على صدر صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كتب الناقد الأدبي والروائي سيد الوكيل يقول : من عجائب الحياة الثقافية في مصر أن تحجب جائزة ساويرس في القصة القصيرة للشباب، من ناحية، وتخلو قاتمة البوكر من أي رواية مصرية، ولكن .. لم لا. وقد عملت المؤسسات الثقافية الخاصة والحكومية على تفريغ الحياة الثقافية عندما اشتغل الإعلام الساذج ليروج للضعيف والأقل قيمة، عندما سيطرت الشلل والتربيطات ودور النشر الأقل وعيا بطبيعة الإبداع بعد أن تحول النشر إلى تجارة رابحة تخدمها قوائم البست سيللر في زمن الرواية وحده ، حتى أن دور النشر ترفض نشر المجموعات القصصية والشعر واي كتاب ابداعي يخرج عن التصنيف الروائي، بماأحبط كتاب القصة، لكن زمن الرواية لم يسفر سوى عن حكايات ساذجة عن الزومبي والفمباير والجن، وتقليد غير فني لزبالة السينما الأمريكية . ورغم كل هذا قرأت خلال الشهرين الماضين عددا لابأس به بين القصة ...والنصوص السردية، وهو فن يستحق الاهتمام يتولد من رحم القصة والسيرة الذاتية والمقال الصحفي، على نحو ما جسدته نصوص وجع الأغاني لسهى زكي.ونصوص رجل الحواديت لآمال عويضة. ويبدو أن هذا الفن الجديد يجد مناخا مريحا في احضان الكاتبات ليصبح فنا نسويا جميلا ومدهشا. من الأعمال القصصية التي صدرت خلال العام 2014 و التي تؤكد أن فن القصة لم يمت وإنما بالعكس هو يكعف على تطوير نفسه كيفا وكما، يعمل بدأب على تجريب اشكال وتقنيات جديدة : وقد قرأتها واحتفظت بها في مكتبتي: كما يذهب السيل بقرية نائمة لمحمد عبد النبي شوارع مجهزة للدهشة لحسام المقدم مؤدب بما يكفي لامرأة لعبد الصبور بدر في انتظار سانتا لشيرين يونس فلول وأنوف لمنة الله سامي شخص حزين يستطيع الضحك لصابر رشدي منزل مليء بالقطط لوسام جنيدي شهوة الملائكة لسعاد سليمان الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة لأحمد مجدي همام نلاحظ أن أغلب القصص لكتاب شباب، فضلا عن عدد من الروايات القصيرة جدا التي هي في حقيقتها قصة طويلة مثل: نرد لتامر عفيفي، التي تفيد من الأمثولة الإليجورية، ويوم يصلح للرحيل لحسام فاروق والتي قدمها بوصفها نوفيللا ظنا منه أن النوفيللا رواية قصيرة أو قصة طويلة بينما هى فن مستقل له سماته وشروطه، وبولاق ابو العلا لفتحي سليمان التي تستفيد من فني البورترية والسيرة المكانية وهكذا فكتاب القصة يجدون لأنفسهم طرائقهم الخاصة في التعبير عن فنهم الجميل عبر أشكال وطرائق محتلفة.. بما يعني أن مستقبل القصة في صعود، لهذا فلدينا علامة استفهام كبيرة عن حجب جائزة القصة في مسابقة ساويرس، وسط صمت تام وتواطؤ أعلامي غريب.. وتظل الملاحظة الأكثر إدهاشا لي هى أن اللجنة التي قررت حجب الجائزة، ليس فيها شخص واحد كتب قصة واحدة في حياته.... طبعا.