دائماً يلعب الشباب دوراً حيوياً في نمو وتقدم أوطانه. خاصة إذا كان مسئولو هذا الوطن يولون الشباب الاهتمام الكافي. ويرعوه حق الرعاية.. لذا فالملاحظ في الدول المتقدمة.. أن الشباب فيها يحظون بكثير جداً من الرعاية والعناية.. ومن ثم فهم يوجهون منذ صغرهم طبقاً لميول كل واحد منهم. وبالتالي تجدهم ناجحين في حياتهم العملية.. ومن ثم فعدد الدارسين في الجامعات بالمقارنة بعدد الشباب جميعاً ضئيل جداً.. الكل هناك ينظر إلي الصالح العام.. أما نغمة التعليم الجامعي.. الدكتور والمهندس والمحامي.. إلخ.. فهي غير موجودة بالمرة.. لذا تجد الناجحين في هذه الدول معظمهم لم يلتحق بالتعليم الجامعي.. وإنما درس "كورسات" في مجال ما يتوافق وميول هذه الفئة من الطلاب. أقول ذلك بمناسبة مؤتمر الشباب الوطني الأول الذي عقد مؤخراً بمدينة شرم الشيخ.. حيث كانت الرئاسة في هذا من الذكاء بمكان. حيث اختارت الزمان والمكان بدقة متناهية. وكانت أيام ورش عمله مليئة بالزخم من كل النواحي.. وبالتالي.. أتوقع أن يؤتي هذا المؤتمر ثماره سريعاً.. لأن التخطيط له تم بمنتهي الحرفية من القائمين عليه.. ولكن الملاحظ علي فئات الشباب الذين شاركوا فيه كان معظمهم من الطبقات الأرستقراطية في المجتمع المصري.. ولم يظهر شباب الصعيد وشباب الريف.. والذين يمثلون بلا شك السواد الأعظم من الشعب المصري.. وهم من وجهة نظري أحق كثيراً بالنظر إلي مشاكلهم الكثيرة التي يعانون منها.. وكذلك أيضاً بحث مشاكل هؤلاء. تبعدهم كثيراً عن أن يكونوا صيداً سهلاً لعصابات الإرهاب. وأيضاً شباب المدن الساحلية الذين لا يتورعون في أن يخوضوا تجربة الهجرة غير الشرعية. هذه مشكلات يعاني منها شباب الريف والصعيد.. وزارات الشباب والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعي والأوقاف. يقع عليها جميعاً أعباء كثيرة في ترجمة توصيات هذا المؤتمر إلي وقائع علي الأرض. وبالتالي يحق لنا أن نقول إننا بدأنا في مصر خطوات جادة نحو بناء مصر الحديثة التي نرجوها جميعاً.. مصر التي علمت العالم وأنشأت أعظم الحضارات في تاريخ الإنسانية. .. وأخيراً: في ترجمة فورية لمؤتمر الشباب الوطني جاءتني دعوة كريمة من نقيب المعلمين بمصر الجديدة ومدينة نصر. حيث ستتم دعوة خبراء التعليم علي مستوي الجمهورية. الأستاذ مدحت مصطفي حسن.. لبحث توصيات مؤتمر الشباب والخاصة بالناحية التعليمية. والعمل علي إيجاد منتج تعليمي يتوافق وما تعيشه مصر من حالة عمل وبناء وتعلم.. لإعلاء قيم المثالية في مصر الجديدة التي نرجوها في مستقبل أيامنا.