إيران ارتدت ثوب الشجاعة وأعلن رئيسها حسن روحاني أن بلاده ستعلق التزامها ببعض بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015. والإعلان الإيراني أثار حفيظة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تقف بالمرصاد للبرنامج النووي الإيراني. وواشنطن ردت علي خطاب الشجاعة الإيراني بسلسلة من العقوبات الاقتصادية ومن بينها تخفيض صادرات إيران من البترول. وإيران سارعت إلي الدول الأوروبية بطلب المساعدة والإنقاذ من الضغط الأمريكي. والدول الأوروبية حاولت مع الرئيس الأمريكي ترامب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنع التصعيد حتي لا تتفاقم الأمور إلي مواجهة عسكرية بين أمريكاوإيران. ولكن الدول الأوروبية إصطدمت بترامب الذي لا يرحم ولا يتفاهم ولا يهتم أو يعترف بتاريخ أو جغرافيا أو صداقة. فترامب أصر علي مطالبه مشدداً علي خضوع إيران وإعلانها الاستسلام وأرسل للخليج حاملة طائرات ثم اتبعها بحاملة طائرات أخري وقاذفات صواريخ..!! ومع التصعيد العسكري كان هناك إنهيار اقتصادي في إيران.. فالعملة المحلية وهي الريال الإيراني انخفضت قيمتها 60% ومعدلات التضخم زادت إلي 40%. والشارع الإيراني في قلق مما هو قادم.. وما يمكن أن يحدث. ورغم كل هذا التوتر القائم فإن التجارب السابقة علمتنا أن ملالي إيران لن يدخلوا في مواجهة عسكرية مباشرة مع واشنطن وسوف يجدون طريقة للخروج الآمن تمنحهم مزيداً من القوة في الخليج. كما أن ترامب الذي يواجه الكثير من المتاعب الشخصية التي تتعلق بإمكانية عزله من الرئاسة لن يغامر أيضا بعمل عسكري ضد إيران. والنتيجة.. أن العقوبات الاقتصادية ستظل هي السلاح الموجه ضد إيران.. وأن تشديد العقوبات قد يقود إلي ربيع آخر في طهران لتغيير نظام الحكم.. وملالي إيران لن ينتظروا حتي ينفذ هذا السيناريو.. والتراجع والانسحاب وتعديل المواقف هو الحل.. وهم يجيدون ذلك ويتفنون في فن المراوغة واستهلاك الوقت. ہہہ ونترك إيران تواجه الشيطان الأعظم وهو الوصف الذي تطلقه علي أمريكا لنتحدث عن شياطين الإنس في رمضان الذين إغتالوا الأجواء الروحانية في هذا الشهر الفضيل والذين ينتظرونه لإفساد معالمه وبهجته. ونتحدث عن برامج المقالب والسخرية والشتائم. ونقولها صريحة واضحة في أن العيب لا يقع علي عاتق الذين يقدمون هذه البرامج وإنما علي الذين يقبلون أن تتم إهانتهم وإظهار الجوانب السيئة في شخصياتهم والذين يتم التلاعب بهم وبأعصابهم وبقلوبهم سواء كان ذلك حقيقياً أو تمثيلياً. فالذين يقبلون بأن تذاع حلقاتهم كانوا علي دراية بكل ما فيها من ألفاظ خادشة ومسيئة.. وبكل ما فيها من مواقف للاستهزاء بهم.. ولكنهم تغاضوا عن ذلك كله مقابل حفنة من الدولارات ليؤكدوا ويثبتوا أن المال أقوي من الكرامة والشرف.. وأنهم عبيد للمال وليسوا أصحاب رسالة أو قدوة أو نجوماً تبحث عن الاحترام والصورة الحلوة.. وكل من يقبل أن يتم السخرية به ومنه علي هذا النحو الذي نراه في برامج المقالب لا يستحق منا الاحترام وليس له أية أعذار أو مبررات. ہہہ وفي برامج رمضان وحواراتها.. فقد ردت فنانة علي مطرب إعتاد الزواج والطلاق والإساءة إلي زوجاته السابقات "كفاية هبل.. عاملة حساب مرضك"... وردت عليه أخري "كلامك سوف تحاسب عليه" وذلك بعد أن إتهمها بسرقته. والفضائح من هذا النوع كثيرة.. والفنان الحقيقي لا يجب عليه أن يسمح لأحد باختراق حياته الخاصة ولا أن يفضح نفسه بنفسه.. ولا أن يسيء لأحد.. ولكن الحقيقة هي أن هؤلاء لا يمكن التعامل معهم كفنانين ولا أصحاب رسالة.. ولا قدوة.. هؤلاء نتاج ثقافة الميكروباصات التي اقتحمت عالم الفن بقيادة "نمبر وان" الذي ظهر عارياً الصدر في أولي حلقات مسلسله في رمضان. والمصيبة أن لديهم جمهوراً.. وجمهوراً كبيراً أيضا..! ہہہ ورد الفنان عمرو سعد علي الذين انتقدوا مسلسله المعروض في السباق الرمضاني قائلاً "شكراً لكل حقير تافه أو مأجور". والحمد لله أننا لم نر هذا المسلسل ولم نكتب عنه.. ولا نعرف أيضا من هو هذا الممثل..! ہہہ أما الثنائي الرهيب عمرو دياب ودينا الشربيني فقد فازا علي الجميع بالضربة القاضية في رمضان هذا العام. وعمرو دياب بشكل خاص يعود إلي صباه كلما دارت عجلة الأيام وهو نموذج للفنان الذي لا يتحدث كثيراً ويترك عمله وإنتاجه يتحدث نيابة عنه. ہہہ ونترك الفن والفنانين.. والناس اللي "هايصة".. لنتحدث عن الأخبار السارة للناس اللي "لايصة".. * وهذا العام وفي رمضان فإن أسعار المواد الغذائية لم تشهد ارتفاعاً.. وهناك وفرة في المعروض.. * وهذا العام.. ولأول مرة منذ سنوات هناك انخفاض في أسعار السلع المعمرة الكهربائية.. * وهذا العام.. ولأول مرة أيضا منذ سنوات وسنوات فإن الدولار الأمريكي يتراجع ولا يتقدم.. والجنيه المصري يستعيد جزءاً من قيمته. * وهذا العام ولأول مرة في رمضان منذ سنوات.. لا نعرف إذا كنا في الصيف أم في الربيع أم في الشتاء.. واليوم الواحد فيه أربعة فصول.. وكله خير.. وكله بركة.