في إحدى حلقات برنامجه الشهير "العلم والإيمان" عام 1985، وكان يذيعه التليفزيون المصرى، قال المفكر الكبير الراحل الدكتور مصطفى محمود عن الدول المتأخرة: "الدول إللى عايشة فى الإنقلابات والتخلف والظلم والقهر، هتتسع الفجوة بينها وبين الدول الأوروبية المتقدمة لدرجة أن المسافة هتبقى زى المسافة بين القرود والبنى آدمين، يعنى هذه الدول هيتحول سكانها لمجموعة نسانيس بالضبط بالنسبة للمجموعة المتقدمة من العالم، عايشين نسانيس، عايشين فى تخلف، وعمالين يتخانقوا مع بعض". تابع قائلاً: "وبعدين مش هيكون عندهم العذر إللى دايماً بيرددوه، أصل الاستعمار، أصل الإستغلال، أصل إحنا كنا أمم مطحونة، حتى العذر دا مش هيبقى موجود لأن الدول المستعمرة هتستغنى خالص عنا، هتستغنى عن البترول لأنه هيطلع بدائل تانية، هتستغنى عن كل الثروات دى، ويسيبونا زى النسانيس على الشجر نتخانق، والعلم هيفتح مجالات لهذه الدول المتقدمة تستغنى عنا تماماً". أضاف: "بالنسبة للدول المتخلفة، بالرغم من السلام، المستقبل ليس وردى مطلقاً، المستقبل خطير، يعنى ممكن أن تتحول هذه الدول إلى جزر متخلفة وبعدين تنقرض زى قبائل الإنكا والهنود الحمر، فالمستقبل خطير ومش بسيط ومفيش إختيار أمامنا، لا بد من اللحاق بركب العصر، واللهاث خلف كل جديد والعمل والعرق". قال أيضًا:"تلاقى فى الوقت دا ناس ملهومش لا حظ من العلم ولا حظ من الأخلاق كمان، يبقى لا علم ولا أخلاق، نازلين فى بعض قتل، طب على الأقل فاتنا العلم ما يصحش تفوتنا الأخلاق". واختتم حديثه قائلاً: "أرجو أن يكون الكلام دا صيحة نذير وجرس إنذار بالمستقبل الذى يهدد كل أمة كسلانة، ومتخلفة وعايشة فى الأحلام والصراعات والإنقلابات، وبقول جه الوقت أنها تفوق وإلا هيفوت الوقت". مرت سنوات طويلة على كلام المفكر الكبير، ويبقى السؤال: "إحنا فين، هل إقتربنا من عصر النسانيس، أم أننا نستطيع بالعلم والعمل والعرق والضمير والأخلاق اللحاق بقطار الأمم المتقدمة؟!". تتكشف الحقائق فى الأيام المقبلة، والمكانة التى نستحقها، وأتمنى ألا نكون فوق الشجر مع النسانيس!. سيد عبد الخالق