أقامت هيئة الكتاب برئاسة د.محمد صابر عرب احتفالية خاصة بذكرى ميلاد عميد الرواية العربية "نجيب محفوظ" تحت إشراف حلمى النمنم نائب رئيس الهيئة ويوسف القعيد رئيس تحرير سلسلة "نجيب محفوظ" التى تصدرها هيئة الكتاب شارك في الندوة كل من احمد الحضرى – د.خالد عاشور- د.سامى سليمان- شعبان يوسف- د.عادل عوض وأدارها د.حسين حمودة وتحدث كل منهم عن كتابه الصادر فى السلسلة ، وقد حضر الاحتفالية لأول مرة كريمتا نجيب محفوظ فاطمة وأم كلثوم. وتحدث احمد الحضرى عن كتاب هاشم النحاس "يوميات فيلم" الذى تناول فيه رائعة نجيب محفوظ "القاهرةالجديدة" التى تحولت لفيلم بعنوان "القاهرة 30" الذى استغرق إعداده حوالى سنة ونصف وهاشم النحاس يذكر فى الكتاب ما حدث منذ كتابة الفيلم والإعداد له وما حدث أثناء التصوير يوما بيوم حتى عرض الفيلم واهتمامه بالتفاصيل الدقيقة وتناوله لإعداد الملابس والماكياج حيث يعد الكتاب مرجعا لوقت إعداد الفيلم الذى يعد من كلاسيكيات السينما المصرية فقد اهتم هاشم النحاس بان يتضمن الكتاب كل التفاصيل المهمة وهو دراسة وافية قيمة لا مثيل لها فى الكتاب العربى فلم يكتب احد يوميات فيلم ،ويجب أن يدرس هذا الكتاب فى معهد السينما وأضاف احمد الحضرى أننا إذا أردنا تحسين وضع السينما المصرية الآن يجب أن نحول روائع الأعمال الأدبية إلى أفلام بدلا من الاعتماد على القصص الأجنبية التى تسببت تأخر السينما فى الوقت الحالى. وتحدث د.خالد عاشور عن كتابه "البحث عن زعبلاوى الحركة النقدية حول نجيب محفوظ" وقال : على كثرة ما كتب عن نجيب محفوظ وأدبه من كتب ودراسات فان البحث فيما دار حوله ظل بعيدا عن نطاق تلك الدراسات، ،وعنوان هذا الكتاب هو استعارة من أدب نجيب محفوظ نفسه ففى نهاية قصته الشهيرة زعبلاوى التى كتبها عن نفسه بشكل رمزى يقول محفوظ على لسان بطلها :"على أن أجد زعبلاوى" وهذه الجملة التى تعبر عن حال تلك الكوكبة من النقاد الذين وضعوا أدب نجيب محفوظ غاية لهم وكأن كل واحد منهم يقول "على أن أجد الوجه الحقيقى لأدب ذلك الكاتب "،والكتاب يعرض أهم مبادئ الحوار النقدى الذى دار حول نجيب محفوظ على مدار حياته الإبداعية فعقب صدور الثلاثية والكتابات النقدية تتزايد عنه ومع تطور فن نجيب محفوظ الروائى والقصصى تكاثرت الدراسات النقدية عن أعماله وتوزعت فى أكثر من اتجاه واختلفت باختلاف منظور الرؤية وزاوية النظر ،والفصل الأول من الكتاب يتناول بواكير الحركة النقدية حول أدب نجيب محفوظ ،ثم يعرض للمسالك النقدية التى سار فيها النقد المحفوظى ثم مرحلة الإبداع الروائى وبعد مرحلة الثلاثية ومرحلة أولاد حارتنا والحرافيش يتوقف الكتاب عند المرحلة الأخيرة من إبداع محفوظ الروائى التى وظف فيها محفوظ التراث التاريخى والاسطورى للتعبير عن قضايا الواقع المعاصر وأسئلته الكبرى . وقال د.سامى سليمان عن كتاب "من يحكى الرواية السارد فى المرايا" ، أن رواية المرايا لها أهمية كبيرة فى مسير ة نجيب محفوظ وينقسم الكتاب الى عدة فصول صغيرة "السارد وفضاء النص"،" السارد وتحولات الضمير "،"تعميم صوت السارد"، "السارد والمعرفة" ،"السارد والمسافات "،"السارد بين مسألة التذكر والنسيان وقال شعبان يوسف: أن نجيب محفوظ فى الفترة من 1930 حتى 49 19كان يكتب المقالات التى تدور فى فلك فلسفى ولم تكن تأسست مقالاته جماهيريا أو فكريا وكان يكتب المقالات فى "المجلة الجديدة" ولم يكن يحرص على توقيع الروايات أو المقالات ، بعد ذلك بدأ كتابة القصة وحصل على جائزتين عن روايتى رادوبيس وكفاح طيبة سنة 49 19ثم بدأ الإعلان عن رواياته فى الأهرام ،وقال شعبان يوسف إن نجيب محفوظ كان محمية ثقافية كما كان قامة كبيرة وقد تعاملت معه ثورة يوليو بحذر شديد . وعن كتاب "تعدد الأصوات فى الرواية المحفوظية" تحدث د.عادل عوض " وقال أن نجيب محفوظ ملأ الدنيا وسيشغل الناس لفترة طويلة ،وقد كتب رسالة الدكتوراة عن "قصة الأديان فى الأدب العربى وكانت حول رواية نجيب محفوظ " أولاد حارتنا " ،وقال انه لو طغى الجانب العلمى على الحياة لانهارت البشرية ،ولو طغى الجانب الروحى لأصبحنا مجاذيب وهذا هو ما دارت عنه الرواية كل الشخصيات لها الحق فى التعبير عن وجهات نظرها ولكن الحقيقة نسبية ويتحدث الكتاب عن تسعة أعمال لنجيب محفوظ منها " ميرامار" ، "قشتمر" ، و" حديث الصباح والمساء" ، وتعدد الأصوات فى أدب نجيب محفوظ يتجلى فى تناول وجهات نظر وشخصيات مختلفة دون حدوث اى لبس بينها وعرض المشاهد من وجهات نظر مختلفة. وتحدث د.محمد على سلامة عن" البعد الدينى فى كتابات نجيب محفوظ "من خلال كتابه "الشخصية الدينية فى إبداع نجيب محفوظ" وهو الكتاب الصادر فى سلسلة نجيب محفوظ ويتناول موقف نجيب محفوظ من الدين ،وأضاف أن أدب نجيب محفوظ يمثل الوعى الجماعى للطبقة التى ينتمى إليها ويمكننا أن نصل للرؤية الموجودة فى عقله من خلال إبداعه الادبى وهو فى الحقيقة تجميع من العمل الادبى نفسه و الكتاب يسير عبر المراحل الأدبية لأعمال نجيب محفوظ . وقال هاشم النحاس: كان نجيب محفوظ مثالا للتواضع و هذا التواضع هو سر أعماله العظيمة ،وأضاف فى عام 1971 أعلن عن مسابقة للكتاب وكتبت دراسة عن علاقة الرواية بالسينما فى أعمال نجيب محفوظ فهو أول أديب كتب للسينما مباشرة سنة 45 19فيلم " مغامرات عنتر وعبلة" ثم "المنتقم" ،والأفلام التى ترتبط باسمه تمثل اكبر عدد لما كتبه الأدباء للسينما وصلت الآن إلى 5 6 فيلما ،ونجيب محفوظ هو الذى وضع البصمة الأساسية للسينما فى مصر كما وضع بصمة الرمزية وتحولت السينما المصرية على يده تحولا كيفيا وتطورت إلى مستوى أرقى من المستوى السابق فكتاباته الأدبية هى التى حولت السينما للاتجاه الواقعى وقد صنع مجدا لكل من عمل معه فى فيلم من الأفلام ،ويتحدث الجزء الأول من الكتاب عن حجم دور نجيب محفوظ فى السينما ،والجزء الثانى عبارة عن دراسة حول علاقة البناء الروائى بالسينما من خلال البناء الروائى نفسه والبناء السينمائى وكيفية تحويل الرواية إلى فليم ،أما الجزء الثالث فهو تحليل فنى لرواية بداية ونهاية وتطبيق الدراسة عليها ، والجزء الأخير دراسات متفرقة عن الحوار فى الفيلم ومقارنته بالرواية أو شخصية ما ومقارنتها بالرواية . وأخيرا قال يوسف القعيد رئيس تحرير سلسلة نجيب محفوظ أن الكلام عن هذه السلسلة بدأ بينى وبين الراحل د.ناصر الانصارى فى 2005ثم اتفقنا على السلسلة وأتمنى استمرارها وكنت ضد إعادة طبع الكتب حتى لا تصبح سلسلة إعادة طباعة الكتب .