استوقفتني عبارة لاحد المفكرين تقول "الم تساءل نفسك يوما ما لماذا مواقع التواصل الاجتماعي مجانية.. لانه ببساطه.. عندما لاتدفع انت ثمن البضاعة.. فاعلم انك انت البضاعة". الحقيقة انه يمكن اعتبار تلك العبارة تعريفًا جديدًا للشائعات والهدف من ترويجها.. المقصود بها "نحن" لكي نتشكك في كل شئ.. ولا نصدق أي شئ.. وننتقد كل عمل ايجابي ونعظم كل خطأ او عمل سلبي حتي ولو لم يكن مقصودا.. المهم في النهاية ان نحدث شرخا في العلاقة بين المواطن والوطن.. بين القائد والشعب بين الحكومة ومن يتعامل معها. في الوقت الذي نجحت فيه قواتنا المسلحة والشرطة الباسلة في تقويض الارهاب الي حد كبير. وكذلك بعض النجاحات والانجازات التي بدأت بوادرها في التحقق.. لم يجد اهل الشر من جماعات الكذب الا اللجوء الي مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيطر علي عقول 60% من شبابنا وهي بطبيعة الحال الفئة المستهدفة.. لينشروا من خلالها اخبارهم الكاذبة ويبثوا سمومهم في عقول هؤلاء الشباب في محاولة لفقدان ثقته في قيادته ووطنه ويفقده الامل في ان يكون المستقبل القريب فيه خير له وبالتالي يؤثر علي ولائه وانتمائه للوطن. وتتنوع تلك الشائعات لتشمل معظم طوائف المجتمع حتي ان الخبراء رصدوا مالا يقل عن 800 شائعة خلال الاشهر القليلة الماضية بعضها يتعلق بالمواد الغذائية كالبيض والارز البلاستيكي اللذين يتم استيرادهما من الصين وقيام الحكومة باضافة مواد علي رغيف الخبز لخفض الخصوبة والحد من الكثافة السكانية وبعضها يتعلق بالاوضاع السياسية مثل مشاركة مصر في الصفقة الكبري للقضية الفلسطينية في الوقت الذي اعلنت فيه القيادة المصرية موقفها صراحة عند زيارة الوفد الامريكي الاخيرة والتي التقي فيها بالرئيس السيسي والذي اعلن رفضه للتحرك الامريكي في هذا الموضوع بتلك الآلية وبعضها يتعلق بالاوضاع الاقتصادية حيث شككوا في استفادة مصر من حقل ظهر في حين اعلن وزير البترول ان انتاج هذا الحقل تضاعف ثلاث مرات منذ شهر مايو الماضي وان مصر في طريقها الي الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال العام القادم.. كذلك عدم قدرة البنوك المصرية علي عدم سداد قيمة شهادات المواطنين الخاصة بالمساهمة في مشروع قناة السويس الجديدة في حين ان الاحتياطي النقدي وصل الي 44.225 مليار دولار لاول مرة في تاريخ مصر وغير ذلك الكثير والكثير من الشائعات لقد اقترن عام 2018 الذي شهد بداية الفترة الرئاسية الثانية للرئيس.. بالاضافة الي ظهور بعض النتائج المبشرة لاداء الحكومة.. اقترن بانتشار الشائعات كوسيلة بديلة لاعمال الترهيب والتخريب والترويع للعباد والبلاد. من هنا فإننا نري ضرورة ان تتضافر جهود جميع مؤسسات الدولة من اعلام الي تعليم الي دور عبادة الي ثقافة لنشر الوعي المجتمعي وثقافة المعرفة خاصة بين الشباب حتي لايقع فريسة لحالة الفوضي التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي وذلك ايضا للتصدي لمثل هذه النوعيات الغريبة من الشائعات التي من الممكن ان تؤثر علي انتماءه وولائه للوطن بالاضافة الي قيام الجهات المعنية بمواصلة جهودها لمتابعة شبكة الانترنت.. والرد علي الشائعات اولا بأول حتي لاتكون هناك فرصة لترويجها وان يتم بشكل يومي من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.. وهنا يجب الاشادة بما يقوم به مركز معلومات مجلس الوزراء في متابعة الشائعات وبحث ما جاء فيها والرد عليها وكشف الحقيقة للمواطنين. ولنتذكر دائما تلك العبارة التي بدأنا بها حديثنا "انت الهدف" فكن علي حذر دائما وتلمس الحقيقة من اهل الحقيقة وليس من اهل الشر. وتحيا مصر