أدت الزيادة في التسوق عبر الإنترنت إلى حدوث طفرة هائلة في استخدام الكراتين "الورق المقوى". وفي الكثير من الحالات، تكون الصناديق الكبيرة التي تدفق من مراكز تلبية الطلبات في أوروبا وأمريكا الشمالية لا تحوي في الحقيقة إلا سلع صغيرة فقط، وفقاً لما ورد بوكالة الأنباء "الألمانية". الألمان، وهم مغرمون بالتسوق، لديهم على نحو خاص كره غريزي لوضع أشياء صغيرة داخل صناديق كبيرة، حتى أنه يوجد في اللغة الألمانية مرادف لها وهو مصطلح إزدرائي يعني "التعليب الخادع". وفي حين يتم التسليم الآن بأن نفايات التعليب صارت تشكل مشكلة، يعتقد الخبراء أن كمية الصناديق المصنوعة من الورق المقوى التي تستخدم سوف تستمر في الزيادة. ويقول ميشائيل بومر إن الشركات اللوجستية لا يعنيها أن بوابة الشحن الإلكترونية تستخدم صناديق كبيرة للغاية للمواد التي تحتويها. وبومر هو باحث في معهد فراونهوفر لتدفق المواد واللوجستيات في دورتمود بألمانيا. وهناك عامل آخر وهو النفقات، بحسب انجمار بوكمان وهو خبير لوجستيات في الرابطة التجارية الألمانية للتجارة الإلكترونية والبيع عن بعد. وقال بوكمان إن استخدام حجم واحد من الصناديق أرخص لبوابات التسوق من أن تشتريها بالجملة وتوفر المال لأن الأمر سوف يتطلب فقط شراء نوع واحد من ماكينات التعليب. وتشير التقديرات إلى أن جميع صناديق الشحن الإلكتروني ممتلئة إلى النصف فقط، بل تبين لإحدى الدراسات وجود صناديق ممتلئة بنحو 20% فقط من حجمها. وفي حالات صارخة، مثل نقل قطع الغيار، تكون نسبة امتلاء الصناديق 5%. ويعني هذا للشركة التي ترسل الطلبية تحمل تكاليف إضافية لشراء مواد لملء المساحات الفارغة من الصندوق. ويقول بومر إن بعض الشركات تستخدم اوراق مجعدة رخيصة ولكن هناك شركات أخرى تملأ الصناديق بشرائح فوم عالية الجودة. وفي عام 2011 تم تداول 7,15 مليون طن من ورق التعليب في ألمانيا وحدها ولكن لم يكن كله مخصصاً للتسوق الإلكتروني. ولكن هناك بدائل أخرى لاستخدام الورق المقوى، بحسب إيفا ستوبر من مراكز التجارة الإلكترونية وهي رابطة تقدم معلومات بشأن التجارة الإلكترونية. إذ يستخدم الآن العديد من محال بيع الأزياء بالتجزئة حقائب لإرسال الملابس كما تستخدم محال بيع الأغذية بالتجزئة أسلوب تعليب قابل لإعادة الاستخدام أكثر من مرة.