أبرزت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الأرباح التي يمكن أن تجنيها مصر بعد تشغيل حقل الغاز "ظهر" الذي بدأ عملية الانتاج الشهر الماضي. حيث أوضحت ان الحقل يمثل خطوة كبيرة ستغير خريطة الطاقة في مصر لأنها ستجعلها مركزا لانتاج الغاز في شرق المتوسط. وتري الصحيفة ان حقل "ظهر" لا تكمن أهميته فقط من الجانب الاقتصادي. بل أيضا من الناحية الاستراتيجية كأحد أكبر المصادر الجديدة التي يمكن أن تعتمد عليها أوروبا في المستقبل والذي سيؤدي بشكل كبير الي تقليل اعتماد أوروبا علي الغاز من روسيا. وكشفت عن ان التنافس علي الأسواق العالمية. أظهر مميزات حقل ظهر التي يمكن أن تجذب المستثمرين والتي تتفوق علي حقلي "أفروديت" بغرب قبرص الذي تم اكتشافه عام 2011. و"ليفياثان" الاسرائيلي الذي تقدر أعمال الاستكشاف فيه بتكلفته حوالي 4 مليارات دولار مشيرة الي أن كلا الحقلين يتنافسان مع ظهر علي السوق الأوروبي مما يجعل ذلك يمثل تحديا للجانب المصري. وذكرت الصحيفة ان أنابيب الغاز التي تريد تل أبيب مدها من المفترض أن تكون عبر ايطالياوقبرص واليونان بتكلفة 6 مليارات يورو ولكن حتي الآن لم يتم التوصل الي اتفاق نهائي بشأن ذلك. كما أوضحت بعض الخيارات الأخري لاسرائيل حيث ذكرت ان الأقل تكلفة سيكون من خلال مد أنابيب الغاز عبر تركيا ولبنان وسوريا لكن هذا الطريق يصعب تحقيقه نظرا للعداء العربي للكيان الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية. أما الخيار الأخير لحقل ليفياثان الاسرائيلي من خلال توصيل أنابيب الغاز عبر قبرصوتركيا لكنه أيضا صعب المنال بالنسبة لليهود نظرا للعلاقات العدائية بين أنقرة ونيقوسيا. أوضحت الصحيفة ان حقل ظهر يعتبر الأكثر جذبا للمستثمرين من حيث ضخامة وسرعة انتاجه الكلي الذي سيتحقق في أقل من ثلاث سنوات وذلك بالمقارنة بنظيره الاسرائيلي الذي يحتاج الي 7 سنوات للتشغيل النهائي والقبرصي الذي سيستغرق 6 سنوات. كما ان ظهر يمكن أن يصدر الغاز بشكل أسهل من خلال عمليات التسييل والنقل بالسفن العملاقة الي آسيا عن طريق قناة السويس. وتوقعت الصحيفة انه بحلول 2020 يمكن لمصر أن تحقق فائضا في الغاز مستشهدة بتقرير البرلمان الأوروبي الذي أعتبر أن مصر يمكنها التحكم في مستقبل الغاز بشرق المتوسط وستكون مركزا للطاقة في المنطقة لأنه الأفضل بين الخيارات الأخري المتنافسة بالنسبة للسوق الأجنبي.