هنأ الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر جميع الإخوة المسيحيين في مصر بمناسبة أعيادهم. قائلا: إننا نهدف من خلال الحوار المجتمعي مع الشباب. الاطلاع علي فكرهم وإبعاد الحيرة عن عقولهم لأننا نعلم أنهم متحيرون نتيجة ما يتلقونه يوميا عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي من أفكار وفتاوي. حتي أصبح ما يبث عبر تلك الوسائل يطغي علي تكوين الفكر الصحيح لديهم. وهو ما شوش الفكر والثقافة لديهم نظرا لعدم اكتمال المعلومة. مؤكدا أننا نحتاج لجهود كبيرة لضبط الخطاب الإعلامي والديني والثقافي من المتطفلين عليه حتي نحمي الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الأفكار التي شوهت علينا قيمنا ومبادئنا السمحة التي علمنا إياها الإسلام. جاء ذلك في افتتاح الحوار المجتمعي بجامعة بني سويف مشيرا إلي الجرائم التي ارتكبت مؤخرا سواء أمام مسجد السلام أو حادث الكنيسة البطرسية. والتي تؤكد أن أصحاب الأفكار التخريبية لا يفرقون بين مسلم وغيره. مؤكدا أن أقباط مصر لهم عندنا كمسلمين مكانة خاصة فقد وصانا بهم الرسول صلي الله عليه وسلم. فإنفاذ وصية الرسول صلي الله عليه وسلم توجب علينا أن نرعاهم وألا نسمح لأحد بأن يؤذيهم.. وأوضح أن حادثة مقتل السفير الروسي كانت مؤلمة جدا بسبب الكلمات التي أطلقها قاتله واصفا إياه بالكذاب. فالرسول منع الاعتداء علي السفراء والآمنين وأنه أمر بقتل مسلم قتل غير مسلم غيلة وقال "أنا أحق من وفي بذمته". متسائلا كيف عاهد هذا القاتل الرسول وهو لم يعرف حتي تعاليم دينه التي حرمت قتل الآمنين؟! وحذر الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الجماعات التي تحاول أن تبعدهم عن الطريق الصحيح إلي الفكر الإجرامي. موجها رسالته للشباب قائلا: إن مصر لن تنهض إلا بسواعدكم وبفضل وعيكم وبفضل مواجهة فكر هؤلاء المخربون. وقال: إن الحرية ليست مطلقة. فليس من حق إنسان أن يتحدث عن غيره ظلما وزورا وبهتانا. فهذه جريمة وليست حرية. فالإسلام حدد معني الحرية التي لا تضر بالآخرين. وعن تجديد الخطاب الديني. قال وكيل الأزهر إن هناك تناولا خاطئا للقضية من قبل البعض خاصة من يريد منهم هدم الثوابت التي لا تقبل التغيير فالثابت في شريعتنا أقل كثيرا من المتغير. وقال محافظ بني سويف. إن مشاركة الشباب يجب أن تكون علي أرض الواقع. نحتاج لدعم الشباب بقوتهم وفكرهم وكل فكرة قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع نرحب بتنفيذها فورا. وفي رده علي سؤال حول الوحدة الوطنية قال المهندس شريف حبيب. إن بيت العائلة المصرية بالمحافظة يعمل علي أرض الواقع وأطلقنا مبادرة بزراعة مليون شجرة زيتون "رمز السلام" للتأكيد علي العمل والمشاركة الوطنية. وقال الدكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف. مازالت الآثار المؤلمة للحادث الغادر للكنيسة البطرسية وقبلها ما حدث أمام مسجد السلام عالقة بأذهاننا. فيجب أن يقف الشعب بكل مؤسساته ضد الإرهاب والتطرف. وضد من يدبر ويخطط لهؤلاء. مشيرا إلي أن عقد الحوار المجتمعي هام وهادف ويجب أن يكون مستمرا طوال العام لنطرح منظومة الفكرة والقيم والأخلاق للحوار ونعيد طرح الأفكار التي تستعيد تلك المنظومة التي خطفتها منظومة التكنولوجيا وتطورها. موضحا أن الجامعة لها دور كبير في بناء شخصية الشباب وتأهيلهم ليس لسوق العمل فقط ولكن للانخراط في المجتمع كمواطن سوي قادر علي خدمة وطنه بأخلاقه قبل علمه. وقال القمس جبريال. ممثل الكنيسة المصرية. إن مفهوم التغيير يعني أن نترك الماضي ونتطلع للحاضر والمستقبل برؤي مختلفة تتخطي سلبيات الماضي مستمدة الطاقة من الإيجابيات. مشيرا إلي أن محبة الوطن توجب علينا التفاني في الجهد والعطاء من أجل نهضته. مع ضرورة تقبل الآخر بالحب والعطاء. وأكد أن تجديد فكر الشباب يساهم كثيرا في تحقيق التقدم للوطن. نحتاج إلي تجديد شامل في الخطاب الديني والثقافي والصحي والعملي وفي كل الاتجاهات.