الإفراط في استخدام السوشيال ميديا وشبكات التواصل الاجتماعي، لم يؤثر فقط على العلاقات الاجتماعية بل استمر تأثيره ليتدخل في تحديد طبيعة العلاقة بين الزوجة وزوجها أيضًا، حيث أن مطالعة تعاملات وسلوكيات الآخرين على مواقع التواصل باستمرار، جعل المرأة غير راضية عن زوجها وطريقة تعامله معها، متطلعة للوصول إلى نفس الحياة الموجودة في العالم الافتراضي على مواقع التواصل، والتي قد تكون غير واقعية وبالتالي فهي غير موجودة على أرض الواقع. في استطلاع للرأي أجرته الأكاديمية الأمريكية للمحامين، وجدت أن 81 بالمائة من العينات تزداد لديهم حالات الطلاق بسبب استخدام السوشيال ميديا، كما كشف الباحثون أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى زيادة درجة عن رضا الزوجة عن زوجها، ما أدى بدوره إلى فقدان الاستقرار الأسري وتفكك القيم الأسرية وازدياد حدة الخلافات الزوجية. حول تأثير السوشيال ميديا على المرأة يقول د. مدحت عبد الهادي استشاري العلاقات الزوجية والأسرية: مطالعة السوشيال ميديا باستمرار تجعل المرأة غير راضية عن علاقتها بزوجها خاصة إذا كانت ممن تدمن مراقبة علاقات صديقاتها مع أزواجهن على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يملأها الحب والرومانسية، حيث يعبر الزوج عن مشاعره تجاه زوجته جهرًا على تلك المواقع دون خجل بالإضافة إلى تباهي الصديقة بالهدايا التي يقدمها زوجها لها وهو ما يخلق في نفس الزوجة نوعًا من الغيرة والحقد تجاه صديقاتها والشعور بالنقص نظرًا لعدم معاملة زوجها لها مثل صديقاتها، فتبدأ الزوجة في توجيه اللوم إلى الزوج لعدم إحساسها بالحب والرومانسية معه وتتهمه أنه لم يعد يحبها مثل سابقًا، وفي أغلب الأحيان يتجاهل الزوج حديث زوجته وتظل هي مغرمة بحديث صديقاتها مع أزواجهم، ويظل زوجها مستمرًا في إهماله. وأضافعبد الهادي: مع إهمال الزوج لزوجته وعدم إشباع احتياجاتها النفسية والعاطفية التي تجعلها تشعر كونها امرأة مثل صديقاتها تبدأ الزوجة في افتعال المشكلات والخلافات والتي قد تصل إلى حد تدخل الأهل بسبب عدم اهتمام زوجها بها، مؤكدًا أن كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من فجوة التوتر بين الأزواج فأصبح سوء استخدام السوشيال ميديا يهدد كيان استقرار الأسرة ويمزق أواصر التواصل ويؤدي إلى تجمد العواطف والمشاعر وتزداد درجة العصبية في التعاملات بينهما وهو ما ينتج عنه كثرة الخلافات، فأفعال المرأة كثيرًا ما تتسبب في تدمير أسرتها. ويوضح د. خليل فاضل استشاري الطب النفسي، أن المرأة التي تقضي ساعات طويلة أمام مواقع التواصل الاجتماعي هي عادة ما تعاني من حالة نفسية مضطربة، حيث تهرب من المشاكل الأسرية وحالة الاكتئاب التي تسيطر عليه إلى فضاء العالم الافتراضي على الإنترنت، وهذه الأمور في مجملها إذا خرجت عن حد المقبول والمسموح به قد تؤدي إلى مشاكل وخيمة، لذلك على المرأة التخلص من تلك الآفة التي أصبحت تهدد استقرار الأسرة وسكينتها ليحل محلها الإنفصال والتشتت، مشيرًا إلى أن تلك الوسائل التكنولوجية الحديثة إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة لما وصلنا إلى هذا العدد من ملفات القضايا بالمحاكم للخيانة الزوجية وحالات الطلاق بسبب تلك المواقع، لافتًا إلى أن غيرة المرأة وشعورها بالنقص مما تراه في العالم الافتراضي على مواقع التواصل قد يجعلها تسلك طرق منحرفة تتمثل في اتجاهها للخيانة الزوجية لتعويض النقص الذي تشعر به مع زوجها خاصة أن مثل هذه المواقع تسهل عملية الخيانة أو الاتجاه إلى طلب الطلاق والانفصال عن زوجها الذي لا يلبي لها احتياجاتها ورغباتها الأنثوية. يشير فاضل، إلى أنه لتجنب أضرار السوشيال ميديا وتفادي مخاطرها وتأثيراتها السلبية على الحالة النفسية والاجتماعية للمرأة، لابد للمرأة أن تكون على دراية كاملة بالاستعمال القويم للتكنولوجيا الحديثة وعدم إساءة استخدامها والكف عن مراقبة الآخرين التي لن تعود عليها بالنفع بل على العكس سوف تؤثر سلبًا على حياتها واستقرارها النفسي، فكثير من التعاملات والسلوكيات الموجودة بالسوشيال ميديا، غير واقعية وبالتالي هي ليست موجودة على أرض الواقع بل أنهن يقمن بذلك من أجل إصال رسالة للآخرين أن حياتهم على ما ترام وربما لإثارة غيرتهم أيضًا. وأضاف: غالبية النساء على مواقع التواصل يتجملن ويظهرن أفضل ما في حياتهن أمام صديقاتهن ومحيطهن الاجتماعي حتى يحسنن من مظهرهم الاجتماعي ويبدون في صورة أفضل تعالج ما بواقعهم من سلبيات، فمن الصعب أن تظهر إحداهن فشلها في حياتها الزوجية ونفور زوجها منها أمام صديقاتها على الفيسبوك مثلًا، مؤكدًا على ضرورة عدم مقارنة المرأة وضعها وحياتها بغيرها كون أن كل أسرة تعيش بحسب ظروفها الاجتماعية والمادية، فالمرأة منذ بداية العلاقة مع زوجها تكون على دراية كاملة بالحالة الاجتماعية التي ستعيش فيها وتوافق عليها فلا داعي للمقارنة لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف أواصر الترابط النفسي بين مكونات الأسرة، وتؤثر سلبًا على نفسية المرأة وتشعرها بالنقص وعدم الاكتمال وتحول حياتها إلى جحيم، مع حرص الزوج على إشباع احتياجات زوجته وتلبية رغباتها العاطفية والنفسية وعدم إهماله لها. خدمة (وكالة الصحافة العربية)