فاتورة رمضان هذا العام وصلت إلي 66 مليار جنيه. الأسر المصرية فتحت باب الشراء لكل ما لذ وطاب من الأطعمة والحلويات وقد نالت صناديق القمامة نصيبها السنوي خاصة بعد العزومات. غريب محمد معاش يستنكر سلوك العديد من الناس في شهر رمضان فهو شهر عبادة وتقرب إلي الله عز وجل وليس موائد وإسرافاً في تناول الطعام والتباهي في الإنفاق فإذا كان الشخص مقتدراً فعليه توجيه هذه الأموال لفعل الخير أو منحها للفقراء. يشير جمال السيد موظف علي رجال الدين دور في توعية المواطنين بخطورة الإسراف في شراء الأطعمة والعزومات باهظة التكاليف فإن الله لا يحب المسرفين خاصة في ظل الأزمة المالية التي يعيشها المواطنون. وتؤكد سماح عبدالله ربة منزل أنها استغنت عن الياميش هذا العام مكتفية بالبلح والزبيب وبعض المكسرات ذات الأسعار البسيطة. وتتفق معها هالة محمد مدرسة في أن ترشيد الاستهلاك في رمضان ضرورة فالحالة الاقتصادية أجبرتنا علي شراء الضروريات وعدم الإسراف في أصناف الطعام خاصة مع الزيادة الرهيبة في الأسعار. تؤيدها ندي صبري ربة منزل في أن شهر رمضان هو شهر الإنفاق وفرصة لتجمع الأهل والأحباب ولا نشعر بآثاره السيئة علي الميزانية إلا بعد انتهاء هذا الشهر نظراً لإنفاق مبالغ مالية كبيرة خلاله. إسراف منين؟ هكذا تكلمت علية عيد ربة منزل: نحن ندعو الله أن نستطيع أن نكفي احتياجات أولادنا خاصة مع حالة الغلاء الشديدة بالإضافة إلي مطحنة الدروس الخصوصية ومحاولة تدبير فلوس ملابس العيد مع رفع التجار أسعار السلع بصورة جنونية. سامية أحمد ربة منزل تقول: شهر رمضان كريم جداً وننتظره من العام للعام وتعودنا فيه أن نقوم بالتوسيع علي أولادنا في الطعام والشراب وهذا العام نظراً لارتفاع الأسعار تصرفنا بقدر الإمكان. ويقول أحمد محمد عامل ارتفاع الأسعار السبب فمن يصدق أن كيلو الدجاج وصل 36 جنيهاً واللحم ل 150 جنيهاً وحتي الخضراوات أسعارها ارتفعت جداً والطماطم وصلت ل 8 جنيهات وأسعار الياميش في متناول الأغنياء فقط. تشاركه الرأي ماجدة عبدالحليم معاش رمضان ليس شهراً للإسراف ولكن بطبيعة الحال العزائم تنتشر في الشهر الفضيل وأري أن هذا ليس إسرافاً علي الإطلاق بالإضافة إلي أن ارتفاع الأسعار أجبر الناس علي الاقتصاد في العزومات. أما محمود عبدالكريم محاسب فيقول: الإسراف مرفوض سواء كان في رمضان أو غيره من الشهور وحتي من الناحية الشرعية فهو حرام وأعرف أفرادأ من عائلتي يستعدون لشهر رمضان قبله بفترة كبيرة عن طريق دخول جمعيات لتدبير احتياجات رمضان. أيمن البارودي يري أن الإسراف عادة متأصلة في المصريين ترجع لموروثات اجتماعية مرتبطة بشهر رمضان دون النظر للحالة الاقتصادية حيث تكثر فيه العزومات التي تحتوي علي ما لذ وطاب من الأطعمة كنوع من التباهي وهي عادة سيئة تهدر الكثير من الأموال. الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية يؤكد أن استهلاك المصريين من الغذاء يزيد بنسبة 35% عن باقي الشهور ويشكل الغذاء 50% من إجمالي انفاق المصريين وهناك عدد من السلع كالياميش وقمر الدين والحلوي واللحوم والأسماك والدواجن يزيد استهلاكها بنسبة 40% عن باقي الشهور ويتم استهلاك 50 ألف طن من اللحوم البلدية والمستوردة ومن 85:90 ألف طن دواجن و140 ألف طن من الأسماك و35 مليار رغيف و180 ألف طن فول مدمس و79 ألف طن أرز و38 ألف طن مكرونة و200 ألف طن حليب و70 ألف طن زبادي. أشار عامر إلي أن تكاليف هذا الشهر تعادل مصروفات 95 يوماً. وأن 83% من الأسر المصرية تغير من عاداتها الغذائية بسبب العزومات والولائم الجماعية. الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية يشير إلي أن حجم مبيعات المصريين في رمضان تصل إلي 66 مليار جنيه بنسبة 17% من حجم الإنفاق السنوي والدولة تقوم بدعم قوي من خلال توفير السلع وتخفيض أسعارها في المنافذ لمواجهة جشع التجار ودعم الأسر المصرية. الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين يشير للظواهر السلبية التي تتنافي مع الشهر الكريم أهمها ظاهرة الإسراف في المولد وغيرها والله سبحانه وتعالي فرض الصوم لأنه محطة تصحيح للبدن والروح علي حد سواء حيث إن البدن ظل 11 شهراً يأكل ويشرب ويتمتع بسائر المتع الحلال فأحل الله له شهر رمضان كفرصة كي يستريح من سموم المواد الغذائية ونجد ذلك في قول النبي صلي الله عليه وسلم "المعدة بيت الداء" وقوله "ما ملأ آدم وعاء شراً من بطنه" والله سبحانه وتعالي نهي عن ذلك في قوله "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" وقوله تعالي "والذين أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً". ثم يقول: المفروض أن شهر رمضان فرصة لإدخار مبالغ مالية نستفيد بها في باقي الشهور لكن ما يحدث في مصر العكس للأسف.