تقدم علي سلم النجاح بقلمه الواعي. وترجم في شبابه كتاب فيلسوف العقد الاجتماعي. وأدلي بحديث لكاتب هذه السطور بمنزله بمنطقة القمر الصناعي. انعقدت له الريادة في الصحافة الرياضية بمعرفته الموسوعية وموهبته الأدبية وأحكامه الموضوعية ويوافق العام الحالي ذكراه المئوية. * محمد نجيب المستكاوي 1918 1993م من مواليد الشين قطور غربية في 8 أبريل وتوفي في 18 يوليه. ليسانس الحقوق جامعة القاهرة 1939. بطل رياضي في ألعاب القوي. وكرة القدم التحق بالأهرام 1953 وأصبح رئيساً للقسم الرياضي. كتب مقالاً بعنوان خواطر رياضية. شغل العديد من المناصب في الهيئات والاتحادات الرياضية ونال الجوائز علي أدائه المتميز. صاحب الألقاب التي تستخدم حتي الآن في عالم الرياضة مثل الشياطين الحمر والدراويش والشواكيش والهكسوس والتتار.... إلخ. من مؤلفاته: الأهلي والزمالك في 20 عاماً. مباريات لا أنساها. بطل الأبطال محمد علي كلاي. ابن بطوطة الرياضي. ترجم كتاب أزمة الضمير الأوروبي "مع جودت عثمان". وقال عنه د.طه حسين في تقديمه للكتاب: "إنه الأديب الذي ضل طريقه إلي الرياضة". شارك في مناقشة الرسائل الجامعية. أجريت معه حواراً بمنزله بالمعادي الجديدة في 18/6/1991 ضمن رسالتي للدكتوراه من كلية الإعلام جامعة القاهرة عن صفحات الرياضة والفن والجريمة. قال: يجمع بينها وجود الهدف. الرياضة والفن لهما هدف واحد في تطوير المجتمع. بترقية الشعور بالقانون والواجب والمثل العليا. الجريمة عدوان علي المجتمع. وإن كانت تشترك مع الرياضة والفن أنها تمثل نقضاً لهذا الهدف. يجمع بين الموضوعات الثلاث أنها تشارك الشيء المثير الغريب الذي يبحث عنه الإنسان دائماً. في الرياضة نبحث عن الانفعال الذي يخرجنا من رتابة الحياة. وهموم العمل. وفي المسرحية أو الفيلم حديث عن أمور تجعل الإنسان ينفعل. والجريمة فيها عبرة.. هي أمور خارجة عن المألوف. والإنسان يبحث دائماً عن الانفعال. وهو أمر مشترك بين هذه الموضوعات. هي صفحات العظة والعبرة والدروس المستفادة. الرياضة تعلم المنتصر ألا يغتر بنصره ولا ييأس أو يغضب أو يضمر الضغينة إذا خسر. الفن يقدم لنا نماذج من الحياة أو الخيال وأحداثاً تتضمن دروساً من شكسبير إلي سعد الدين وهبة. والجريمة تقدم العبرة من خلال أحداثها وشخصياتها. هي صفحات الانتشار الجماهيري وهناك قراء لا يقرأون غيرها. خصوصاً في ظل أنظمة الحكم الشمولي الآن صفحات السياسية والاقتصاد وغيرهما تكون متشابهة في كل الصحف. صفحات فيها إبداع. وفيها رأي. كل متفرج خاصة في الشعوب المتفرجة يكون رأياً عن المباريات. ويعتقد أنه خبير ويبحث عن صفحات الرياضة ليتعارف رأيه بآراء النقاد. قارئ الرياضة يحتفظ بالمعلومات إلي حد غريب وهو يذكرنا كثيراً بأمور نسيناها يتحدث عن كرة لعبها الضيظوي سنة 1957 في مباراة كذا. قابلت مواطناً سعودياً يحفظ مباريات الكرة المصرية منذ 40 عاماً. وناقداً سورياً من حماة اسمه طباطب يحفظ المباريات المصرية أيضاً. هذه الصفحات تقدم الجديد. معظم الصفحات مملة لا تقدم جديداً. في الرياضة يعيش القارئ لحظات الانفعال خاصة إذا كان مشايعاً لفريق أو لاعب. في الرياضة لحظات إنسانية جداً. بكيت مرة وأنا أشاهد تسجيل أرقام جديدة تؤكد عظمة الإنسان وقدراته. في المباريات الرياضية جديد. كل دقيقة وكل ثانية. في مباراة بين السكة الحديد والشرطة فازت السكة 5 صفر في الشوط الأول وفي الثاني فازت الشرطة 6 5. وهي مفاجأة كادت تصيب جمهور السكة بالسكتة. المسرح ناجح لأنه يقدم نماذج من حياة الناس. الهجوم علي أسلوب الكتابة الرياضية يمكن تفسيره لمصلحتها. فهو أسلوب سهل وبسيط وشعبي يلاقي رواجاً بين أغلبية القراء. الصفحات الأخري تستعير مصطلحات الرياضة لقبولها من القراء. استخدام الألقاب والأوصاف في الكتابة الرياضية لون من الكتابة له من يفضله. الرياضة لا تدخل ضمن اهتمامات المرأة تهتم بالفن والحوادث.. والأزياء ومستحضرات التجميل والمطبخ. الرياضة والفن والحوادث أفضل مكان للتدريب علي العمل الصحفي. خاصة الحوادث. يتعلم منها الصحفي الكثير من التجارب والخبرات من خلال اختلاطه بالمجرمين وأقسام الشرطة والمحكمة. المحرر الرياضي يمكنه العمل في الأقسام الأخري. أكثر من غيره. الصورة الرياضية مثيرة للانفعال ومعبرة عن الجمال الحركي. صفحات الرياضة في الصحف المصرية تركز علي كرة القدم علي حساب اللعبات الأخري. ولا تهتم بالأقاليم والرياضة العربية والأفريقية. وكذلك الرياضة العالمية "خاصة المستويات الرفيعة". المحرر الرياضي الناجح هو الذي يخرج عن الإطار التقليدي. كنت أتحدث عن الجبن والخشب عند الحديث عن مباريات دمياط. وكذلك عن تغطية الأحداث الرياضية الخارجية. رحم الله صاحب المدرسة العصرية في الصحافة الرياضية. بأسلوبه السهل الجميل. الممتع الممتنع. الساحر الساخر الناقد الكبير نجيب المستكاوي.