وفي طريقنا لتحقيق المعجزة.. فإن العالم يتحدث الآن عن مصر بإعجاب وإشادة بالقدرة علي التعافي والنجاح في الخروج من أصعب سنوات مرت بها مصر إلي مرحلة جديدة من الانطلاقة الاقتصادية التي تفتح الباب أمام استثمارات أجنبية وعربية في مختلف القطاعات. فمن البنك الدولي هناك إشادة. ومن صندوق النقد الدولي هناك إعجاب وتقدير.. ومن المؤسسات الاقتصادية العالمية هناك تصعيد لمستويات مصر الاقتصادية.. ومن الصحافة العالمية كما جاء في "الواشنطن بوست" الأمريكية هناك احترام للإرادة المصرية في التغيير والبناء. أما كيف حدث ذلك.. وما هو سر النجاح والتغلب علي المصاعب التي كانت كفيلة ذات يوم بهدم الدولة واقتصادها فإن الإجابة تبدأ في اليوم الذي قررت فيه مصر أن تتبني سياسات واقعية في معالجة مشكلاتها المزمنة. وفي اليوم الذي بدأنا فيه خطوات بنكية ومصرفية جادة لمنع مزيد من الانهيار للجنيه المصري وللحفاظ علي قيمته. ولكن الأهم من ذلك هو قرار المواجهة.. وهو القرار الصعب الذي اعتمد علي ثقة الشعب في قيادته السياسية الوطنية. وهي الثقة التي أدت إلي تحمل كل القرارات التي لو كانت قد اتخذت في عهود سابقة لكانت قد نالت سخطا واسعا ورفضا قاطعا. *** ولأن الشعب راض علي النجاح. ولأن الشعب منح قياداته الوطنية تفويضا لاتخاذ القرار. فإن الإرادة الشعبية والقرار السليم كانا الطريق لأن تتعافي مصر وأن تتجاوز حالة الفوضي واختلاط المفاهيم لتبدأ انطلاقة تنموية لم تشهدها منذ عدة عقود. وأصبح ممكنا بعدها أن نتحدث عن مصر التي تعود.. ومصر التي تقود.. ومصر التي تصون وتحمي استقرار وأمن العالم العربي. ويكفينا أننا في سبيلنا إلي القضاء علي مشكلة العشوائيات. وأن حقوق الإنسان الآدمية تتحقق علي أرض الواقع. وأن أصحاب المعاشات وجدوا من يقف إلي جوارهم ومن يؤمن بحقهم في الحياة الكريمة بعد أن أفنوا عمرهم في خدمة الوطن.. وأن الموظفين أيضا قد ارتفعت رواتبهم وحصلوا علي التقدير وتحسين الأوضاع بعد سنوات من التجاهل والمعاناة. ويكفينا أيضا أن هناك إحساسا بالأمان.. وأن هناك سلطة ونظاماً ودولة بعد أن كدنا نغرق في فترة من ضياع المسئولية.. ومن الأيادي المرتعشة.. ومن الخوف من إصدار أي قرار وتحمل عواقبه. *** ولدينا النيل يجري.. ومن لديه نهر النيل لا يخاف.. ولا يقلق.. فعندما يتدفق النيل يتدفق الخير.. والنيل من واجهة مصر للجذب ولا يوجد أجمل من النيل عنصرا للإبهار ومعلما للجمال وقبلة لكل الأنظار. والنيل هو السياحة بكل معانيها.. وليالي القاهرة والجيزة والأقصر وأسوان علي نهر النيل هي من الذكريات الساحرة لكل سائح يأتي مستمتعا بالحياة التي تتدفق مع ماء النيل. وبالشعب المحب للحياة والذي يعرف ويعشق ويستمتع بكل بساطة بالنيل شريان الحياة وأسطورة الجمال. ويا كل متربص بهذا البلد الطاهر الجميل. ويا كل حاقد علي مصر وشعبها.. ويا كل متطلع إلي الإضرار بها والتقليل من شأنها ودورها.. هذه هي مصر حفظها الله.. وسيرعاها دائما لأن فيها الخير.. كل الخير.. وفيها الإيمان.. كل الإيمان.. وفيها الرحمة والمحبة والتكافل والطيبة.. فيها كل معاني الإنسانية.. فيها أولياء الله الصالحين.. وفيها إرادة شعب يعشق الحياة وفي داخله العظمة كل العظمة.. والكبرياء.. كل الكبرياء. *** ولدينا النيل.. نيل الخير والمحبة والأيدي الممدودة للسلام والود والتعاون.. ولديهم هناك أردوغان الرئيس التركي الذي لا نعرف ولا نتفهم من كل هذا الحقد علي مصر وقيادتها الوطنية وقرار شعب مصر المستقل.. فأردوغان لا يتوقف عن استفزاز المشاعر بتكرار رفعه لإشارة رابعة. وبانتقاداته الدائمة للسياسات المصرية وبإصراره علي تعميق هوة الخلافات والاختلافات بين مصر وتركيا. إننا لا نتفهم دوافع أردوغان وسياساته التي تخلو من المنطق والعقل.. فالخلافات علي هذا النحو لا تخدم قضية ولا تحافظ علي مصالح ولا تحقق هدفا.. وأردوغان عليه أن يراجع تصريحاته ومواقفه وسياساته وأن يبتعد عن المزايدات والمغامرات والتدخل في شئون الآخرين.. أردوغان هو أكبر خطر الآن علي مصالح تركيا في الداخل والخارج. *** وأخيرا.. نعيش مع بعض الغرائب والعجائب وأخبار الشارع.. ففي بركة السبع بالمنوفية فإن الزوج قتل زوجته "دهساً" بالميكروباص لأنها انتقدته علي الفيس بوك بعد انفصاله عنها. و"رجاء" تطلب الخلع "مش عايزني أشرب سجاير"..! وأنغام تهاجم منتقدي زواجها "اللي يزعل ينفلق"..! والقيعي يصف حكم مباراة الأهلي وصن داونز "بالفاجر".. وفريد الديب يؤكد أن جمال مبارك لا يملك طائرة خاصة. وفانوس رمضان هذا العام مصري. ومادام قد وصلنا إلي الفانوس ورمضان.. فلا تعليق علي كل الأخبار السابقة.