هناك سؤال صريح يجب طرحه علي كل المزايدين علي إنجازات الوطن في الفترة الأخيرة: هل من الممكن تشييد بناية مرتفعة دون إرساء قواعد ثابتة لها في باطن الأرض؟ لعل الإجابة بصدق وأمانة تزيل الكثير من اللبس عند عامة البسطاء. خاصة أن هناك محاولات مستمرة ومستميتة لجر الوطن إلي هوة سحيقة. والتي لو نجحت لن يستقيم الأمر مرة أخري في ذلك العصر. وربما لعدة عصور قادمة. فالسياحة كرافد أساسي من روافد الاقتصاد المصري. تحاول الدولة المصرية جاهدة إنعاشها وإعادتها للحياة. من خلال استعادة الأمن في الشارع المصري. بل ومحاربة جحافل الإرهاب الأسود في سيناء. والعمل علي تسهيل بناء المنشآت السياحية وتوفير جميع الخدمات اللازمة لذلك. لكن علي الجانب الآخر علينا أن نرصد من يدعم الإرهاب في سيناء. وأن نحدد من يحاول تأجيج نار الفرقة بالجبهة الداخلية. والمشهد هنا لا يخلو من صور الغدر والخيانة لسقوط الطائرتين. الروسية في أجواء سيناء. والمصرية فوق البحر المتوسط. وهنا فقط نترك الحكم للمواطن ليعرف من يبني ومن يهدم. أما إنعاش الاستثمار الهادف إلي توفير المزيد من فرص العمل للشباب. سواء من رجال الأعمال المصريين. أو من المستثمرين الأجانب. فالدولة المصرية تعمل جاهدة علي توفير الأجواء المناسبة لتحقيقه فبادرت بتحسين قدرات شبكة الكهرباء وطورت وأضافت إلي شبكة الطرق. وامتد الأمر إلي محاولة إزالة جميع معوقات الاستثمار من خلال مراجعة القوانين المعنية. لكننا علي الجانب الآخر علينا أن نرصد من يحاول تفجير المحولات وتدمير شبكة الكهرباء. ومن يشكك في حجم الإنجازات التي تحققت علي الأرض في مجال الطرق ومراجعة قوانين الاستثمار من خلال أجهزة إعلام ملونة مأجورة تصدر صورة سلبية للعالم. وهنا فقط نترك الحكم للمواطن ليعرف من يبني ومن يهدم. وفي الوقت الذي تجتهد فيه الدولة المصرية لاستعادة مكانتها المستحقة علي المستوي الدولي وفي محيطيها العربي والأفريقي.. لما لذلك من أثر إيجابي علي مقدرات الاقتصاد المصري ومفردات الأمن القومي. والذي كان من نتائجه حصول مصر علي المقعد غير الدائم في مجلس الأمن في دورته الحالية. وتنويع مصادر تسليح الجيش. بل وامتد الأمر إلي دعوة الرئيس المصري لحضور فعاليات قمة العشرين الأخيرة في الصين. والتي تحمل في طياتها الكثير من الرسائل الإيجابية لصالح مصر. نري من يعمل علي إثارة العديد من المشكلات كتعزيز مشكلة سد النهضة. وحرمان مصر من مدخرات أبنائها من العاملين بالخارج بطرق التحايل والمراوغة بل وامتد الأمر في بعض الأوقات إلي تدعيم أفكار استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من المرور بقناة السويس.. وهنا فقط نترك الحكم للمواطن ليعرف من يبني ومن يهدم. اللحظة فارقة والتحديات جسام. والمضي قدماً للأمام. يحتاج إلي مزيد من اللُحمة شعباً وقيادة. حتي لا تترك مساحة يمكن أن تستغل من قبل ضعفاء النفوس.