بدأت صناعة الألومنيوم في دول مجلس التعاون في وقت مبكر وباتت من أهم الصناعات التحويلية التي تبنتها دول المجلس كخيار استراتيجي بعد صناعات النفط والبتروكيماويات، نظراً إلى دورها المهم والفاعل في دعم القطاع الصناعي وتطويره، والنهوض بالاقتصاد، وفي ضوء ذلك قدّر خبراء استثمارات منطقة الخليج في صناعة الألومنيوم، ب30 مليار دولار، ويُتوقع أن تصل إلى 55 مليار بحلول عام 2022، نظراً إلى خطط التوسع المقبلة في مصاهر الألومنيوم والمشاريع الجديدة في هذا المجال. وأشار الخبراء إلى أن الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي نفذت خلال الأعوام العشرة الماضية، استراتيجيات طويلة الأجل تهدف إلى تطوير صناعة الألومنيوم في المنطقة، حتى باتت في وضع يؤهلها لتصبح من المناطق الرئيسة المصنّعة لمنتجات الألومنيوم في العالم. وينطوي مجمع صناعي متكامل للألومنيوم يُبنى حالياً بالشراكة بين "ألكوا"، وشركة التعدين العربية السعودية "معادن"، وحده، على استثمارات ب10.5 مليار دولار. ويتطلع إلى مزيد من المستثمرين الأجانب إلى العمل في قطاع الألومنيوم في منطقة الخليج، نظراً إلى رخص الغاز فيها، إضافة إلى موقعها الجغرافي الإستراتيجي، إذ تستورد أوروبا حالياً نحو 6% من احتياجاتها من الألومنيوم من هذه المنطقة. وفقاً لما أوردته صحيفة "الحياة" أن السعودية والإمارات من أكبر أسواق الألومنيوم في منطقة الخليج. وتنتج عمليات الصهر في شركتي "دبي للألومنيوم المحدودة" "دوبال" و"الإمارات للألومنيوم" في أبوظبي نحو 1.8 مليون طناً سنوياً، أو40 % من إنتاج هذه المادة في الشرق الأوسط. ففي عام 2000 بلغت حصة مجلس التعاون الخليجي من الإنتاج العالمي للألومنيوم 1.8 مليون طن سنوياً، وبحلول عام 2008، ارتفعت إلى 2.2 مليون طن، يمثل 5.4 % من الإنتاج العالمي. ورجّح خبراء استمرار ارتفاع الإنتاج إلى 6 ملايين طن سنوياً عام 2015، و9 ملايين عام 2020، لتشكل اكثر من 13% من الإنتاج العالمي. وأكد محمود الديلمي، الأمين العام للمجلس الخليجي للألومنيوم الكشف عن مزيد من فرص الاستثمار في هذا المجال على مستوى المنطقة خلال معرض "ألومنيوم دبي" الذي سيُعقد في دبي في مايو/آيار المقبل. ويُعتبر المعرض، النسخة المحلية من سلسلة نشاطات صناعة الألومنيوم التي تنظمها شركة "ريد للمعارض"، والتي تتضمن أيضاً "ألومنيوم الهند" و"ألومنيوم الصين" و"ألومنيوم ألمانيا". وأشارت دراسة ل "منظمة الخليج للاستشارات الصناعية"، إلى أن دول المنطقة تنفذ حالياً مشاريع إنتاج عملاقة بطاقات واستثمارات ضخمة. ولفتت إلى أن سلطنة عُمان انتهت من إنشاء مصهرها في منطقة صحار، وقطعت قطر أشواطاً متقدمة في إنشاء مصهر "قطالوم"، وتنفذ الامارات مشروعين كبيرين تقدر طاقتهما ب1.3 مليون طن، كما تعمل السعودية على تنفيذ مشروعين ضخمين طاقتهما نحو 1.4 مليون طن. وبلغ عدد المصانع العاملة في صناعة الألومنيوم في دول مجلس التعاون الخليجي عام 2008 نحو 886، أما عدد العاملين في صناعات الألومنيوم البالغ نحو 63.6 ألف عامل فيشكل نحو 6.5% من العاملين في الصناعات التحويلية. واستطاعت منتجات هذه المصانع تغطية القسم الأكبر من احتياجات السوق المحلية ومتطلباتها. وتوقع خبراء أن يتابع حجم الطلب العالمي على الألومنيوم نموه في المستقبل، بما لا يقل عن 5% سنوياً، ليبلغ 70 مليون طن عام 2020.