تحتضن اليوم إمارة أبوظبي لقاء مهماً يضم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان ويحضره الانبا تاوضروس بابا الكرازة المرقسية والأقباط الارثوذكس برعاية الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الامارات في لقاء اطلق عليه "السلام والمحبة" ويأتي هذا اللقاء تتويجاً لتلك العلاقات المتميزة التي تربط رجال الدين الإسلامي الوسطي ورجال الدين المسيحي في رسالة واضحة وجديدة للعالم لتنعم الشعوب والأجيال القادمة بالأمن والسلام.. ولتكون صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الأديان.. ولعل تنظيم مثل هذا الحوار يعكس الرغبة الصادقة والعزم علي أن الايمان يجمع ولا يفرق حتي ولو كان هناك اختلاف إلا أن ذلك من الضروري أن يبعدنا عن العداء والجفاء ويشارك في هذا اللقاء العديد من رجال الدين من مختلف انحاء العالم لتكتمل الصورة التي نريد أن ننشرها بين الدول عنواناً للتسامح والتآخي وان الدين لله.. والأوطان للجميع. هذا اللقاء سيكون له مردود إيجابي علي ما تتمتع به مصر من روح المحبة وأواصر الحياة المشتركة بين عنصري الشعب وهو ما أشار إليه الانبا تاوضروس في لقائه مع الرئيس الفرنسي مؤخراً عندما قال إنك لا تستطيع أن تفرق أو تتعرف علي المسلم والمسيحي إذا تجولت في شوارع ومدن مصر وإلي هؤلاء الذين ينادون ويتشدقون بحقوق الإنسان وينادون بحمايتها في الوطن العربي حيث يتبني أهل الشر وهؤلاء الشباب الذي يحاول أن يجد له دوراً علي ساحة الحياة حتي ولو كان ذلك علي حساب الإساءة إلي الوطن.. واعتقد أن العالم الخارجي قد وصل إلي درجة لا بأس بها من القناعة. ان هناك حالة من التسامح الحقيقي والرغبة الصادقة في مواجهة الفتن الطائفية التي تستهدف أمن البلاد وسلامة العباد وفي هذه المرحلة التي يعمل فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي علي إرساء مبدأ المواطنة بين أبناء الشعب الواحد ويقوم بدعوة ضيوف البلاد لزيارة ذلك المسجد وتلك الكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة كعنوان وتأكيد لذلك المبدأ نجد أنه لزاماً علي جميع مؤسسات الدولة الثقافية والاجتماعية والدينية أن يتضافر جهودها للعمل علي نشر روح التسامح والمحبة بين الأوطان يساندهم في ذلك كافة وسائل الإعلام لتؤكد للعالم أن الوطن العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة تسعي بكل طاقاتها إلي إرساء قواعد المواطنة بكل ابعادها ومميزاتها وها هم الرموز الكبيرة للأديان السماوية تلتقي علي أرض دولة الامارات العربية الشقيقة لتؤكد هذا المعني وتدعم أواصر المحبة والسلام بين شعوب العالم وتدعو إلي نبذ العنف والتطرف والطائفية بينهم. وتحيا مصر