من قلب القاهرة , وحينما يشتد غبار الظلم ليعمي الأعين وتتناثر حمى الفساد والتطرف، تظهر من خلف السحاب ملامح دولة عريقة ، تقف صامدة فى وجه الرياح وتسبح وحدها بخوف وحذر فى طريق مظلم أملاً فى نقطة ضوء وشعاع أمل. لأكثر من خمسة وثلاثين عامآ وهى تقاوم ظلام الجهل وخفافيش الفساد بآمال الغد وأحلام البسطاء وأناشيد العيش والحرية والعدالة الإجتماعية. وحينما تكالبت قوى الغرب وأطماع الإستعمار على تاريخها ومواردها وتناسى العملاء والخونة والأعداء حضارتها وعراقتها ، لم يدركوا أن هناك من يصارع قوى الظلام بشعاع النور، وبقيت وحيدة وسط زوابع الخارجين من كهوف التخلف ومستنقعات الفساد. تلك الدولة العريقة تعيش اليوم بصمت يسبق العاصفة ، لتلقي عن كاهلها عصور الفساد وأمراض الجهل وأعراضه ، لتمضي قدمآ بخطوات ثابتة وتطلعات مشروعة لإستعادة مكانتها وريادتها للمنطقة في مواجهة أباطرة الفساد وعبدة الجاه والسلطان وأصحاب المال والسطوة والنفوذ الذين إتحدوا وتحالفوا مع خفافيش الظلام الهاربة من كهوف الجهل والتطرف وعقود الإضمحلال الفكري وعقول التفكير الرجعي ... ليكونوا نتيجة إبرام هذا العقد الشيطاني إمبراطورية من الظلام ومرتع للفساد. لقد آن الآوان لكي نفترس ونفتك بهذا التحالف قبل أن يمزقوا أوصال الوطن ويجهضوا أحلامنا وآمالنا وتطلعاتنا لمصر القادمة. سيدي الرئيس : ترددت كثيراً قبل كتابة هذه السطور الكاشفة للواقع المرير الذي نعيشه ، وتردّدت أكثر أمام تلاحق الأحداث المتشبعة بالسواد وأمام الأحداث المأساوية التي تنهال يومياً وكل حين على باقي أيّامنا الموزعة بين شقوق الخراب وممرّات بشاعة الصور والإنتهاكات التي تنهش الكرامة وتفترس الجفون وتدمر الأجساد. وأنا أتساءل : هل أنجزنا ثورة أم أنّها وهم وسراب؟!!. سيدي الرئيس : لقد تراكمت المظالم والتجاوزات في بلدي تراكم النفايات أمام حالة العجز والهوان التي أصابت تفاصيل حياتنا فجعلتنا لا ننتبه لأناس يقاتلون من أجل رفعة البلاد لينصرون المظلوم .. وليتصدوا للاهمال ويطلقون الرصاص على كل الرداءات وعناوين القهر والإذلال .. أناس طيبون رغم بؤسهم.. بسطاء رغم الجوع والحرمان. سيدي الرئيس: لست من المتملقين وأصحاب المصالح ، ولست من المتاجرين بالإعلام ، أنا مصرية من ابناء هذا الوطن لحقني من الظلم والقهر والترهيب ما لا تتخيله الأذهان .. لأني إخترت الوقوف في زمن السقوط .. أنا مواطنة كثيراً ما وعدوني بالحرية والأمان .. مواطنة تجلدها الوعود ويصفعها الإنتظار .. مواطنة تحلم بالعدل والكرامة .. مواطنة لا تطلب المستحيل ، فقط أطلب شيئا من الحرية .. شيئاً من العدالة ... شيئاً من الإنسانية. سيدي الرئيس: هنا في وطني هموم ثقيلة ومظالم كثيرة وتجاوزات فضيعة حتى أن الضمير الإنساني يصرخ لا أصدق ما أرى. لا أدري من أين أبدأ الكلام وكلّ القضايا متعبة ثقيلة؟ !!. سيدي الرئيس: هنا في هذه الدولة التي دمّرها التجاهل والنسيان أشخاص تضخمت ثرواتهم سرطانياً وأمسوا في ظرف وجيز من أصحاب الملايين والعقارات والأراضي الشاسعة والقصور الفاخرة والسيارات الفارهة والذين أثروا على حساب آلام البؤساء، وحتى إنّ عمل هؤلاء على طمس معالم جرائمهم فإنّ القاعدة القانونية تقول : من أين لك هذا ؟ .. لكن مازالوا كغيرهم من لصوص البلاد ينعمون بما نهبوه وغنموه سنوات الإستبداد والفساد. سيدي الرئيس: أعلم أنك تحارب الفساد والإستبداد، ولكنه تطور وأصبح إمبراطورية للظلام ومستنقع من الإستبداد والإرهاب. سيدي الرئيس : سوف أحمل لك هموم وطني تحت عنوان هذا المقال "إمبراطورية الظلام" !!.