أطلقت نحو مئتَي منظمة إنسانية بينها وكالات أممية الاثنين نداءً عاجلًا لتقديم 2,3 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2024، محذّرةً من "عواقب وخيمة" في حال تعثّر تأمين التمويل اللازم. ويأتي ذلك عشية انعقاد اجتماع لكبار المسؤولين الأوروبيين في بروكسل لبحث الوضع الإنساني في اليمن الغارق منذ 2014 في نزاع تسبب بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق الأممالمتحدة. وجاء في بيان مشترك وقّعته 188 منظمة إنسانية بينها وكالات الأممالمتحدة ومنظمات غیر حكومیة دولیة ومنظمات المجتمع المدني في الیمن "تم الحصول على تمویل قدره 435 ملیون دولار أميركي فقط من متطلبات خطة الاستجابة الإنسانیة في الیمن لعام 2024 البالغة 2,7 ملیار دولار أميركي، ما یترك متطلبات غیر ملبّاة تبلغ 2,3 ملیار دولار أميركي". ودعت المنظمات المانحین إلى "معالجة فجوات التمویل القائمة بشكل عاجل"، معتبرةً أنه "سیكون للتقاعس عن العمل عواقب وخیمة على أرواح النساء والأطفال والرجال في الیمن". ویحتاج 18,2 ملیون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، إلى مساعدات في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، وفق الأممالمتحدة. واندلع النزاع في 2014 مع سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. في العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة اليمنية، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى لأسباب مباشرة أو غير مباشرة، بينها الجوع والمرض ونقص مياه الشرب ودفع كثيرين إلى النزوح. ورغم انتهاء مفاعيل هدنة أُعلنت منذ أكثر من عامين، لا تزال حدّة المعارك منخفضة بشكل ملحوظ. وأكدت المنظمات أن نقص التمويل يشكّل "تحديًا أمام استمراریة البرامج الإنسانیة، ما یتسبب بتأخیر وتقلیص وتعلیق برامج المساعدات المنقذة للأرواح". وأضافت أن هذه التحدیات تنعكس "أضرارًا مباشرة على حیاة الملایین الذین یعتمدون على المساعدات الإنسانیة وخدمات الحمایة من أجل البقاء على قید الحیاة" محذّرةً من أخطار تهدد اليمنيين مثل "تزاید انعدام الأمن الغذائي، وخطرزیادة معدلات سوء التغذیة. وانتشار الكولیرا".