أغلقت أمس اللجنة القضائية العليا المشرفة على انتخابات مجلسى الشعب والشورى باب الترشيح، بعد تراجع عدد كبير من القوى الشبابية عن خوض المنافسة، وتقدم نسبة ضئيلة منهم بأوراق ترشيحهم، الأمر الذى يشير إلى أن الأحزاب التى خرجت مؤخرا من رحم الحزب الوطنى المنحل ستنافس بقوة على شغل كتلة فى البرلمان المقبل ستكون مناهضة للقوى الثورية التى أسقطت النظام السابق، خاصة أن القوى الثورية فشلت فى التنسيق فيما بينها، حيث تبين خوض أكثر من شخصية حزبية وسياسية بارزة للانتخابات فى دائرة واحدة. وكشف المستشار عبدالمعز ابراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات ورئيس محكمة الاستئناف لأكتوبر عن غياب واضح للشباب والنساء في ايام الترشح مشيرا الي أن شباب القوي الثورية والحزبية غاب عن المشهد رغم النزول بسن الترشح الي 25سنة وهو ما كان من المفترض أن يؤدى إلى إقبال عدد كبير من الشباب علي اللجان الفرعية للتقدم بأوراقهم الا ان هذا لم يحدث أضاف « كنت اتمني أن يتقدم الشباب والنساء باوراقهم للمنافسة في البرلمان المقبل وانا طلبت في السابق من تلك الفئات الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، لأن نسبتهم ضعيفة جدا، ورغم استثناء عامل السن، وموافقة اللجنة على طلب الأحزاب بمد مهلة التقدم بأوراق الترشيح إلا ان ذلك كان دون جدوى فقد أحجم الشباب والنساء عن المشاركة بقوة «. وعن تدافع الفلول علي ابواب الترشح الايام الماضية وقدرتهم خوض الانتخابات علي اكثر من مقعد قال ابراهيم ان باب الترشح لانتخابات مجلس الشعب كان مفتوحا أمام الجميع بمن فيهم أعضاء الحزب الوطني المنحل , مشيرا الي انه لا نملك نسبة محددة عن أعداد فلول الوطني الذين تقدموا للانتخابات المقبلة، الا ان نسبة المتقدمين للنظام الفردي أكبر من نظام القوائم النسبية . وقال رئيس اللجنة العليا إنه «حال صدور قانون العزل السياسي، فإن تقديم أعضاء الوطني لأوراق ترشحهم لخوض الانتخابات لن يمثل لهم الحماية من تطبيق القانون عليهم , قائلا «اللجنة ستطبق القانون، حال صدوره، بأثر رجعي على جميع المرشحين الذين يندرجون تحته، وسيتم استبعادهم فورا، طبقا لبنود القانون واشتراطاته. ورصدت «أكتوبر» تدافع الفلول علي باب الترشيح حيث شهد اول اسبوع للترشح في اللجان الفرعية للعليا للانتخابات خاصة بمحافظات الصعيد والاسكندرية، تواجد كثيفاً من فلول الحزب الوطني وانصارهم ففى الإسكندرية حضر أول أيام الترشح عدد من اعضاء الحزب المنحل للتقدم بأوراق ترشحهم كمستقلين وكان ابرزهم طارق طلعت مصطفى عن دائره سيدى جابر، وعلاء رشاد عن دائره مينا البصل، و صلاح رمضان عن دائرة العطارين. وفي المنيا تقدم مايقرب من 59مرشح تابع للحزب المنحل باوراقهم كان غالبيتهم علي مقاعد الشعب فيما تم رفض 25 طلب ترشيح لعدم استكمال الأوراق. وكان أبرز المتقدمين من فلول الوطني المنحل النائب كرم الحفيان عضو الوطني المنحل بالبرلمان وفى قنا تلقت اللجنة المشرفة على الإنتخابات '100 طلبا للترشح من تابعين للحزب الوطنى المنحل ،علي قوائم الفردي وكان أولهم عبدالرحيم الغول نجع حمادى ، وصهره حسين فايز ابوالوفا من دائره دشنا والوقف, و رفاعي عبدالوهاب وأحمد الجبلاوي ، ، و مصطفي النحاس ، و فتحي قنديل وجميعهم أعضاء سابقون فى الحزب المنحل . وشهدت بني سويف, إقبالا من فلول الوطنى كان اول المتقدمين في اول يوم لفتح باب الترشح ثلاثة نواب الاول النائب السابق لدائرة مركز وبندر بنى سويف على البكرى سليم عمال والمتهم فى موقعة الجمل الشهيرة ويشغل حاليا رئيس الاتحاد العام لشباب القرى على مستوى الجمهورية. و في أسوان تصدر فلول الوطني المشهد حيث تدافعوا من اليوم الاول علي التقدم باوراق ترشحهم تحسبا لصدور قانون الغدر. وفي القليوبية ، ارتفعت أعداد الفلول متخطية الاحزاب السياسية والقوي الثورية والشبابية وتقدم مايقرب من 101 مرشح «فلول» على مستوى الدائرة الأولى والثانية وتصدرت القوائم أعضاء باالمجلس السابق واخري كانت مرشحه على قوائم الوطني في الانتخابات الماضية , ولم يتم اختيارها ففي الدائرة الاولى التي تضم شبرا الخيمة والخانكة وقليوب كان ابرز المتقدمين من الفلول لخوض انتخابات الشعب «فاروق مصلح جبر» و «حسين عشماوي» و»محمد سعد القمار. وفي القاهرة تقدم القيادي في الحزب المنحل حيدر بغدادي صاحب الفيديو الشهير مع أحدي الراقصات والذي وزعه عدد من أعضاء الشعب السابقين داخل قبة البرلمان في دورة 2005 عن دائرة الجمالية ومنشية ناصر , كما تقدم فتحى شعبان الصيفى مؤسس ائتلاف روكسى بأوراق ترشحه على مقعد الفئات فردى على الدائرة الثالثة مدينة نصر. وفي البحيرة ، كان أبرز المتقدمين من الحزب المنحل «عبد العزيز الخرادلي» ، عضو مجلس الشعب والشورى السابق عن الحزب الوطني المنحل دائرة شبراخيت و «إبراهيم عتمان ابن عم أحمد حسين عتمان» ، أمين الوطني المنحل بالبحيرة ، فضلا عن أعضاء مجلس الشعب السابقين اللواء «فاروق المقرحي» ، وتعليقا على المشهيد أبدى الدكتور ضياء رشوان مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن استيائه من عدم احتواء الاحزاب والقوى السياسية لشباب الثورة واعطائهم الفرصة للانضمام اليهم لخوض الانتخابات على قوائهم الامر الذي تسبب فى منح الفرصة لفلول الوطني بالترشح في الانتخابات البرلمانية ومنافسة القوي الثورية . و اضاف رشوان أن « مصر اصبحت كعكة وكل حزب او تيار قوى يريد الحصول علي قطعة منها دون النظر لمصلحة الوطن, منتقدا الحكومة التي سمحت لرموز الوطنى المنحل بالتواجد وبقوة من خلال انشاء لحزاب وخوض الانتخابات البرلمانية مع امتلاكهم سلاح المال الذى مازال يسيطر على الواقع السياسى المصرى سيلعب دورا هاما في معادلة الانتخابات المقبلة بالاضافة ايضا للانفلات الامنى غير المسبوق والذي سيصب في صالح «الفلول» . واشار رشوان الي ان فرصة الشباب الذين قرروا خوض الانتخابات علي القوائم الفردية، سيكون محدودا وذلك فى ظل عدم توافر الدعم المادى الكافى للدعاية والاعلان عن انفسهم خاصة وان سلاح المال سيشكل احد اكبر العوائق امام شباب الثورة فى الانتخابات البرلمانية . وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى ان الحياة السياسية اصبحت اسوأ من ذى قبل , وذلك لتكالب الاحزاب على مصالحها الشخصية , قائلا « أري انه فى ظل هذه الاوضاع السياسية المتردية وفى ظل وجود الفلول برؤوس اموالهم سيكون تواجد شباب الثورة شبه معدوم فى البرلمان المقبل.