* لاشك أن جودة التعليم في أية دولة معيار فعال للحكم علي مدي تقدم الدول من عدمه.. لذا نجد كثيراً من دول العالم المتقدم تعطي التعليم اهتماماً كبيراً وبصفة خاصة في مراحله الأولي.. ويتواصل هذا الاهتمام مع المراحل التالية بحيث يستطيع القائمون علي أمر إدارة العملية التعليمية اكتشاف مواهب الطلاب في مراحل مبكرة جداً ومن ثم يتم توجيه النشء كل حسب المجال الذي يمكن أن ينتج فيه مستقبلاً.. وبالتالي تجد مبدأ.. "الشخص المناسب في المكان المناسب مطبق عملياً دونما شعارات أو كما يقولون "بروباجندا". * ومصر التي تعد من أولي الدول في محيطها الإقليمي اهتماماً بل وريادة في الحقل التعليمي.. وكم أخرجت من مدارسها وجامعاتها العلماء والمعلمين الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة في كل مكان حطوا فيه رحالهم ومازالوا إلي يومنا هذا تزخر جامعات عريقة في كثير من دول أوروبا بل الولاياتالمتحدةالأمريكية ذاتها.. تلك هي مصر وأولئك هم أبناؤها. * ولكن ومن أسف خلال عقود ماضية تدهور حال التعليم نتيجة سياسات متخبطة لبعض وزراء التعليم في عهود سابقة أدت إلي تراجع تصنيف مصر خاصة في مجال التعليم الجامعي.. لذا أعتقد أن النظام الذي أعلن عنه وزير التعليم منذ أيام والخاص ب "الثانوية العامة الجديدة" قد يكون هو البداية الحقة لنهضة تعليمية كبيرة تحظي بها مصر.. شريطة أن نحسن التطبيق لهذه المنظومة الجديدة.. والتي بدورها لو تم تطبيقها كما هو مخطط لها فإنها ستولد كوادر أكثر من رائعة في مجالات شتي خاصة لو علمنا أن تلك المنظومة لن تعتمد سياسة الحفظ والتلقين بل سيكون "الإبداع" لدي طالب المرحلة الثانوية هو الأساس الذي سوف يتحكم في مستقبله فيما بعد.. وبالتالي حين يقبل الطالب طبقاً لتلك المنظومة علي دراسة المواد التي يرغبها بلا أدني ضغوط.. هنا وهنا فقط سنجد أنفسنا أمام نوعية جديدة من العقليات التي اعتمدت علي مناهج متطورة لتفرز في النهاية نوعية من الطلاب تستطيع حمل أمانة المسئولية لتعود مصر مرة أخري معملاً لتفريخ الكوادر العلمية التي تغزو دول العالم ناشرة علمها في ربوع المعمورة.. ولتعيد علي أسماع العالم من جديد اسم مصر عالياً ليدرك سكان المعمورة أن مصر صاحبة الحضارة قد تمرض بعض الوقت ولكنها حتماً لا تموت.