احتفل الصينيون والجاليات الاسلامية المقيمة في بكين بعيد الفطر أمس بعد أداء الصلاة صباحا وفقا لتعليمات الحكومة التي حددت يوم الجمعة بداية العيد إلا أن الصلاة حدد لها في اليوم التالي أي السبت. حيث افترش المصلون مساجد العاصمة الصينية التي يبلغ عددها حوالي 75 مسجدا من أجل أداء شعائر هذا اليوم المبارك. في مسجد "نيوجيه" الذي يعود تاريخه إلي أكثر من الف عام. أدي آلاف المسلمين صلاة العيد الساعة السابعة صباحا بتوقيت الصين. ثم بعدها تجمعوا في ساحة المسجد لتبادل التهاني وتوزيع الحلوي والمأكولات التي حرص الجميع علي احضارها من المنزل كأحد مظاهر المشاركة في احتفالات العيد. بالرغم من أن اللغة تمثل عائقا كبيرا لدي معظم الجاليات الأجنبية في الصين. خاصة أن غالبية الشعب لا يتكلم الإنجليزية أو العربية. إلا أن هذا الحاجز تحطم أمام مشاعر التراحم والود التي سادت كافة أشكال الإتصال بين المصلين الصينيين وأصحاب الجنسيات المختلفة. لم يختلف المشهد أيضا في مسجد "جانجومين" الذي يؤدي فيه الصلاة معظم أفراد البعثات الدبلوماسية للدول. نظرا لقربه من المقر الرئيسي لمسكن الأجانب. حيث احتفل المصلون هناك بالعيد بعد أداء الصلاة وسماع الخطبة التي قام الإمام بإلقائها علي مرتين. الأولي باللغة الصينية والثانية بالعربية. يقول وجيد خان. من باكستان انه بالرغم من اختلاف الثقافة بين باكستانوالصين في كثير من الأشياء. لكنني شعرت بنفس أجواء العيد التي تحدث في بلدي خاصة أن الشعب الصيني يتميز بالطيبة والحفاوة والترحاب. البطل الرئيس لمشاهد أجواء الاحتفال بالعيد. هو الأسرة الصينية التي يحرص فيها الزوج والزوجة والأبناء علي الاستيقاظ مبكرا من أجل الصلاة. ثم الاحتفال بعد ذلك مع الأصدقاء والجيران والأقارب بالعيد في الحدائق والميادين ويشاركهم في ذلك بعض المسلمين المقيمين في الصين من جنسيات أخري. يقول زيا من أفغانستان. ان الصينيين يحبون التعرف علي الثقافات المختلفة. كما أنهم شعب ودود بطبعه. لكن بالنسبة لطريقة أداء الشعائر الدينية. فهي تختلف من بلد لآخر. وأيضا شكل الاحتفال يتنوع وفقا لعادات وتقاليد الشعوب. بحسب الإحصاءات الرسمية. يبلغ عدد المسلمين في الصين ما يقرب من 25 مليون نسمة بنسبة 1.5% من إجمالي السكان الذين يعتنقون حوالي 56 مذهبا دينيا. وبالرغم من ذلك الاختلاف الكبير يعيش الصينيون في انسجام تام دون أي صراع مذهبي أو طائفي. فحرية ممارسة الشرائع تكفلها الحكومة دون أي قيود والمساجد مفتوحة للمسلمين في أي وقت. لكن الإمام فقط هو المسئول عن المسجد في كل شيء ولا يجوز إقامة أي شعائر إلا بحضوره.