بيروت: صدر مؤخرا عن دار الساقي كتاب "تاريخ القراءة" لمؤلفه آلبرتو مانغويل. ويوضح نظام مارديني بصحيفة "المستقبل" اللبنانية أن الكتاب يقتفي آثار النصوص المكتوبة والمقروءة والمطبوعة عبر مختلف العصور التاريخية، ومن خلال نخبة من عظماء العالم الذين كانوا يحبون القراءة مثل أرسطو، ولوفكرافت، وابن الهيثم، وماريا المجدلية، والقديس أوغسطينس، وريلكيه، وغيرهم كثيرون يعتبرون القراءة مفتاح العالم. يتوقف مانغويل عند بابل، ملحمة كلكامش، ويتحدث عن الاسكندرية التي أسسها الاسكندر الكبير عام 331 قبل الميلاد، وأصبحت مجتمع "متعدد الثقافات"، يرى في الكلمة المكتوبة تجسيداً للحكمة والقوة "من يستطع أن يقرأ ير ضعف ما يراه الآخرون"، بحسب ما كتبه الشاعر الأتيكي مناندر في القرن الرابع ق.م. ربما كانت هواية مؤسس المدينة هي السبب الذي جعل الاسكندرية مدينة عاشقة للقراءة. كان فيليبس المقدوني، والد الاسكندر، قد عين أرسطو معلماً لابنه، فأصبح الاسكندر الكبير يفضل تعاليم معلمه أرسطو "عاشقاً مولهاً لجميع أشكال التعلم والقراءة"، وخلال إحدى رحلات الاسكندر عبر آسيا العليا "عانى من قلة الكتب"، مما جعله يأمر أحد قادة جيوشه بإحضار بعض مواد للقراءة، كان من بينها تاريخ فيليستوس، وسلسلة من مسرحيات يوريبيديس، وسوفوكليس، واسخيلس، الى جانب أشعار تلستس وفلكسينوس. ومن المحتمل أن دمتروس من فالريون (عالم أثيني) هو الذي اقترح على خلف الاسكدر، الملك بطليموس الأول، تشييد مكتبة الاسكندرية التي شهرت المدينة الى درجة أن المؤرخ أثينايوس وبعد مرور 150 عاماً على تدمير المكتبة، لم ير حاجة لوصف المكتبة الى قرائه: "ما يتعلق بعدد الكتب وتجميعها وبالمجموعات الموجودة في قاعة المتاحف... لماذا يجب عليّ ذكر كل هذه الأمور. إنها ماثلة في ذاكرة الجميع". ويروي مانغويل قصة الأمير الفارسي الذي كان يصطحب مكتبته المؤلفة من 117.000 كتاب على ظهر قافلة من الجمال مصنفة بحسب الأحرف الأبجدية ومن غير أن ننسى حكاية أكبر سارق للكتب في العالم، الدوق ليبري، أو قصة عمال التبغ في كوبا الذين يحبون الاستماع الى قراءة الكتب مما يجعلهم يطلقون أسماء أبطال الروايات الأدبية على أنواع سيجارهم.
