اليقظة والانتباه.. أمر واجب لمن يريد الاستفادة بالحاسة السادسة التي تحمينا من الأشرار.. والمواقف الانسانية مكانها غالبا الشارع والمحال التجارية والمطاعم والمنشآت والمدارس. ودائما المجرمون ينتهزون لحظة شرود ليهربوا بالغنائم.. ونحن الضحايا لا نملك لصاحبها إلا الدعاء.. وتدريب العقل علي المواجهة واجب.. وقيام القلب بمهمة الرادار الكاشف.. هبة من الله سبحانه وتعالي تجسدت هذه المرة اثناء وجودي داخل سوبر ماركت شهير حيث رأيت سيدة في عمر النضج والمسئولية تصرخ فجأة بعد أن اختفت حفيدتها الصغيرة من أمامها.. تعامل معها موظف بالمكان وصاحب فضيلة البصيرة واليقظة.. مرجحا أن امرأة منقبة اخذت معها الطفلة منذ ثوان.. وكان في انتظارها بالخارج سيارة انطلقت بهما إلي المجهول. جاء رد فعل الجدة المسكينة وتضامن معها الكثيرون في مهمة بحث عن السيارة والطفلة.. لم يطل انتظارهم كثيراً.. علي بعد امتار كانت في عيونهم مشهد مثير.. حادثة تصادم سيارتين احدهما تضم الخاطفة التي اصيبت اصابات شديدة وشريكها قائد السيارة.. لتسلم الطفلة البريئة.. ويدق قلب الجدة وتحتضنها وتقبلها والافراح تملأ وجهها. *** بعد دقائق جاءت قوات الشرطة لاتخاذ الاجراءات القانونية.. تفاعلت التأملات وتتحول داخل العقل إلي رسالة واضحة للمصريين جميعا خاصة من واجهوا مثل هذه الحوادث حيث كثرت جرائم خطف الاطفال. وتمكن رجال الشرطة من كشفا لملابسات واعادة الاطفال لحضن الاهل. وقلت: ما أغلق الله علي عبد بابا بحكمته إلا وفتح له بابين برحمته. *** نتأمل معا.. هل سمعتم عن حريقة تلتهم احد بيوت الخير.. وإذا حدث مستصغر الشرر أطفأه تضامن الناس الطيبين الذين يبادرون من كل فج عميق مدفوعين بسمعة طيبة ومنارة عالية يعرفها كل عابر سبيل.. هي ضريبة الحصاد الطيب يدفعها الناس الطيبون.. التزاما بتعاليم الدين.. انها البركة أولاً.. ثم الالتزام داخل الارواح والقلوب الجميلة التي ارست دعائم الحضارة.. قبل أن يعرفها لاخرون. *** وعلي الاب والأم مراقبة الحلم وهو ينمو.. ويكبر ويزدهر.. الصراحة في التعامل والشراكة في المسئولية.. غرس القيم والأخلاق السليمة بداخلهم هي السبيل الوحيد لحمايتهم من الخطر وحسن تصرفهم في الشارع ليطمئن الاباء والأسر وينتهي الخوف ليصبح ثقة وايمان وقوة.