وقع الروائي السوري خليل صويلح روايته الجديدة سيأتيك الغزال الصادرة عن دار رفوف في حفل أقيم مساء أمس في فندق برج الفردوس بحضور لفيف من الكتاب والمثقفين والإعلاميين. ويقدم الكاتب في روايته بيئة طفولته وتفاصيلها اليومية حيث يستعيد الصور التذكارية لمنطقة الجزيرة السورية التي تركها الكاتب قبل ثلاثين عاماً متجهاً إلى دمشق ليكتب نصاً من صلب المدينة ويؤجل رواية بيئته وذكرياته إلى أن يحين ذلك وفق قوله. يقول صويلح في تصريح لوكالة سانا: روايتي سيأتيك الغزال جاءت كون البيئة التي تتحدث عنها الرواية بيئة مجهولة إلى حد ما خاصة بتفاصيلها البدوية ونصف الحضرية وبعطشها التاريخي الذي يعاني منه أبناؤها. ويرى الروائي أن قارئ اليوم يحب ما يشبهه ولذلك اعتمد الكتابة من موقع القارئ لا من موقع التعالي عليه ولهذا كان اشتغاله على المشهدية وعلى الصورة التي استعارها من عالم قصيدة النثر لا على استطالات الوصف الذي يضني القارئء ويدمر أعصابه. واستفاد الروائي من لغة الصحافة الثقافية وتكريس الاختزال كمنطق في السرد ذاهباً إلى الموضوع مباشرةً ولذلك تعامل مع الأسماء الحقيقية للأمكنة والشوارع فيما ظلت الرواية التقليدية مصرة على تسمية أماكنها بتسميات خيالية. يذكر أن لخليل صويلح عدة روايات منها دع عنك لومي، بريد عاجل،زهور وسارة وناريمان،وراق الحب وهي التي نالت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 2009 وتمت ترجمتها إلى الإنكليزية كما فاز صويلح بجائزة دبي للصحافة والإعلام لهذا العام في حقل الصحافة الثقافية عن مقالة تناولت الشاعر السوري محمد الماغوط في ذكرى رحيله الرابعة. تقع سيأتيك الغزال في مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط. يقول الناقد ياسين رفاعية عن أجواء الرواية : " البطل قادم من أقصى الصحراء، من القرى الداشرة التي لا تهتم بها الدولة، من البيوت الطينية التي تجرفها العواصف فوق رؤوس أصحابها الى المدينة الحلم، الى دمشق الساحرة بشوارعها النظيفة وأبنيتها العملاقة، فإذا الداخل "من برا رخام من جوّا سخام" هذه حال المدن الكبرى التي تفجع القادم إليها من ذلك العالم النقي المليء بالنخوة والكرم وامتداد النور الى أقصاه، الى شوارع مكتظة بالبشر لا أحد يهتم بأحد.. هذه هي خيبة بطل الرواية الذي ما إن وطأت قدمه دمشق حتى شعر بالصدمة الروحية تجتاحه من جوانبه."