«يواجه الشعب الليبى خيارين كلاهما مر بين استمرار جحيم العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش الليبى ضد تنظيم داعش الإرهابى وانتظار تفعيل قرار جامعة الدول العربية بتقديم الدعم للجيش الليبى عسكريا لاقتلاع جذور الإرهاب من الأراضى الليبة من جهة وبين تعثر المفاوضات التى تعطى الفرصة لداعش لتتمدد فى ليبيا من جهة ثانية». وأحرز الجيش الليبى تقدمًا فى العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش حيث استهدف سلاح الجو الليبى خمسة أهداف بحرية قبالة شواطىء بنغازى لخمس زوارق اقتربت من شواطئ مصراتة وبالقرب من ميناء المريسة القريب من الكتيبة 309 وكانت الأهداف تحمل عتادا وأسلحة وذخائر والعناصر كدعم لمجلس شورى ثوار بنغازى وتنظيم داعش الإرهابى وقد صرح مصدر عسكرى ليبى أن تركيا تقوم بتزويد مليشيات جماعة الإخوان و التنظيمات الإرهابية بصواريخ حرارية مضادة للطائرات عبر سفن ويخوت تحميها قطع بحرية تركية. وصرح المتحدث باسم الجيش الليبى محمد الحجازى أن التنظيم دعا كل عناصره فى العراق والشام للجهاد فى ليبيا فى الوقت الذى زاد فيه الدعم للمليشيات المسلحة بمصراته وكان القيادى بتنظيم الدولة داعش السعودى أبو على الجزراوى دعا من سماهم أخوة التوحيد فى الجزيرة العربية وتونس ومصر والسودان للنفير إلى ليبيا للقتال ضد قوات الجيش. ومن المتوقع أن ترتكز خطة الهجمات على ثلاث اتجاهات الأول جوى فى مهاجمة مناطق تجمع العصابات المسلحة وتدميرها ثم منع وصول الدعم لهذه العصابات عن طريق البحر أو البر أو الجو بالإضافة إلى تنمية قدرات القوات المسلحة الليبية وأجهزة الأمن والشرطة المدنية التى ستقوم بإعادة الاستقرار إلى المناطق التى يتم اخراجها من سيطرة تلك العصابات على أن تبدأ الهجمات من المناطق الساخنة ولكنها ستشمل كل التراب الليبى. كما كشف القائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق اللواء خليفة حفتر عن الاتفاق مع الجانب الأردنى على تدريب الجيش الليبى وطالب الفريق حفتر الدول العربية بمساعدة الجيش الليبى للقضاء على المنظمات الإرهابية مضيفا أن العائق الوحيد هو نقص السلاح. وفى نفس السياق التقى وزير الخارجية الليبى محمد الهادى الديرى بنظيره المصرى سامح شكرى و شدد الوزيران على عدم الرضوخ للتنظيمات الإرهابية فى سعيها لفرض وجودها فى المعادلة السياسية بليبيا واتهم الهادى المؤتمر الوطنى بطرابلس بعرقلة تشكيل حكومة وفاق وتحدث الوزير شكرى أن دعم الحكومة الشرعية فى حربها على الأرهاب يصطدم بتباينات إقليمية. أما عن موقف الأممالمتحدة فقد أعلن المبعوث الدولى إلى ليبيا برناردينو ليون أن الاتفاق السياسى بين الليبيين يسير باتجاه المرحلة الأخيرة وأن الاتحاد فى ليبيا أقوى سلاح لمواجهة التنظيم الإرهابى داعش وأن الحديث عن أعمال عسكرية للتخلص من الإرهاب الداعشى فى ليبيا سيكون علاج فى حال فشل المفاوضات وأضاف ليون أن الجولة القادمة ستكون بالمباحثات المباشرة لتسريع عملية الحوار والانتهاء من مناقشة الملاحق ومرشحى الحكومة قبل نهاية الشهر الجارى. ومن جهته صرح السفير إبراهيم الدباشى مندوب ليبيا بالأممالمتحدة أنه يجب التعامل مع الوضع فى ليبيا بحذر وحكمة يجب اتخاذ موقف حاسم لإنهاء الوضع المتدهور حتى لا يتحول إلى حرب أهلية وأضاف أن إصرار مجلس الأمن الدولى على حظر تسليح الجيش الليبى يعرقل مكافحة الإرهاب فى ليبيا ويعطى الفرصة للإرهاب للتمدد داخل ليبيا كما أعرب عن دهشته من رفض مجلس الأمن تسليح الجيش الليبى قبل تشكيل حكومة وفاق وطنى مما سيعطى الفرصة لداعش لاحتلال ليبيا. ويطرح موقف جامعة الدول العربية عدة تساؤلات على رأسها هل سيتم تفعيل قرار جامعة الدول العربية بدعم ليبيا خاصة فيما يتعلق بنوعية الدعم؟ ومن هى الدول التى ستشارك فى هذه العمليات؟ وهل تستطيع جامعة الدول العربية تحدى قرار مجلس الأمن بعدم التدخل العسكرى فى ليبيا؟ و هل يمكن للغرب أن يوافق على تدخل قوات مشتركة لجامعة الدول العربية؟