العلي اسم من أسماء الله الحسني. قال تعالي في سورة "البقرة الآية 255" "وهو العلي العظيم".. وفي سورة "الحج الآية 62" "وأن الله هو العلي الكبير".. وورد في سورة "لقمان وسورة سبأ. وفي سورة غافر.. "فالحكم لله العلي الكبير".. وفي سورة الشوري: "وهو العلي العظيم" وقوله تعالي في نفس السورة "إنه علي حكيم". والعلي اسم من أسماء الله الذي لا يساويه شيء في الشرف والمجد والعزة. اسم ينزه الله عن كل نقص وعيب. قادر لا يقهر. والكل خاضع له. وهو المتصرف دون غيره. يقول بعض العلماء: إن العلي هو الذي لا تدرك ذاته. وتكبر عن القصور صفاته.. وقال آخرون: هو الذي تاهت الألباب في جلاله. وعجزت العقول عن وصف كماله. والعلي صفة تشمل كل ما يليق بالله سبحانه جل وعلا. وما يليق بالصفات العُلا. ولا توجد مرتبة عُليا شريفة مهما ارتفعت إلا وتعالي الله سبحانه وتعالي عليها. وارتفع فوقها. والارتفاع والعلو ليس ارتفاعاً مكانياً محسوساً. وإنما الارتفاع والعلو خاص بذاته سبحانه. بعيد عن التحديد والمكانية. يقول تعالي في سورة الأنعام: "وهو القاهر فوق عباده" وفي سورة النحل: "يخافون ربهم من فوقهم". والإيمان بأن الله هو العلي المعبود خارج عن نظام الحادثات ويأباها ويتنزه عنها. وأن الله له الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله. يبعث في نفس العبد السكينة والاطمئنان. ولا يلجأ إلا إليه في طلب الخير ودفع الأذي وهو وحده القادر علي النفع والضُر. حينئذي يعتز الإنسان بنفسه ولا يخاف في الله لومة لائم. ولا يقبل الظلم ويأبي أن تصغر نفسه لغير الله. ويرقي أخلاقياً وشخصياً ويرتفع في نظر الناس ارتفاعاً نسبياً ويكون قريباً من منزلة مَن اصطفاهم الله من عباده الصالحين والأنبياء المرسلين.. تعالي الله العلي العظيم علواً كبيراً. وتنزه عن الصفات البشرية البصرية. تعالي بفضله وقدرته وعطائه ونعمه.. باعث الحياة وسكون الموت.. والثواب والعقاب.