ترك صاحبها طريق القوافل. وسلك أنسب البدائل. ومعه صديقه صاحب الفضائل. وصدق القائل "المرء علي دين خليله. فلينظر أحدكم من يخالل". أخذ بالأسباب. واختار من أعتق الرقاب ووضع الخطة. وأعد العدة لتمضي الهجرة المباركة في سلام وأمان بعيداً عن أعين الذئاب. وافق الثلاثاء الماضي رأس العام الهجري الجديد. يحمل رقم 1440ه. اختار المسلمون الهجرة المشرفة أساسا لتقويمهم. في مؤتمر ديمقراطي تحت راية "وأمرهم شوري بينهم" "الشوري 38".. اقترح الإمام علي بن ابي طالب الحادث الكبير. واقترح عثمان بن عفان ان تستمر السنة العربية كما هي تبدأ بالمحرم وتنتهي بذي الحجة.. بكي أبوبكر الصديق من الفرح عندما علم أنه صاحب النبي الكريم في هجرته. استحقت عائلة الصديق لقب "عائلة الهجرة" عن جدارة واستحقاق. - الصديق بجهده وماله وتاريخه المشرف. - ابنه عبدالله يتجول في شوارع واحياء واسواق مكة يتعرف علي مكر المشركين. - أسماء ابنته "ذات النطاقين" تحمل الماء والطعام إلي صاحبي الغار.. قسمت نطاقها نصفين لتقوم بمهمتها.. والنطاق قطعة قماش تحيط بالوسط. - وعائشة "أم المؤمنين" ابنته الصغري تسمع وتري.. وتروي القصة بتفاصيلها فيما بعد. - مولي أبي بكر وراعي أغنامه عامر بن فهيرة يمشي بالقطيع ليمحو آثار الأقدام ليخفيها عن المتآمرين "توفي 4 ه" - دليل الرحلة عبدالله بن اريقط لم يكن مسلما ولكنه اعرف الناس بهذا الطريق. سأل بعض المارة.. أبا بكر عن الرجل الذي معه. فقال بذكاء "يخفي السر ويقول الصدق". - هو رجل يهديني الطريق. علم سراقة بن مالك بأمر الجائزة التي رصدتها قريش لمن يقتل محمدا "100 ناقة" وانطلق بذكائه إلي الطريق البعيد ولحق بهما وتصور أنه أقرب من تحقيق حلمه. لكن قوائم الجواد غاصت في الرمال. وأشرف هو وراكبه علي الهلاك فاستغاث بالنبي -صلي الله عليه وسلم-. فدعا له ووعده النبي -صلي الله عليه وسلم- بسواري كسري إذا اسلم. تحرك صاحبا الهجرة من غار ثور بعد ثلاثة أيام فيه. عبر الطريق غير المأهول في اتجاه اليمن جنوبا ثم شمالا وغربا ناحية ساحل البحر الاحمر. ثم شرقا إلي المدينةالمنورة حتي ثنيات الوداع وهو المكان الذي يودع فيه أهل "يثرب" المسافرين إلي مكة. قبلها بقليل توقف موكب الهجرة عند قباء وأسس النبي -صلي الله عليه وسلم- وصحابته رضي الله عنهم أول مسجد في الاسلام "مسجد قباء". يقول ابن هشام إمام مؤرخي السيرة النبوية ان النبي -صلي الله عليه وسلم- وصل إلي المدينة في 12 من شهر ربيع الاول "اه" عند الضحي: "والضحي والليل إذا سجي ما ودعك ربك وما قلي وللآخرة خير لك من الأولي ولسوف يعطيك ربك فترضي". "الضحي 1-5" كانت الهجرة المشرفة فتحاً مبيناً للاسلام. قامت دولته وانتشرت دعوته وامتدت رسالته وقويت شوكته وارتفعت رايته. وأبوبكر الصديق قدوة الصالحين في الجاهلية والإسلام وأول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين الرفيق الهجرة حاول ان يهاجر إلي الحبشة " 5 بعد البعثة" لكن النبي -صلي الله عليه وسلم- استمهله عسي ان نكون له الصحبة في الهجرة الكبري. وأبوبكر رضي الله عنه صاحب الخيرات اشتري العبيد بماله واعتقهم لوجه الله ومنهم عامر بن فهيرة. ومن فرسان الهجرة علي بن ابي طالب رضي الله عنه الذي نام في فراش النبي -صلي الله عليه وسلم- وعرض حياته للخطر بعد ان كلفه النبي -صلي الله عليه وسلم- برد الامانات إلي أهلها. وعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي هاجر علنا ولم يقترب احد منه لقوته وشجاعته.