خطواته الهادئة تعكس رؤية صائبة، ولهفة علي القيمة لا مكان فيها لتهافت علي التواجد أو اللهاث وراء الأضواء وبريق النجومية الزائفة ..ربما لأن مجدي كامل يري نفسه قدوة لتلاميذه في معهد الفنون المسرحية، والأرجح لثقته في موهبته الأصيلة التي تبدت بأروع صورها في مسلسل "العندليب" عندما جسد شخصية جمال عبدالناصر،فاستحق إشادة"عبدالحكيم" نجل الزعيم الراحل،لكنه كان أكثر تواضعاً عندما قال لنا: ما كنت لأجرؤ علي تجسيد هذه الشخصية لو أن أحمد زكي مازال علي قيد الحياة وقت تصوير "العندليب". تحفظ النقاد علي تجربة "مهمة صعبة" لكن أحداً لم يختلف علي تميز دورك في الفيلم، فهل شجعك هذا علي خوض مغامرة" الغرفة 707"، الذي تشاركك بطولته المطربة رولا سعد؟! لا شك أن فيلم"مهمة صعبة" محطة مهمة في مسيرتي الفنية، وأراه فيلماً متميزاً وأشعر بحب خاص لدوري فيه،لكن الفارق كبير بينه وتجربتي في فيلم"الغرفة 707"، وكون الفيلمين يدوران في إطار من "الاكشن"، لا يعني أنهما متشابهان فهناك اختلافات كبيرة بينهما أبرزها لمسة الرومانسية التي تظلل أحداث" الغرفة 707" الذي أجسد فيه دور "أحمد" المعيد بكلية الطب الذي يقع في غرام "سارة" وفي غمرة هذه الاجواء الرومانسية يتأزم الموقف وتحدث مشاكل تقودنا إلي "الاكشن"، والفيلم من اخراج إيهاب راضي، الذي سعدت بتجربتي معه في"مهمة صعبة" وهي مناسبة لأنوه إلي أننا تعاونا من قبل في فيلم"فتاة من إسرائيل"، الذي كان أول فيلم من اخراجه، وأيضاً في فيلم "حبك نار". لكنك هذه المرة تتحمل مسئولية البطولة؟ موضوع البطولة لا يؤرقني أويشغلني كثيراً، فالمهم عندي أن أرضي الله ثم فضولي لتقديم عمل جيد أحسن اتقانه، ويتميز بالصدق بحيث يصل إلي أحاسيس الناس عند مشاهدته. وما الذي دفعك لاتخاذ قرار بتدريب رولا سعد علي التمثيل؟ كلنا بنساعد بعض و"مش حكاية إني علمتها" لكن الهدف الأسمي أن نبلغ النجاح الذي نتمناه للعمل، و"رولا" بنت ذكية جداً، ومجتهدة إلي حد كبير، ولأنها تحب التمثيل فقد استوعبت الكثيرفي فترة وجيزة "بغضب" المخرج إيهاب راضي هوالذي رشحني للدور هو والمنتجة د. سميرة محسن، وليس لأحد فضل علي في هذه الجزئية، ولم أكن وحدي الذي قمت بتدريبها، فقد أشرفت د.سميرة محسن الاستاذ بمعهد الفنون المسرحية علي تدريبها هي ومخرج الفيلم. هل تري أن البطولة تأخرت؟ أنا لست محدود الوعي والفكر لأتوقف كثيراً عند هذه النقطة، بل كنت أشعرفي أحايين كثيرة انني نجم في كل أدواري، وإيماني كبير بأن كل شئ في أوانه. هل تمنيت أن تكون البطلة مصرية وليست لبنانية؟ مصرية أولبنانية أو من أي بلد آخر مسألة لا تهمني علي الإطلاق، و"ماتفرقش معايا" فكلنا أبناء وطن واحد، والفن لايعرف وطناً أو جنسية. ألا تري أن هناك من لا يتمتع بنصف موهبتك، وعلي الرغم من هذا يحظي بشهرة أكثر منك؟ "مفيش حد بياخد نصيب حد"، وأنا راض بنصيبي ورزقي، ولدي قناعة ويقين أن "الفرصة جاية" أكيد. لا .. أنا لن أترك التدريس ،ولم أفكريوماً في هذا لأنني أجد متعتي في التواجد بين الطلبة في المعهد، ولا أنكر انني اتدرب معهم، وفي أحايين كثيرة ومن دون مبالغة أتعلم من أحد طلبتي، خصوصا انني أومن أن المدرسة الكلاسيكية في الأداء لم تعد الافضل واكثر أقناعاً، لميلها إلي الافتعال،وأصبح الأداء الطبيعي هو سمة العصر، إضافة إلي البساطة. ماحقيقة الشائعة التي تقول انك كاتب سيناريو؟ ليست شائعة، فقد كتبت ثلاثة موضوعات لكنني أحتفظ بها في ادارج مكتبي لايماني بالتخصص لكن الجمع بين التمثيل وكتابة السيناريو أو الاخراج ليست بدعة لتخشاها؟ هذا صحيح لكنني لا أجد الوقت الذي اتفرغ فيه لمتابعة هذه الاعمال الثلاثة، أو أبحث عن المنتج الجرئ الذي يتحمس لاخراجها للنور. هل ترددت قبل الموافقة علي تجسيد شخصية الزعيم جمال عبدالناصر؟ وكيف حشدت نفسك لها؟ أول ماطرحته علي نفسي ان توقيت تقديم شخصية الزعيم جمال عبدالناصر مهم جداً لوجود جيل كامل لم يعاصره، وربما لم يعرف شيئاً عن منجزات الرئيس جمال عبدالناصر، وأحببت أن أقرب صورة وتاريخ الشخصية لهذا الجيل، ويتعرف في نفس الوقت علي فترة في تاريخ مصر تبدأ من عام 1948 إلي عام 1970 وهو العام الذي شهد رحيل جمال عبدالناصر، ولا شك أن النص الذي كتبه د. مدحت العدل ورؤية المخرج جمال عبدالحميد قد ساعداني كثيراً؟ فلا أنكر أنني خفت في البداية، وكان لتشجيع المؤلف وثقة المخرج الدور الأكبر في موافقتي ثم بدأت مرحلة التحضير والمذاكرة بالنسبة لي، فاستدعيت أرشيفه من صور وخطب ووثائق تاريخية، ولفرط حماسي حفظت خطبه التاريخية عن ظهر قلب، وبدلاً من ان نصور احداها في ثلاثة أيام انتهيت منها في ثلاث ساعات،ولم تتوقف صعوبة الشخصية عند هذا الحد، فقد عانيت كثيراً في تقمصها من الناحية الشكلية أيضاً، سواء انحناءته الشهيرة أو توقيت انقضاضه علي جملة بعينها وتجاهل أخري، ولفرط معاناتي وهمومي في دراسة الاداء والحركة وتكوين الكادر وزاوية أو حركة الكاميرا كنت أهاتف المخرج دون أن أدري أنها الرابعة فجراً الأسأله عن موقف أو أراجعه في جملة، ولا أنكر هنا الدور الكبير الذي لعبته مع معي د. سامية عبدالعزيز مصممة الملابس عندما أعارتني مجلد صور ضخم عن عبدالناصر، منذ لحظة التحاقه بالكلية الحربية وانتهاء باليوم الذي شيع فيه جثمانه الطاهر إلي مثواه الاخير، وواجهت صعوبة شديدة لكوني لا أشبه الزعيم الراحل لكنني تغلبت علي هذه الازمة باصراري علي تقديم روح الشخصية. هل ينتابك شعور بأنك كنت ستبدد فرصة العمر لو رفضت الدور خشية مقارنتك بمن جسد الشخصية من قبل، وعلي رأسهم النجم أحمد زكي؟ أولاً كان سيفوتني الكثير بالفعل، وكنت سأندم طوال عمري علي الفرصة الضائعة، ويكفيني فخراً، ان عبدالحكيم جمال عبدالناصر نجل الزعيم، اتصل بي وهنأني علي نجاحي في تجسيد شخصية (أبيه)، وقال لي: أنت أجمل وأكثر واحد قدم شخصية والدي، وفكرتنا بالزمن الجميل،وتلقيت التهاني من كل نجوم مصر، مثل عادل امام ونور الشريف وصلاح السعدني ونبيلة عبيد وشويكار وزيزي البدراوي. والخوف من المقارنة؟ لم اتوقف كثيراً عن هذه النقطة، ولم أخش هذه المقارنة،لكن أجزم انه لو كان الفنان الجميل أحمد زكي علي قيد الحياة وقت تصوير مسلسل "العندليب" لما جرؤت علي التفكير في تقديم شخصية جمال عبدالناصر بعد أدائه المذهل لنفس الشخصية في"ناصر 56"