يحتفل سكان شمال إفريقيا، المغرب والجزائر وليبيا، اليوم السبت برأس السنة الأمازيغية "ينّاير 2963" بطقوس خاصة. ويعود التأريخ الأمازيغي إلى 950 عام قبل بداية التأريخ الميلادي، ويبدأ رأس السنة الأمازيغية في 12 يناير بدل الفاتح منه، بينما تتم الاحتفال برأس السنة في الليلة التي تسبق هذا اليوم أي ابتداء من يوم 11 يناير/ كانون ثان الجاري.
عطلة رسمية
وبالتوقف عند أمازيغ الجزائر ، فيطالبون السلطات باعتماد هذا اليوم في قائمة الأعياد الوطنية وجعله عطلة رسمية مدفوعة الأجر.
أما أمازيغ ليبيا فقرروا إعلان رأس "السنة الأمازيغية" الجديدة، والتي توافق 12 يناير/كانون الثاني من كل عام، عطلة رسمية في مختلف المناطق الناطقة باللغة الأمازيغية رغم عدم اعتماد هذا التاريخ من قبل السلطات حتى الآن.
وقررت المجالس المحلية للمناطق التي يسكنها الأمازيغ "جنوب، وجنوب غرب ليبيا" جعل هذا اليوم عطلة رسمية في 10 مناطق هي "زوارة، وقاهرة سبها، ووادي الاجال، وجادو، ونالوت، ويفرن، وكاباو، والقلعة، والرحيبات، وأوباري".
وطالب القرار المؤتمر الوطني العام أعلى سلطة تشريعية في البلد ب "اعتماد هذه المناسبة ضمن جدول العطلات الوطنية الرسمية".
وقال رؤساء تلك المجالس في قرارهم ان "الاعتراف الرسمي بالسنة الأمازيغية يعد اعترافا بالبعد الأمازيغي لليبيا كبعد اصلي واصيل، وهو تاكيد على ان جذور ليبيا تمتد في اعماق التاريخ".
واضافوا ان ذلك من شانه تكريس مقولة ان "الامازيغية ملك للجميع وتراث مشترك بين ابناء البلد، وبالتالي وجب اعتماد هذا اليوم عطلة في جميع التراب الليبي ولجميع ابناء الوطن".
وامازيغ ليبيا اقلية تسعى لاعتماد ثقافتها ولغتها في الدستور المرتقب للبلد الذي سيكتب هذا العام والذي سيكون الاول منذ مايزيد عن 42 عاما فترة حكم معمر القذافي.
أصل المناسبة
وحول أصل الاحتفال بهذه المناسبة فهناك روايتان مختلفتان، تقول الأولى: "إن يناير/ كانون ثان احتفال بالأرض وبالفلاحة عموما تيمّنا بعام خير على الفلاحين وعلى الناس عموما".
أما الرواية الثانية فتقول: "إنه اليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي شاشناق على الفرعون رمسيس الثاني هناك في مصر".
مظاهر الاحتفال
ويكاد أمازيغ الجزائر يتفقون على إحياء هذا الاحتفال بالكسكس ولحم الديك الرومي أو "الشخشوخة" وكل ما تنتجه الأرض من خضر، تيمّنا وتفاؤلا بعام وفير الغلة.
ويهنّئ السكان بعضهم صبيحة السنة الجديد بعبارة "أسوقاز أمقاز" وتعني "عاما سعيدا".
ويحيي سكان منطقة القبائل، وهم معقل أمازيغ الجزائر، رأس السنة بذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء ودجاجة وديك عن الحامل ويعتبرون ذلك واقيا من الحسد والعين، وتقوم النساء بتحضير ''سكسو'' أو ''الكسكس باللحم'' كما يخرجون في عائلات إلى الحقول للتبرك بالطبيعة، حيث يكون فصل الشتاء في عنفوانه.
أما في بوسعادة والمسيلة والجلفة (جنوب شرق البلاد) فتعرف المنطقة أكلة ''الشرشم'' في المائدة النايلي وتتغنى النسوة بأشعار تمدحن هذه العادة، و"الشرشم" هي أكلة بالحبوب الجافة من فول وحمص وعدس وفاصولياء، وكلها من خيرات الأرض ويعني تناول هذه الحبوب في طبق واحد التفاؤل بعام وفير الغلة.
وفي الغرب الجزائري تتلون القعدات ب''الدقاق'' التي تتكون من الفول السوداني والجوز ثم الطبق الرئيسي المتمثل في أكل ''العيش'' بالدجاج ·
وفي منطقة تيارت غرب البلاد، يطبخ طبق "المدلوك"، وهو الطبق مُجهد للغاية، حيث تحرص النسوة على إتقانه وهو عبارة عن عجائن مسطحة مثل الورق تقطع وتغمس في العسل أو تطبخ مع المرق.
أما في شرق البلاد فيتأهبون في كل 12 يناير/ كانون ثان، لاستبدال أثاث منازلهم في الصبيحة، وبعد ذلك صبغ جدران البيت ثم تأتي ''الشخشوخة'' الأكلة المفضلة عند أهل الشرق.
وتقول إحدى سكان جيجل شرق الجزائر العاصمة لوكالة "الأناضول" للأنباء: "إن الأكلة المفضلة في المنطقة هي "العيش" المطبوخ بخضر الموسم استبشارا بعام خيّر، بينما يعطى الأطفال صحونا صغيرة فيها لبن تيمّنا بأن تكون أيامهم بيضاء صافية كاللبن.
وفي ناحية البويرة وسط البلاد، تتخذ الفتيات الصغيرات من هذه المناسبة فرصة لتعلم كيفية تحضير طبق "الشخشوخة"، وتجتمع العائلة ليلا لتستمع إلى حكايات قديمة تقصها العجائز، تتعلق بأمجاد الأجداد.
أما في العاصمة، فالاحتفال يعتبر فرصة لتجمع الأسر حول مائدة واحدة، حيث تحيي العائلات تقاليدها الخاصة بهذه المناسبة بتحضير طبقي ''الرشتة'' وهو طبق من العجائن مغموسة في المرق و''الكسكسي'' المطبوخ بلحم الديك الرومي، إلى جانب ''الدراز''، وهو مجموعة معتبرة من المكسرات والحلويات التي يتم رميها على أصغر فرد من العائلة، حيث يوضع الطفل في قصعة ويتم توزيع الحلوى عليه، وهو ما يعتقد أنه يجلب الحظ السعيد ويجعل أيامه حلوة وسعيدة.
جمعيات ثقافية
واحتفالا بالسنة الأمازيغية الجديدة، نظمت عدّة جمعيات ثقافية في الجزائر ، بالتعاون مع مديرية الثقافة بالولاية، تظاهرات في إطار الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة "يناير" 2963.
ويركز المجتمع المحلي في غرداية، حسب هنا شيهاني ناشط جمعوي، على الأعياد الدينية، بينما تجتهد الجمعيات التراثية لإعادة إحياء عيد رأس السنة الأمازيغية، من أجل تذكير الشباب بتاريخ الجزائر القديم.
وأعدّت المحافظة السامية للأمازيغية ومديرية الثقافة لولاية غرداية، بالتنسيق مع عدّة جمعيات ثقافية وتراثية، بهذه المناسبة، برنامجا ثريا من الاحتفالات وإحياء بعض التقاليد الأمازيغية المعروفة في منطقة مزاب.
وبالإضافة إلى تنظيم معارض للأطباق التقليدية لمختلف مناطق الوطن، يتم خلال أسبوع كامل، موائد مستديرة حول رمزية يناير، وصالون مصغر للكتاب، هذا وستنظم مأدبة عشاء تقليدية، بالإضافة إلى تنظيم موائد مستديرة حول تعليم اللغة الأمازيغية وتاريخ السكان الأمازيغ.
كما سيتم تكريم روّاد ثقافة بني مزاب الذين عملوا على ترقيتها، وطالبت الجمعية الثقافية ''نوميديا'' بوهران، في نفس الإطار، بترسيم احتفال يناير الموافق ل12 يناير من كل سنة كعيد وطني مدفوع الأجر، ويضم برنامج احتفالات يناير لسنة 2013 الموافق ل2963 في التقويم الأمازيغي، عرضا لمختلف الأدوات والمواد المتعلقة باحتفالات يناير، بعد الافتتاح الرسمي على وقع فرقة إيظبالان التقليدية، بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي حول ''يناير 2011 في وهران''، والفيلم القصير ''عطور الكفاح'' حول الثورة، بمناسبة الاحتفالات باسترجاع السيادة الوطنية، بالإضافة إلى محاضرات أكاديمية وعروض مسرحية وموسيقية، ولقاءات ثقافية بالإقامات الجامعية.
وأمازيغ الجزائر هم سكان الجزائر الأولون الذين دخلوا إلى الجزائر و استقرو فيها ويسمون بالبربر وهو اسم الذي أطلقه عليهم رومان بعد ما عُرِفوا بشدة مقاومتهم للرومان على مدى أربعة قرون.
وبعد دخول الإسلام أسلموا طوعية بدون مقاومة وأحسنوا إسلامهم وخرج منهم كثير من أبطال الإسلام من مثل طارق بن زياد الذي فتح الأندلس وغيرهم كثيرون وكانوا من أكثر اهتمام بالإسلام و العروبة وينقسم الأمازيغ في الجزائر إلى "القبائلية" و"الشاوية" و"المزابيَّة" و"التوارق"
والأمازيغ هم الأولون الذين دافعوا على الوطن وأول مقاومة للاستعمار الفرنسي كانت في منطقة القبائل الكبرى "بجاية"
وخرج منهم كثير من رجال الإصلاح والمقاومة من مثل الشيخ العلامة أبن باديس رحمه الله والعربي تبسي وعلماء بجاية وروح الجزائريين الامير عبد القادر الجزائري والمقراني ولا لا فاطمة نسومر والبطل شهيد العقيد عميروش وعبان رمضان وكريم بلقاسم.. وكثيرون.
وكانت فرنسا منذ دخولها إلى الجزائر وهي تحاول التفرقة بين القبائل الكبرى ونشر الفتن من أجل المقولة "فرق تسد" حتى يسن للفرنسا أن تستحوذ على الجزائر كليا وتحكيم سيطرتها على الجزائر وإلى أبد فقامت فرنسا بمحاربة اللغة العربية والإسلام في الجزائر كل ومنطقة القبائل خاصة وفتح مدارس من اجل تعليم فرنسية ودين المسيحي على سكان منطقة لكن هيهات و هيهات أن تحقق ولو شبر من أهدافها بل وقف سكان منطقة وقفت راجل الواحد في وجه استعمار، حيث كانت مقاومة أشده في منطقة القبائل فقامت فرنسا بالمداهمة القرى وتعذيب وقتل وتشريد وتهديم ومحاربة الهوية الأمازيغية العربية الإسلامية بكل الطرق.
ونتجت عنها بانعقاد مؤتمر الصومام بمنطقة القبائل وحضور أبطال الجزائر معلنين قيام الثورة ضربة قوية للاستعمار فرنسي والذي أدى بدوره للاستقلال الجزائر لكن للأسف تواجد بعض الفرنكوفنيين يطالبون بالفرنسية اللغة وتقسيم الجزائر ونشر الفتن بين شعب الجزائر الواحد.