم اختيار من سبقه فيه وهو الذي استقر عليه الناس من أهل الشوري بعد مقتل عمر بن الخطاب، فولي عثمان بن عفان، وقد استقر الرأي علي بيعة «علي» رضي الله عنه بعد مقتل عثمان وتم ذلك في مسجد رسول الله (ص) وبايعه الصحابة وجميع الثوار لمقتل سيدي عثمان.

إن لفظ «مولي» قد ورد في القرآن الكريم كثيرا بمعني (الموالاة في الدين والنصرة فيه) لقوله تعالي: (ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا..) سورة محمد: 11.

(فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) سورة التحريم: 4 (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) سورة التوبة: 71، فالمراد بالموالاة: النصرة في الدين.

ثم إن الإمام «علي» يستخدم مصطلح «الولاية» بمعني النصرة المقابلة للعداوة وليس بمعني (الإمامة) و(الخلافة) و(السلطان) وذلك في نصوص خطبه وحواراته التي جمعتها الشيعة في كتاب (نهج البلاغة) ولا ذكر فيه للنص الإلهي والوصية النبوية لعلي للخلافة.

وخصوصا أن مذهب الشيعة يجعل (الإمام) معصوما من الخطأ ولا سلطان للأمة عليه بل إن له في رأيهم سلطة تكوينية حتي علي ذرات الكون.

وخير دليل علي من حَكم الإمام «علي» رضي الله عنه، يقول ابن ابي الحديد: روي المدائني قال خطب «علي» فقال: لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بأن الولاية من صميم العقيدة الدينية، ونري ذلك من حَكم الإمام «علي» رضي الله عنه، يقول ابن ابي الحديد: روي المدائني قال خطب «علي» رضي الله عنه فقال: لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم.

وعن أبي الطفيل يقول: شهدت «عليا» يخطب وهو يقول: «سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم.. وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم ابليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل».

وقال صلي الله عليه وسلم «أنا مدينة العلم و«علي» بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه».

ولاننسي أن خلافة (الإمام علي) قامت علي قاعدة كبيرة من المعترضين والذين يعرفون بالخوارج، ومن بعض كبار الصحابة منهم طلحة والزبير، فقد كانا يريان أنهما أحق بالخلافة منه، فهما من السابقين الي الإسلام، ومن الذين مات رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وهو عنهم راض، مستندين الي حديث النبي (صلي الله عليه وسلم) يقول: الأئمة من قريش، وجعلوا شرط الإمامة من بين شروطه ان يكون الإمام (قرشياً) وهم يخالفون بهذا المعني النص القرآني الذي يقول: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)

ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لأعجمي علي عربي ولا لأحْمر علي أْسْود ولا أسْود علي أحْمر إلا بالتقوي).

والخوارج بشكل عام كانوا من علامة التطرف السياسي والفكري في تاريخ المسلمين.

طالعتنا الصحف بأن «المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قال: إن الجماعة أصبحت قريبة من تحقيق غايتها العظمي التي حددها مؤسسها «الإمام حسن البنا» وذلك بإقامة نظام حكم عادل رشيد بكل مؤسساته ومقوماته، يتضمن حكومة ثم خلافة راشدة وأستاذية العالم.

إن جماعة الإخوان المسلمين لم توضح للأمة الوضع القانوني للجماعة في ممارسة النشاط السياسي، والتساؤل الذي ينبغي الإجابة عنه هل يستوي دورها الدعوي الديني منذ زعامة « الإمام البنا» مع القيام بإدارة آداء المنهج السياسي لحزب العدالة والحرية؟

وإنني أوجه الدعوة الي ضرورة إعداد دراسات متخصصة للتيارالسياسي الإسلامي خاصة أن هذا التيار كان ومازال له تأثير قوي علي مشاعر غالبية المصريين.
فعلي جملة ما تم سرده نقول إن: (الإمام حسن البنا) من المصلحين المعلمين الذين قد عملوا غاية ما في الوسع للإصلاح، وفضل العقيدة هو الفضل الأكبر في إعداد النفوس للاستماع من المصلحين والإيمان بوجوب التغيير والاتجاه إلي وجهته القويمة.

فقد جاء في رسالة التعاليم من مجموعة رسائل الإمام الشهيد «في إحدي خطبه فكرة الدعوة فقال: (كان من نتيجة الفهم الشامل عند الإخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح وتمثلت فيها كل عناصر غيرها من الفكر الإصلاحي..» وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنية و حقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية وثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية).

ولذلك كان علي (الإمام البنا) في التزامه وتأكيده لهذا المبدأ أن يقدم برامج تطبيقية عصرية سياسية واجتماعية واقتصادية حتي يكون منافسا قويا للتيارات آنذاك، ولكن خشيته من وقوع خلافات مذهبية داخل جماعته قد جعله يؤجل أغلب برامجه التي لم يطرح منها سوي القليل، فلم يحظ بتأييد مختلف الآراء داخل جماعته أو خارجها.

وأيضا لم يكن في فكره هذا مجددا بل كانت دعوته في فكرها دعوة من الدعوات التجديدية لحياة الأمم والشعوب وامتدادا لدعوات سابقة، فدعوته تشبه إلي حد كبير دعوة الشيخ « محمد عبد الوهاب والدعوة السنوسية ودعوة الشيخ رشيد رضا وأغلب هذه الدعوات امتداد لمدرسة «الإمام ابن تيمية والمستمدة من مدرسة الإمام أحمد بن حنبل.

في الذكري العاشرة لتأسيس الجماعة عام 1939وضع الأسس التنظيمية للجماعة واعلان دخولها في الحياة السياسية، وحدد المؤتمر فكر الجماعة وتركز في نقاط ثلاث هي:

1 – أن الإسلام نظام شامل متكامل بذاته وهو السبيل النهائي للحياة بجميع نواحيها.

2 – أن الإسلام نابع من مصدرين أساسيين هما القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وقائم عليهما.

3- أن الإسلام قابل للتطبيق في كل زمان ومكان، وقد طرحت نظرية الديمقراطية الإسلامية في حين تتناقض مع فكر الجماعة ويعتبر عجزا عن تقديم نظرية إسلامية خالصة مستمدة من النظام الإسلامي لذا نرغب في أن يظهر حزب العدالة والحرية، برامجه المقترحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وموقفه من قضايا وفئات المجتمع المصري وكذلك جماعة الإخوان المسلمين. وهل قضية الخلافة وأستاذية العالم ضمن برنامجه ورأيه؟

وأما عن موقف الإخوان المسلمين سابقا من قضية الخلافة، أو ما يسميه البعض بالحكومة الدينية فإن كانوا قد اتفقوامع الدعوات السلفية السابقة في طلب الخلافة، والسعي لتحقيقها لكونها الإطار الطبيعي لتطبيق الشريعة الإسلامية إلا أنهم لم يوضحوا تصورهم الكامل لهذه الحكومة فحين كان (الإمام البنا) يتحدث عن مجلس الشوري، وأهل الحل والعقد، دون توضيح وتحديد لدورهما أو كيفية تكوينهما؟ ويبدو ارتباط دعوة الإخوان المسلمين بالدعوة الوهابية وهي حركة فكرية سلفية «تري رأي الإمام أحمد ابن حنبل في ضرورة أن تكون الخلافة في قبيلة «قريش» وحدها، أي في العرب، وبذلك تحمل في فكرها ودولتها دعوة لعروبة الدولة كما تحمل إلي عروبة الإسلام.

فلقد رأي الأستاذ الجليل عبدالرزاق السنهوري.. أن إحياء الخلافة الإسلامية لابد أن تسبقه نهضات اقتصادية ولغوية وقانونية تربط الأمة الإسلامية وتُمهِّدُ لقيام الخلافة الجديدة كنظام سياسي جامع وعصبة أمم إسلامية.

وكذلك أدرك (الإمام البنا) أن إعادة الخلافة الإسلامية لابد أن تسبقها تمهيدات فقال: والإخوان المسلمون يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعادتها في رأس مناهجهم وهم مع هذا يعتقدون أن ذلك يحتاج إلي كثير من التمهيدات التي لا بد منها وأن الخطوة المباشرة لإعادة الخلافة لابد أن تسبقها خطوات.. إلخ.

أين نحن أمة الإسلام وياجماعة المسلمين من قضية الخلافة ومخاوفها التي رأيناها عبر عالم التاريخ الإسلامي التي أثرت علي وحدة الدولة الاسلامية، ولا ننسي انتهاء الخلافة بموت (الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه) وصح كلام رسول الله (ص) حيث قال: « الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم مُلكٌ بعد ذلك «وقوله يقصد «الحسن بن علي»: إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين».

ونتساءل هل منارة الإسلام الوسطي الذي يحمل الخير للجميع الأزهر الشريف هو أولي بالنداء للخلافة أم نداء السيد المرشد العام للإخوان المسلمين «حلم» وتجديد لأمنية «الإمام البنا»؟
ونحن بحاجة في هذه الأيام إلي روح الإسلام والتي لن يدل عليها غير العلماء الأتقياء، وروح الإسلام التي تفرض نفسها علي الحاكم والمحكومين أو يفرضها عليهم الفقهاء والعلماء وهو ما يوقف رياح التخوين والاقصاء والتطرف البالغ القسوة.

والتكفير والتمزق، فإن مجتمع المدينة الذي كان يحكمه رسول الإنسانية سيدنا «محمد» صلي الله عليه وسلم النموذج الذي يصعب تكراره ولكنه مثال يحتذيه الناس فالحب والإيثار والمودة والمعروف قيم تحكم الناس وتسري في سلوكهم من غير تكلف.

فلقد تعددت التيارات الإسلامية والفكرية المتشددة مما عكر صفو الأمة ودعا إلي التفكك وإثارة الفتنة، فتآمرت القوة الخفية الصهيونية والماسونية علي أرض مصر وكيانها وشعبها لتمزيقه وذلك بتدبير الانقلابات والثورات والحروب لصالح اليهود وإسرائيل.

حفظ الله مصر وأرضها وشعبها

الشيخ جابر قاسم الخولي

وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية

وعضو اللجنة العليا لمنظمة حقوق

الإنسان والتنمية

آية الله الخوميني
الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر
بديع

مكتب الإرشاد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.