لم تتخيل "نسرين" انها ستذهب إلى محكمة الأسرة يومًا حيث كانت تتمنى أن تعيش حياة زوجية هادئة مثل أي زوجة، تحملت زوجها برغم كل مساوئه ليس لانها تحبه ولكن لأنها تعلمت أن الزوجة تتحمل كل شيء من أجل أبنائها، ولكن فاض الكيل بها بعد أن فقد زوجها اتزانه وعقله وأصبح مهووسًا بكل ما هو منحرف ولم يعد الزوج أو الأب المناسب لتربية ابنائهما، فطلبت منه الطلاق لكنه رفض فقررت اللجوء إلى محكمة الاسرة حتى تنهي مأساتها معه بالخلع. أمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بالزيتون ، جلست الزوجة المغلوبة على أمرها "نسرين.ع" 28 سنة ربة منزل ، تطلب التقدم بدعوى خلع ضد زوجها "م.ر" 45 سنة موظف بأحد المصانع الكبرى، بعد زواج استمر 7 سنوات وأثمر عنه ثلاثة أبناء في عمر الزهور، وهي تقول بدموع عينيها : زوجي أصابه الجنون وكلما مرت الايام يزيد في انحرافه الاخلاقي ويبتعد أكثر عن الله والطريق الصحيح ، إدمان المخدرات والترامادول سلباه عقله، وأصبح لا يفكر إلا فى كل شيء خاطئ ، إما تعاطي المخدرات أو مشاهدة الأفلام الاباحية ، وفي البداية كان يفعل ذلك دون علمى لكنه مع مرور الوقت أصبح يطلب مني أن أشاركه كل أفعاله ، حتى اصبحت الحياة معه مستحيلة! طالما كنت اتمنى أن اكون مثل كل زوجة عادية، فأنا تربيت بين أحضان أسرة بسيطة الحال، علمنى والداى معنى المسئولية وتحمل المتاعب والصعاب، فقد كانت أحوالنا المادية صعبة للغاية ، وتعب أبى في توفير قوت يومنا وتعليمنا أنا واشقائى الثلاثة الاصغر منى، حيث ان دخله كان محدودا وكانت امى تساعده بقدر استطاعتها ، وتعلمت من بيتنا الصغير معنى الاسرة والاخلاص والحب، واعتقدت خطأ انى سوف اجد نفس الصورة فى بيتى الخاص! تقدم "م" للزواج منى وكنت فى السنة الاخيرة من الجامعة ، ورغم أنه كان يكبرنى بأكثر من 15عامًا ، لكن كان دخله جيدا ويمتلك شقة متوسطة الحال وظروفه المادية تسمح له بالزواج ، ووافق والدى فورًا خاصة انه لم يحمله الكثير من تكاليف زواجنا ، ولانى كنت فتاة صغيرة وهادئة الطباع لا اعرف الكثير ولم افكر يومًا ان اعيش حياة المراهقين ، فقد كنت سعيدة بخطوبتى له بشدة وانتظرت بفارغ الصبر حتى أنهى دراستى لإتمام مراسم زواجنا! وفور تخرجى من الجامعة تم الزواج ، وزادت سعادتى عندما انجبت ابنتى الكبرى، ورزقنا الله بعدها بابنى الثانى ، وبعد أن كانت حياتنا هادئة الى حد كبير ، بدأ زوجى يظهر على حقيقته ويتعرى من صورة الزوج المحترم الخلوق ، فوجئت بأنه يتعاطى المخدرات بعد أن وجدت معه شرائط الترامادول وسجائر الحشيش ، سألته فلم ينكر بل اعترف ببجاحة شديدة بأنه مدمن لهذه المواد المخدرة وان هذا ليس من شأنى! بكت الزوجة المكلومة "نسرين" وهى تكمل كلامها قائلة : صبرت عليه ودعوت الله له بالهداية والابتعاد عن هذا الطريق ، وحاولت إقناعه بأن هذه الاشياء تجلب الفقر إلى البيت واننا بحاجة لكل جنيه يدخل إلى جيبه خاصة انى كنت حامل فى ابننا الثالث ، لكنه لم يستمع إلى كلامى واستمر فى طريق الضياع ، كل يوم يمر وزوجي يتعاطى هذه الاشياء كان يغير من طباعه اكثر ويزيد من هوسه ، فأصبح عصبي المزاج ويهيننى بأبشع الالفاظ والشتائم على اتفه الاسباب وامام ابنائنا الصغار، واصبح يمد يديه بالضرب بسبب وبدون سبب ، ويطلب حقوقه الشرعية بطريقة تخالف ما حلله الله ، حتى اكتشفت الكارثة الاخرى، بان زوجى كما ادمن المخدرات ادمن مشاهدة الافلام الإباحية على هاتفه المحمول ، كما إنه يتعرف على الساقطات والمنحرفات على الإنترنت! جن جنونى ونشبت المشاكل بيننا، لكن كنت أحاول التكتم على مشاكلنا والصبر عليه محاولة منى للتعديل من حاله ، لكن اعتقد زوجى انى بصمتى وافقته على افعاله ، حتى بدأ يحاول إغوائى بأن أشاركه أفعاله المشينة ، وبدأ يطلب منى ان ادخن سجائر الحشيش ، بالطبع رفضت لكنه أمرنى وتعدى علي بالضرب وخوفًا على ابنائى ان يستيقظوا على صوت شجارنا فقد وافقته، وبدأت مأساتى تزداد معه والفجوة بيننا تتسع. كانت سعادة زوجى بأنه تمكن من السيطرة على ، وفهم جيدا أن ابنائى هم نقطة ضعفى وخوفى من انهم يشعرون بأنه يضربنى أمامهم كان ذراعي الذى يلويه دائمًا ، فبدأ يستغل هذا الامر كان ينتظر حتى ينام ابناؤنا ، ويبدأ فى سلسلة التعذيب اليومية لى ، إجبارى على تناول المخدرات معه ومشاهدة الافلام الإباحية ايضا ، واستمر الحال السيئ هذا . تارة اصرخ فى وجهه ويتعدى على بالضرب حتى تنهار قواي، وتارة استسلم له حتى لا يتسبب فى خوف ابنائى وإثارة ذعرهم ، حتى مر اكثر من عام على مأساتي ، وبدأت اشعر بأنى انهار من داخلى وانى لم أعد زوجة محترمة أو أم لأبنائى يمكن أن تربي او تعلم فى بيئة دينية جيدة ، فاستجمعت قوتي وطردت فكرة الخوف من الطلاق من عقلي ، خاصة انى لا اخرج للعمل وليس لى مصدر رزق ، لكنى قلت ان اصبح بمفردى أحاول جاهدة أن أربى ابنائي، افضل من أن اظل تحت وطأة هذا الزوج الذى زاد جنونه وأصبح يطلب منى كل ما يخالف شرع الله وانجرف معه فى هذا التيار اكثر من ذلك. وقفت فى وجهه وطلبت الطلاق ، وخيرته إما ان يتغير ويصبح انسانا جديدا ويطلب المغفرة من ربه ويقلع عن كل أفعاله السيئة، أو يطلقنى ويسلك كل واحد منا فى دربه ، لكنه رفض أن ينفذ ايا من الامرين ، واعتقد بأنى أهدده ليس اكثر من ذلك لانه يعلم جيدا ظروف أسرتي الصعبة وانى اعتمد عليه كليا ، وراح يتعدى علي من جديد بالضرب والإهانة ، وكانت آخر ليلة بينى وبينه ، وفى صباح اليوم التالى بعد نزوله للعمل، حملت ابنائى واسرعت الى منزل اسرتى واخبرتهم بكل شيء، وطلب والدى منه أن يطلقنى لكن زاد العند فى عقل زوجى ورفض وهددنى بالإيذاء اذا لم اعد الى بيت الزوجية بالابناء! لم أجد حلا بعد أن انتظرت فى بيت اسرتى لأكثر من شهرين دون نفقة أو طلاق سوى محكمة الاسرة ، وجئت لأتقدم بدعوى بالخلع حتى اتخلص من هذا الزوج الشيطان وابدأ حياة جديدة ، اخرج للعمل وأربي ابنائى! أنهت الزوجة كلامها أمام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية وفى اولى جلسات محاولات الصلح، حضر الزوج الذى حاول إنكار كل ما قالته الزوجة ، وادعى بانها زوجة غير مطيعة لزوجها ، وان المشاكل بينهما كثيرة لانها تريد أن تترك منزل الزوجية وتذهب الى بيت اسرتها ، وانه يدخن الحشيش لكنه لا يجبرها على شيء! لكن اقسمت الزوجة على صحة كلامها امامه فى مشهد يدمي القلوب وهى تذرف الدموع من عينيها ألمًا على خراب بيتها وتقول"حسبى الله ونعم الوكيل"! وقد فشلت كل محاولات الصلح بينهما لإصرار الزوجة على طلب الخلع ونفقة لابنائها الصغار ومسكن حضانة، وتمت إحالة الدعوى إلى المحكمة للفصل فيها!