استقرار أسعار الذهب اليوم الأربعاء 12 يونيو 2024    وزير الصحة يبحث مع نظيره الغيني سبل دعمهم للتصدي لفيروس C    البورصة المصرية تطلق مؤشر الشريعة EGX33 Shariah Index    حزب الله يقصف بعشرات الصواريخ ثكنة إسرائيلية في الجولان المحتل    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    كيف ستغير نتائج انتخابات الاتحاد الأوروبي الملامح السياسية للقارة العجوز؟    انتظام لاعبي الأهلي الدوليين في مران اليوم    أول رد فعل من ليلى عبدالله بعد أنباء ارتباطها ب جو جوناس    تأكيدا ل فيتو، التعليم تحدد هوية طالب حاول الغش الإلكتروني خلال امتحان الاقتصاد    بعد قليل، بدء أولى جلسات محاكمة سفاح التجمع    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة خلال أيام عيد الأضحى المبارك    أخبار مصر: تصريحات عروس الشرقية المسحولة تثير الأزهر، العالم يترقب أسعار الفائدة الأمريكية، خالد النبوي على خطى الهضبة بسبب معجب    موعد مباراة سبورتنج والترسانة في دورة الترقي للممتاز والقنوات الناقلة    مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 12 يونيو.. عز يقفز مجددًا    مسئول أمريكي: رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار يحمل استفسارات    اليوم.. 3 طلبات إحاطة على طاولة «محلية النواب»    لجان الدقي تستقبل طلاب الثانوية العامة باليوم الثاني لأداء امتحاني الاقتصاد والإحصاء    حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى "مشعر منى" الجمعة لبدء مناسكهم    الجمعة.. قافلة دعوية كبرى في مساجد الحسنة بشمال سيناء    أفضل الأدعية والأعمال المستحبة في يوم عرفة    الصحة العالمية: 2.7 مليون حالة وفاة سنويا في أوروبا بسبب الأطعمة فائقة المعالجة والكحول    الحبس وغرامة تصل ل2 مليون جنيه.. عقوبة احتكار وغش الأدوية وفقا للقانون    مات كما يتمنى.. وفاة ثلاثيني بكفر الشيخ أثناء أداء مناسك الحج    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأربعاء 112 يونيو 2024    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    دون إصابات.. إخماد حريق عقار سكني بالعياط    ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بزيادة الطلب    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    عاجل- أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأربعاء 12-6-2024    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    حبس شقيق كهربا 4 أيام لاتهامه بسب رضا البحراوي    إصابة شخص صدمته سيارة مسرعة أعلى محور صفط اللبن بالجيزة    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    فيديو صام.. عريس يسحل عروسته في حفل زفافهما بالشرقية    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    عاجل.. محمود تريزيجيه: لا تفرق معي النجومية ولا أهتم بعدم اهتمام الإعلام بي    تريزيجيه: حسام حسن مدرب كبير.. والأجواء أمام غينيا بيساو كانت صعبة    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    برلماني: مطالب الرئيس ال4 بمؤتمر غزة وضعت العالم أمام مسؤولياته    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها : فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 01 - 04 - 2016

قال مصطفي أيوب عميد متقاعد من جسر السويس أيهما أكبر في الذنب الزنا أم ترك الصيام بلا عذر.. وهل لا تقبل التوبة مطلقا إلا إذا ردت حقوق العباد قاطبة وما الحكم لو تعذر ذلك؟
ييجيب الشيخ أنا محمد إبراهيم من علماء الازهر الشريف..الزنا وترك الصيام كبيرتان من أكبر الكبائر المحرمة شرعا.. قال تعالي "ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا" فالقرب منه يوصل إلي الزنا الأكبر والعياذ بالله لذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "ما اجتمع رجل وامرأة الاوكان الشيطان ثالثهما".
قال تعالي بشأن فرضية الصيام "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وقال صل الله عليه وسلم "بني الاسلام علي خمس.. فذكر منها صوم رمضان" أخرجه البخاري. وان كنت أرجح عظم ارتكاب الفاحشة علي عدم الصيام باعتبار أن الصووم حق الله يتجاوز عن عبده إذا تاب وأخلص وعزم علي عدم العودة لترك هذا الركن فضلا عن قضائه ما فاته ولو يومين في الاسبوع إذا كان ما عليه سنين طويلة حتي يغلب علي ظنه الاداء فالضرر هنا يتعلق بشخص الانسان فقط بخلاف الزنا الذي يتعلق ضرره بالاخرين ففيه غضب لله وفيه ضرر للاخرين حيث يضر المرأة التي انحرف معها وكان بإمكانه ان يقول لها اتق الله حتي لو هي التي دعته لذلك ففي حديث البخاري "من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله فذكر منها رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني أخاف الله" إذن هو ساعدها علي الفساد والغواية وقد تقتل بسبب ذلك أو تجهض جنينها أو يصاب أبوها بأزمة قلبية حادة تؤدي بحياته فضلا عن العار والفضيحة اللذين سيلحقان بأفراد اسرتيهما علي الدوام بالاضافة إلي نفور الناس منهم وعدم الاقتران بهذه الاسرة نسباً ومصاهرة إذا كان عندهم فتيات فهو يتحمل ذنب كل هذه المصائب دفعة واحدة لذلك ذكر الله تعالي الزاني مع الزانية في العقوبة الشرعية قال تعالي "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين".
والتوبة لاتقبل إلا برد الحقوق فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال "من كانت له مظلمة لاخيه من عرضة أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم ان كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمتة وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه فهذه هي القاعدة لذا ينبغي طلب العفو والتسامح من الغير فإذا ظلم انسان فلان في مال وجب عليه رده ولو بطريق غير مباشر بأن يرسل علي عنوانه المبلغ دون كتابة اسمه المهم الرد فان عجز عن معرفة عنوان مسكنه تبرع للفقراء واليتامي والمساكين بتحديد النية له أما إذا تعذر رد المظالم إلي أهلها.. كالذي زنا وقتل فالذي ارتكب الفاحشة ان كان هو الذي غرر بها فعليه ان يتزوجها ويتوب فإن كانت غير ذلك فعليه ان يستغفر لها ولاهلها ويتصدق عنهم جميعا لتكون هذه الاعمال ذخائر لهم في الاخرة ليرضي الله عنهما خصماءه يوم القيامة بشرط ان ينكسر قلبه ندما وبكاءً وخوفاً من الله ومن قتل يندم ندما شديداً وعليه بالدية المكررة شرعا فان عجز أو تعذر ذلك لنقص امكانياته فعليه بالدعاء والاستغفار وفعل الصدقات لمن قتله فتكون ذخيرة وهدية له في الاخرة وليرضي الله عنه خصماءهم يوم العرض عليه ودليل ذلك الحديث الوارد في البخاري ومسلم من توبة الله علي من قتل مائة ولم يعمل خيرا قط لانه قبل ذلك منه بسبب صدق توبته وأيضا قال في ثواب الحج من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه فالحديث علي عمومه أي لم يستثن منه الحقوق..
والله تعالي أعلي وأعلم.
في الحملة علي أئمة السنة
مذيعو :الفتنةيختلقون صراعاً بين أئمة الإسلام حول المرأة
القضية لم تغب عن الساحة يوما.. ولكن كثرالحديث حولها بعدما أثارها الألمان أمام فضيلة الإمام الأكبر في زيارته الأخيرة وإقناع شيخ الأزهر للحاضرين وأعضاء البرلمان هناك بالموقف الصحيح للإسلام منها.
القضية تخص حديث القرآن عن المرأة ولكن المتصيدين لأي خطأ ساءتهم إجابة الشيخ أمام الصحافة العالمية وتأكيد الحاضرين أنهم فوجئوا بحديث جديد عن الاسلام من إمام السنة في العالم لم يسمعوا به من قبل.. وفي خضم هذا الحديث العالمي عن الاسلام خرج البعض في مصر ليتصيدوا حديثا للبخاري ومسلم تصوروا أن فيه ضالتهم المنشودة وقالوا ان الصحيحين ليسا بصحيحين لأنهما يخالفان كل ما أكده القرآن بشأن المرأة ومساواتها بالرجل.. وصفوا الحديث بقائمة اتهامات للنساء تنسف كل ما قاله شيخ الأزهر عن المرأة في ألمانيا.
وبجهل رهيب نصبوا من أنفسهم علماء للحديث وطالبوا بشطب ما ذكره ا لبخاري ومسلم ووصفوه بأنه منسوب إلي الرسول زورا.
سألت علماء الدين.. هل يتصادم ماذكره البخاري ومسلم عن المرأة مع ما جاء به القرأن.. وهل هذا الحديث موضوع يجب حذفه؟.. وإذا كان هذا صحيحا فكيف غفل عنه علماء الحديث كل هذه المدة؟.. وهل هذا ينسف حديث فضيلة الامام الأكبر عن المرأة في الإسلام والذي أثار انتباه العالم؟
وقبل استعراض إجابة العلماء فإن الحديث المقصود هو الذي رواه أبو سعيد الخدري والذي قال فيه "خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم في - أضحي أو فطر - إلي المصلي فمر علي النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن لم يا رسول الله؟.. قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير.. ما رأيت ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من إحداكن.. قلن وما نقصان ديننا وعقلنا؟ قال.. أليست شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل.. قلن بلي - قال فذلك من نقصان عقلها - أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم.. قلن بلي.. قال فذاك من نقصان دينها"
الدكتور محمد محمود الجبالي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر يقول إن الحديث المذكور صحيح ولا يتصادم إطلاقا مع حديث القرأن عن المرأة سواء أكان ذلك تشريعا لأحكام أو تقرير الواقع أو تأكيد المساواة.. بل إن الحديث أكثر من ذلك يتفق مع ما أكدته تجارب الحياة عن المرأة سواء في الشرق أو الغرب.. وعندما أتحدث عن هذه التجارب فإن قول الرسول صلي الله عليه وسلم ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن هو أصدق تعبير علي ما يحدث الأن في استخدام كثير من النساء من قبل مؤسسات عالمية للترويج لسلعهن فلا تجد إعلانا إلا وفيه امرأة مهما كانت المادة أو السلعة التي يعرضها الاعلان.. بل الأخطر من ذلك هو ما ثبت وما نشر عن أن بعض أجهزة المخابرات العالمية تستعمل بعض النساء للإيقاع بالخصوم.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يجد هؤلاء غير المرأة للترويج للسلع والإيقاع بالخصوم؟
والإجابة هي اعتراف العالم الصريح أن المرأة هي المخلوق القادر علي هذه المهمة لشدة تأثيرها خاصة إذا كانت ناقصة عقل ودين لا تعرف شيئا عن الدين ولا تلتزم بأي أخلاقيات.. فهي القادرة علي التأثير علي عقول أخطر الجواسيس كما هي قادرة علي التأثير علي عقول المستهلكين.
ولذلك فإن المرأة إن لم تلتزم بأخلاقيات الدين والاسلام أصبحت تشكل خطرا علي أي أمة.
هذا من ناحية الواقع الذي يشهد به الجميع الأن.. غير أنه بالنسبة للأحكام الشرعية فإن الحديث لا يترتب عليه أي حكم لأنه يتحدث عن صفات أي يصف طبيعة خلقيه وأحوال نفسية ولا يضع أحكاما شرعية.. فالمساواة بين الرجل والمرأة مقررة في القرأن كما هو في السنة.. واية الأحزاب التي تبدأ بقوله تعالي "إن المسلمين والمسلمات" وتختم بقوله تعالي "أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما" وقوله تعالي "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" وقوله تعالي "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض".. كل هذه الآيات لا يتعرض لها الحديث المذكور ولا يتعارض معها بل إنه يذكر صفات وليست أحكاما شرعية. كما أن الحديث هدفه التحذير للنساء لحثهن علي عمل الصالحات كما أن بعض هذه الصفات لا تخص كل النساء مثل تكثرن اللعن وتكفرن العشير وأكثر أهل النار فلا يمكن مثلا أن تطبق هذه الصفات علي فاطمة الزهراء بنت الرسول صلي الله عليه وسلم ولاعلي السيدة خديجة أول زوجة للرسول وغيرهن كثيرات ولذلك كان الحديث حريصا علي ذكر السبب.. إضافة إلي ذلك فإن الدارسين للغة العربية يعلمون أنه يوجد نهي في صورة خبر مثلما تقول لرجل عاشق للنساء مثلا إن هذا سيد خك النار.. فهو خبر صادق ولكن الغرض منه النهي والتحذير حتي يبتعد عن الحرام وليس معني ذلك أنك تحكم عليه بأنه حتما سيكون من أهل النار.. وماذا تقول في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا صلت المرأة خمسها وحفظت فرجها وصامت شهرها قيل لها ادخلي الجنة من أي من أبوابها الثمانية شئت" فهل تدخل كل هؤلاء النساء في قوله "رأيتكن أكثر أهل النار".
إن الحديث وصف وليس تشريعا وهو وصف لحالات بعينها ليس ضروريا أنه ينطبق علي كل النساء الصالحات منهن وغير الصالحات.. كما أن القرأن نفسه يؤكد في أيات كثيرة بعض هذه المعاني.. بل إن زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم تحدث عنهن القرأن في آيات سورة التحريم بتحذير أشد "إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير.. عسي ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا" إن الآيات عن بعض زوجات للرسول وهن أمهات المؤمنين وتصف ما حدث بقوله "وإن تظاهرا" أي أن هناك أفعالاً ضد سيد الخلق وقد بدأت السورة بقوله تعالي "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك".
فهل معني ذلك أن هذه الآيات تبخس حق النساء في الإسلام أو تقرر تشريعا ظالما لهن لا يساوي بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات والثواب والعقاب. ان القرأن الذي تحدث عن هذه الوقائع هو أيضا من تحدث عن ملكة سبأ التي وصفها بأنها أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وبقية الآيات التي تتحدث عن مناقب هذه المرأة معروفة..إن السنة تقرر أيضا اشتراك بعض النساء في غزوات الرسول ونزول الرسول علي رأيهن في بعض الأحداث بل إن السماء اهتزت لشكوي سيدة جاءت للرسول صلي الله عليه وسلم لأن زوجها ظاهرها ونزلت آيات الظهار في سورة المجادلة.
أضاف الدكتور الجبالي إن المشكلة أن البعض يتصور أن قراءة كتاب أو اثنين في الدين يجعله عالما يصدر الفتاوي ويستطيع أن يفرق بين الأحاديث الصحيحة والموضوعة وهذه هي المشكلة إن البعض يتطاول علي أئمة الحديث وهو لايعرف التفريق بين الطهارة والنجاسة.
الدكتور محمد أبوليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية بجامعة الأزهر يقول إن البعض الأن يشكك في كل شيء لتصفية المصادر الاسلامية وعلي رأسها البخاري ومسلم. أما الحديث المذكور فإني أراه من أصدق الأحاديث لأنه عبارة عن تحليل نفسي لمجموعة من النساء غير أن الاسلام كرم المرأة بلاحدود لم يعرفها العالم ولكن تكريم الاسلام لها ليس بمعزل عن دينها ولا أخلاقها فقد أحب الرسول زوجته خديجة وأخلص لها وحزن عليها حين توفت فسمي الناس عام وفاتها عام الحزن وقال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وتحدث القرأن في آيات كثيرة عن النساء وحدد لهن حقوقهن في أيات مشهودة بل إن إحدي سور القرأن اسمها سورة النساء وحذر القرأن الأزواج من ظلم زوجاتهم وقال "ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا" ولا يوجد في العالم نظام حفظ حقوق النساء كالإسلام.
غير أن الصراع بين الرجل والمرأة هو صراع مصطنع لا يعرفه الاسلام وقد قال كارل ماركس زعيم الشيوعية في العالم "لو قدر لي أن أكتب مرة أخري لغيري عن صراع الطبقات لحولته إلي صراع بين الرجل والمرأة" وهو صراع لايعرفه الاسلام لأنه يجعل الأم هي أحق الناس بحسن المصاحبة ويجعل الاحسان للوالدين المرأة والرجل بعد عبادة الله مباشرة وتوحيده فيقول "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" ويحث الآباء علي الاعتناء بتربية البنات ويجعل لهن حديثا خاصا ويعد بالجنة لكل من أحسن تربيتهن.. هذا هو اهتمام الاسلام بالمرأة.. وتلك هي بضاعتنا أما بضاعة غيرنا فهي استغلال النساء في الترويج للسلع وجعلها وسيلة للتكسب ببيوت "الدعارة" والحرام..أضاف الدكتور أبوليلة إن الحديث المذكور لاعلاقة له إطلاقا بالأحكام الشرعية والفقهية التي تقرر حقوق المرأة في المجتمع وإنما هو يتحدث عن صفات لبعض النساء وليس معني أن أكثر أهل النار منهن أن الله سوف يظلم المرأة العاملة القانتة فهذا جهل لا علاقة له بالعلم وعليهم أن يصمتوا حتي لا يضحك علينا العالم.
الدكتورة أمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر تري أن الاسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وأنها تؤيد فضيلة الإمام في ذلك غير أن الأزهر ذاته لا يطبق هذه القاعدة في واقعه العملي فلاتري أستاذة واحدة في مجمع البحوث الاسلامية رغم أن منهن من تتفوق كثيرا علي الرجال ولا يوجد نائب رئيس جامعة من النساء حتي في فرع البنات وتتساءل أليس من المناسب أن ترأس هذا الفرع سيدة.
وقالت إن الحديث المذكور نوع من التحذير للنساء وحثهن علي حسن العشيرة ولكن البعض يؤول الحديث لهوي في نفسه والمشكلة أن التفاسير تخضع لأهواء الرجال لأنهم ينفردون بالفتيا والتفسير والتأويل وهذه مشكلة نرجو أن نجد حلا لهاخاصة أن بعض النساء حوربن عندما دخلن هذا الميدان.
العلماء
الإنسان مطالب بالبحث عن الرزق الحلال ولا مبرر للفساد
القرآن حذر من الفجوة بين الأقوال والأفعال
أكد العلماء انه ليس هناك مبرر للرشوة والفساد والانسان مطالب بالبحث عن الرزق الحلال وأن العدالة والحزم في تطبيق القانون من شأنها أن تقضي علي مظاهر الفساد والغش التي تنتشر في سلوكيات كثير من الناس..وقالوا إن الفجوة الواسعة بين الأخلاق النبيلة وسلوكيات الناس رغم أداء العبادات ترجع إلي الانفصام المجتمعي الذي رسخته الرشوة والمحسوبية والتحايل علي القانون.
في البداية يقول الدكتور محمد عبدالستار الجبالي أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف: قد يرجح البعض ظاهرة تفشي الغش وانتشار الفساد في مجتمعنا واختفاء الضمير من أقوال الناس وأفعالهم إلي الحياة الصعبة.. وحالة الضيق التي يعيشونها.. وانعدام العدالة الاجتماعية.. لكن هذا ليس مبررا علي الاطلاق لأن الانسان طالب بالعمل والاجتهاد والبحث عن الرزق الحلال وإتقان أي عمل يسند إليه في أي ظرف من الظروف مهما كانت صعبة ومعقدة لأنه سوف يحاسب أمام الله سبحانه وتعالي عن الطريقة التي اكتسب بها رزقه.. هل اكتسبه من حلال أم من حرام والعياذ بالله.
وقال د.الجبالي: إنه من أهم أسباب انتشار سوء الخلق بين الناس وظهور الغش هو غياب الجهات الرقابية عن القيام بدورها والفوارق الرهيبة بين الطبقات.. حيث تجد اثنين في نفس العمر وتخرجا من نفس الكلية لكن كل منهما يعمل في جهة مختلفة عن الآخر وتجد أحدهما يتقاضي آلاف الجنيهات نظير عمله والآخر يتقاضي الفتات لدرجة أن ما يحصل عليه لا يسد حاجته بمفرده.. فإذا تم إعادة توزيع الأجور وتطبيق العدالة الاجتماعية علي الجميع سيأخذ كل ذي حق حقه وسينعم الجميع بالهدوء والاستقرار وسيختفي الحقد الطبقي.. وسيتقن كل إنسان عمله.. وسيتلاشي الغش شيئا فشيئا.. وسوف تتحسن صورة مجتمعنا للأفضل.
غياب الضمير .. وإختفاء الأخلاق
ويقول الدكتور عبدالفتاح إدريس الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: لابد أن نعرف جميعا في البداية أن الغش كبيرة من الكبائر إذا ماترتب عليه إزهاق - دون ذنب - لأرواح بريئة.
أوضح أن انتشار الغش في المجتمع يرجع لغياب الضمير واختفاء الأخلاق من سلوكيات الناس والانفصام الرهيب بين الواقع الديني للناس والمفهوم الديني لديهم وما يجب أن يكونوا عليه.. فأغلب الناس يتكلمون عن الدين وأوامره ونواهيه والحلال والحرام وهم في تصرفاتهم أبعد ما يكونوا عن الدين..وهذا هو لب الموضوع.. فالنبي صلوات الله وسلامه عليه حينما عرف الإيمان قال: "ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل".. لذلك فالمؤمن الحق هو الذي يتطابق عمله مع قوله.. أما الذي يقول مالا يفعل فليس بمؤمن لقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لما تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون" وهذا للأسف هو حال الغالبية العظمي من الناس حيث تجد الواحد منهم يتحدث عن الأمانة وعن خائن لها ويداوم علي الكذب ولا يقول كلمة واحدة صدق.. وثالث يتحدث عن الرشوة وهو مرتش فالفجوة بين أقوال الناس وأفعالهم أهم مشكلة في مجتمعنا.. وهناك مشكلة زخري وهي استمرار الناس لكل ما هو حرام وتبريرهم للحرام.
وقال الدكتور إدريس: الدين ما هو إلا قيم وسلوك وما بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا ليتمم مكارم الأخلاق.. وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع.. فالدين ليس عبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج فقط.. إنما هو معاملات وسلوك وإتقان للعمل للعمل ومراعاة لحقوق الله تعالي وحقوق الناس.. وغض للبصر عن كل ما هو حرام ومحرم وعدم الخوض في أعراض الناس وتجنب الغش في كل شيء.. لكن هذا ما لا يفعله أغلب الناس حيث تجدهم يسارعون إلي أداء الصلاة ولا يتقنون عملهم.. بل إنهم يعطلون مصالح الناس وليس هذا فحسب فقد تري فئة كبيرة تتفق مع التزويغ من العمل من أجل أن تلحق بصلاة الجماعة.. وفئة ثالثة تستبيح الغش والرشوة وتتسبب في أضرار لا حصرلها لإناس أبرياء.. فليت الجميع يعي جيدا أن حسن الخلق وإتقان العمل واستدعاء الضمير في كل عمل يؤديه الناس من تعاليم هذا الدين ومن متطلباته وهذه هي مهمة الدعاة.. فيجب أن توجه الخطب والدروس الدينية إلي هذه الأمور.. وتعليم الناس صحيح الدين وتهذيب سلوكياتهم بدلا من الحديث عن الأشياء العقيمة والتي حفظها الجميع وملو منها وهم في حاجة إلي من يهذب سلوكهم ويعلمهم صحيح دينهم.
العبادات..والإرتقاء بالسلوك
وبين د.عبدالفتاح إدريس أن الله سبحانه وتعالي شرع العبادات من أجل الارتقاء بسلوك الناس وتقويم النفس والوصول بها لمكارم الأخلاق.. لكن أن تنحي العبادات جانبا عن السلوكيات وتفصل بينهم فهذا ليس من الاسلام في شيء.. وقد لا تقبل الفريضة التي يؤديها.. فما أدري ذلك الشخص الذي يصلي ويصوم ويحج وهو يغش في الدواء وهو يغش في الأكل وفي مواد البناء.. فإن هذا الجرم الذي يرتكبه قد يسقط عنه الفريضة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له".
أمراض لابد من علاجها
أما الدكتور أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة فيرجع ظاهرة الغش وغياب الأخلاق في مجتمعنا إلي تفشي قيم البلطجة والفهلوة بين الناس.. وقال للأسف الشديد الأخلاق اختفت وأصبحت نادرة..كما غاب الضمير وأصبح سرابا.. وحل محلهما قيم لم يكن لها وجود من قبل.. بل أصبحت هذه القيم هي السمة المميزة للمجتمع المصري.. كما أنها صارت أمراضا اجتماعية يتصدي لها خبراء الاجتماع لمنع انتشارها بين الناس لكن دون جدوي.. فهذه الأمراض كفيلة بالقضاء علي المجتمع وتدميره.
وقال للأسف أصبح الدين مباحا بل وصار لعبة في أيدي الناس يفعلون به ما يرون لهم دون وازع أو ضابط.. فالرشوة منتشرة والغش أصبح في كل شيء.
وتساءل د.مجدي حجازي قائلا: أين الأخلاق وأين الضمير وأين الدين وأين الخوف من الله عز وجل المطلع علي الجميع سرا وعلانية لقد ذهبت كل هذه القيم التي هي أساس الدين الاسلامي إدراج الرياح.. واستحل الكثيرون الحرام واعتادت عليه وأصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم.
طريقة العلاج
وطالب د.أحمد مجدي حجازي بضرور إعادة تربية النشء من جديد.. وكذلك العمل علي ضرورة غرس القيم الحميدة فيهم وقبل هذا وذاك.. لابد من إعادة تقويم الآباء والأمهات وأيضا استبدال القيم الهدامة والسلبية التي اعتادوا عليها بأخري بناءة وإيجابية.. وهذا كله لن يتحقق إلا بقيام ثورة أخلاقية يقوم بها الناس ويكونوا علي قناعة بذلك إن أرادوا التغيير وإصلاح أولادهم وتغيير وجه المجتمع للأفضل.
إصلاح المنظومة دينيا وتعليميا
أما الدكتور علاء فايز محمد أستاذ علم النفس بجامعة المنيا فيؤكد أن مظاهر الانفلات الأخلاقي بدأت تطغي علي المجتمع مع بداية التحلل السياسي في نهاية حكم مبارك.. وسمح به النظام حتي يكون غطاء لفساد النظام.. وعندما جاءت ثورة 25 يناير أجهضت النظام السياسي وأسقطته فأدي ذلك إلي حالة من الانفلات داخل جميع مؤسسات الدولة فسقطت منظومة القيم الاجتماعية الأصيلة التي كانت تحدد ملامح الهوية الثقافية والمصرية وكذلك سقط دور المدرسة وتعاظم دور الاعلام.
وأشار د.علاء فايز إلي أن المدرسة المسئولة عن التربية وغرس القيم الثقافية التي تضبط السلوك.. لم تعد موجودة وبسبب غيابها كانت هناك مساحة كبيرة جدا للإنفلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وتحولت معظم ميادين مصر الحضارية المنضبطة إلي ميادين عشوائية لايحكمها نظام غير البلطجة والانفلات الأخلاقي وفوضي المرور وهذا يعد نتيجة طبيعية لسقوط النظام.. وتبع ذلك نظام سياسي آخر منفلت يقوم علي فرض الرأي بالقوة متمثلا في جماعة الاخوان وباعتبارهم فريقا منفلتا دعموا الانفلات لدي فريق آخر وكادت مصر تسقط فريسة لصراع المنفلتين الدخول في حرب أهلية ولم يكن هناك جهاز أو مؤسسة بالدولة المصرية غير جهاز القوات المسلحة الذي خشي علي نفسه من حالة الانفلات التي هزت جميع أرجاء الدولة المصرية فدعم ثورة 30 يونيو ومنذ ذلك بدأ تصحيح المسار من النظام المنفلت إلي النظام المنضبط حيث أفرز نظاما سياسيا منضبطا سوف يحقق الانضباط للشخصية المصرية والشارع المصري في غضون عشر سنوات قادمة.
وأوضح د.علاء فايز أن الأسرة المصرية فقدت دورها نتيجة تدخلات متعددة متمثلة في الانفلات الإعلامي وغياب دور المدرسة وبالتالي لا تستطيع الأسرة مواجهة الانفلات الأخلاقي ومشكلات أفرادها وانتشار الغش والفساد طالما كان المحيط الذي تعيش فيه دافعا للانفلات.. من هنا يجب إصلاح المنظومة ككل دينيا وتعليميا وصحيا وإجتماعيا وأمنيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.