تمسك الآلاف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمواصلة اعتصامهم بميدان رابعة العدوية خارج مسجد في القاهرة بعد يوم من مقتل 72 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن واستعدوا لتحرك ضدهم من قائد الجيش الذي يقف وراء الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. وظهر الفريق أول عبد الفتاح السيسي في مناسبة علنية لأول مرة منذ إراقة الدماء فجر السبت وشارك في حفل لتخرج ضباط شرطة. واستقبله الحضور بالتصفيق وقوفا وأشاد به وزير الداخلية محمد إبراهيم باعتباره "ابن مصر البار". وعكست التغطية المتملقة في أجهزة الإعلام الحكومية والخاصة ارتفاع نجم السيسي سياسيا في دولة حكمها ضباط سابقون من الجيش على مدى ستة عقود قبل انتخاب مرسي في 2012 رئيساً في أول انتخابات حرة في البلاد. وأثارت أعمال القتل فجر السبت بعد يوم من المظاهرات الحاشدة المتنافسة قلقا عالميا من اتساع هوة الأزمة في مصر. وقال الاتحاد الأوروبي أنه أرسل كاثرين اشتون مسئولة السياسية الخارجية بالاتحاد للاجتماع يوم الاثنين مع السيسي ومع الرئيس المؤقت للبلاد بالإضافة إلى مسئولين من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان. وقالت اشتون أنها ستحث على "عملية تحول شاملة بشكل كامل تضم كل الجماعات السياسية بما في ذلك الإخوان المسلمين." وتتهم جماعة الإخوان المسلمين الجيش بإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وتطالب بعودة مرسي للسلطة. ويحتجز الجيش مرسي منذ عزله في الثالث من يوليو، وبدأت الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش تحقيقا معه بتهم تشمل القتل، وتقول السلطات أيضا أنها ستتحرك قريباً لإنهاء اعتصام مؤيدي الإخوان في الشوارع. واقترح السياسي الإسلامي والمرشح الرئاسي السابق محمد سليم العوا حلا وسطا يتضمن إعادة مرسي للسلطة ولكن مع إجراء انتخابات جديدة خلال أشهر، وقوبل هذا العرض بالرفض سريعا من قبل الرئيس المؤقت للبلاد ومن جبهة الإنقاذ الوطني وهي أكبر ائتلاف للأحزاب الليبرالية واليسارية في مصر. وقال خالد داود المتحدث باسم الجبهة أن هذا الاقتراح لا يمثل بداية وأنه لا يمكن إعادة كتابة التاريخ فمرسي خرج من السلطة وهناك خارطة طريق بالفعل.