"صناعة النواب" تناقش وضع ضوابط منظمة للتجارة الإلكترونية    محافظ المنيا: توريد 382 ألف طن قمح منذ بدء الموسم    كيفية التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة في مصر 2024    استطلاع للرأي: 54% من الفرنسيين يؤيدون حل الجمعية الوطنية    عاجل..أنشيلوتي: ريال مدريد لن يشارك في كأس العالم للأندية    ضبط طالبين بالبحيرة وبني سويف لمحاولتهما الغش خلال امتحان التربية الوطنية    الإعدام لكهربائي قتل طفلة في الطالبية    صعود مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات جلسة الإثنين وسط تداولات ضعيفة    وزير السياحة يطمئن على أوضاع السياح الألمان والنمساويين بمصر بعد إفلاس شركة FTI    وزيرة الهجرة تستقبل الرئيس التنفيذي للغرفة الألمانية العربية للتجارة لبحث التعاون    المصيلحي: سعر السكر على البطاقات 12.60 جنيه.. والحكومة رفضت الزيادة| خاص    تدخل برلماني لحل أزمة مصاريف المدارس الخاصة    قيادي ب"فتح":التفاوض الجاد هو السبيل للوصول لحلول وسط لمجمل القضية الفلسطينية    الاحتلال الإسرائيلى يعتقل 30 فلسطينيا من الضفة الغربية    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    استطلاع: أكثر من نصف مؤيدى بايدن يدعمونه للولاية الثانية بدافع معارضة ترامب فقط    بحضور البابا تواضروس.. تدشين كنيسة الأنبا إبرام فى دير العزب بالفيوم (صور)    تشاهدون اليوم.. مصر تلتقى غينيا بيساو وغانا تستضيف جمهورية إفريقيا الوسطى    أبو الوفا: اقتربنا من إنهاء أزمة مستحقات فيتوريا    جامعة عين شمس تستقبل وفدا من وزراء التعليم الأفارقة    ارتفاع البلطي وانخفاض الجمبري.. أسعار السمك بسوق العبور اليوم الاثنين    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يشيد بإسهامات ندوة الحج العملية لخدمة ضيوف الرحمن    الاسم "محمد" واللقب "أصغر حاج".. مكة تسجل أول حالة ولادة بموسم الحج 2024    الفنان أيمن قنديل أمام لجنة الأورمان بالدقي للاطمئنان على نجله    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    عمرو دياب يلجأ للنيابة العامة وقرار بإخلاء سبيل الشاب الذي تعرض للصفع    رئيس تحرير الأخبار: مؤتمر غزة الدولى محاولة لإيقاظ الضمير العالمي لوقف الحرب    أمين «الفتوى» يكشف فضل وثواب العشر الأوائل من ذي الحجة    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    الحكم في طعن «شيري هانم وابنتها زمردة» على سجنهما 5 سنوات| اليوم    منتخب الارجنتين يفوز على الإكوادور بهدف وحيد بمباراة ودية تحضيراً لبطولة كوبا امريكا    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل 30 فلسطينيا بالضفة الغربية لترتفع الحصيلة ل 9155 منذ 7 أكتوبر    بعد غيابها العام الماضي.. ياسمين عبد العزيز تعود لدراما رمضان في 2025    لميس الحديدي تعلن عن إصابتها بالسرطان    استشارى نفسى يقدم نصائح للآباء لدعم الأبناء خلال امتحانات الثانوية العامة    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    كل ما تريد معرفته عن تشكيل وموعد الإعلان عن الحكومة الجديدة 2024    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟.. «الإفتاء» توضح    حياة كريمة .. جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    الخشت: قافلة الجيزة الطبية استكمال لجهود الجامعة ومشاركتها للتحالف الوطني    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    ممنوعات يجب تجنبها مع طلاب الثانوية العامة طوال فترة الامتحانات    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    أول إجراء من وزارة الرياضة بشأن أزمة «الدروس الخصوصية» في صالة حسن مصطفى    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    5 معلومات عن زوجة أمير طعيمة الجديدة.. ممثلة صاعدة وخبيرة مظهر    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    ضياء السيد: عدم وجود ظهير أيسر في منتخب مصر «كارثة»    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيقات
يقدمها: نبيل نور
نشر في الجمهورية يوم 29 - 11 - 2014

في لحظة ما. يهون كل شيء أمام عينيك. عندما تفقد أعز ما تملك. ويخطف أو يسرق أو يضيع ابنك منك. وقتها ستساوي الدنيا لديك صفراً.. هذه النظرية استغلها بعض اللصوص. واتجهوا لسرقة وخطف الأطفال وطلب الفدية من الأهل. أو حتي التعذيب والاغتصاب. والقتل.. وقد يصل الأمر إلي الاتجار بالبشر.
إنها ظاهرة حديثة وجديدة علي المجتمع المصري المتماسك. والمترابط. جعلته يهتز وينتفض أمام تلك الظاهرة التي تطالعنا وسائل الإعلام صبيحة كل يوم بحوادث من هذا القبيل. الأمر الذي جعل الأمر ينذر بكارثة مجتمعية رهيبة علي المدي القريب والبعيد. خاصة مع بداية العام الدراسي. وتحرك الأطفال الصغار من وإلي المدارس والحضانات. المشكلة أن التكييف القانوني لمثل تلك الحالات يكون: إما تائها. أو مفقودا.. وهذا يجعل البحث ضعيفا أو منعدما من قبل الشرطة. ويكون العبء هنا علي الجمعيات الأهلية.
"الجمهورية" سبَّاقة دائماً. فهي من أولي الصحف المصرية التي اهتمت بالأمر. وخصصت خدمة مجانية للإبلاغ عن المفقودين بصفحة الحوادث. ونجحت أكثر من مرة في إعادة أطفال مفقودين أو مخطوفين أو تائهين إلي ذويهم. وأدخلت البهجة والسرور علي العديد من الأسر.. عبر عشرات السنين نتلقي اتصالات تبلغنا عن رؤية أطفال في مكان ما. أو وجودهم بمنزل أحد أصحاب الخير. نتواصل مع أهلهم لتهدأ أوجاعهم. ويعود أبناؤهم إليهم.. إلا أن الأمر تزايد بشكل مستفز. ومتكرر. لذا نفتح الملف من جديد خاصة مع تفشي تلك الظاهرة في الصعيد ووجه بحري. والقاهرة أيضاً.
الأرقام والإحصائيات تشير إلي تزايد حالات الاختطاف والسرقة بين الأطفال. وصغار السن. والتي منها علي سبيل المثال لا الحصر. الطفلة زينة ببورسعيد. والتي تم اغتصابها بعد خطفها. والطفل يوسف بقرية كوم يعقوب بأبوتشت. محافظة قنا. الذي تم خطفه وقتله وإلقاء جثته بالترعة.
وتحدثنا الأرقام عن حالات شبيهة عن نموذج زينة ويوسف. بل أشد بشاعة إذ تصل معدلات السرقة إلي نسب عالية تتعدي 300 حالة خطف لأطفال في سن أقل من 7 سنوات نصفهم علي الأقل لا يتم إبلاغ الشرطة وقت الاختطاف خوفاً علي الطفل من القتل والاتجاه لدفع الفدية.. وتشير الأرقام إلي أن حالات خطف الأطفال زادت بشكل كبير بعد الثورة بنسبة تجاوزت 90% وتعدت 1860 حالة خطف العام الماضي.
في جولتنا علي الأرض رصدنا واقعاً مأساوياً. حيث ارتفعت الفدية إلي ربع مليون جنيه. وقد تصل إلي مليون.. الأمر الغريب أن الخاطفين لا يترددون في قتل الطفل وإلقاء جثته في الشارع بعد سرقة أعضاء منها. الأمر الذي أصبح مزعجاً إلي حد كبير. جعل الأهالي يخافون علي أبنائهم من الخروج وحدهم خاصة عند العودة من المدارس. وهي الحالة الأكثر انتشاراً في طرق السرقة. حيث يستدرج السارق الطفل من أمام المدرسة بحجة أنه من طرف والده. ثم يبدأ خيط المأساة مع الجريمة البشعة. والابتزاز وطلب الفدية.
الواقع المرير كان واضحاً في أوضاع الحضانات. التي تتربع علي قائمة خطف الأطفال. خاصة في سن ما قبل المدرسة. حيث يقوم الأهالي بتوصيل الأطفال إلي الحضانة. ويأتي من يأخذهم.. ويتم الخطف من هذه الثغرة سواء عن طريق الألعاب أو تأخر أحد أفراد الأسرة أو عن طريق "الدادة" الموجودة بالحضانة.
في منطقة إمبابة. حكت الأم سناء قصتها مع خطف ابنها منذ عامين. حيث تأخر الابن عن موعد عودته اليومي من المدرسة التي تبعد قليلاً عن المنزل الموجود بأطراف إمبابة. وقتها اشتعل قلب الأم. فذهبت بنفسها للمدرسة لتعلم أنه قد خرج من فصله. وتبدأ خيوط الجريمة تتكشف لدي الأسرة بعد اتصال من العصابة بالأب الذي يعمل بمصنع لإنتاج العبايات.. الرجل لم يستطع الحديث مع الخاطفين. فهو لم يفهم أي شيء. ترك الأب عمله وقرر العودة بسرعة البرق إلي البيت. ليجد الأم تبكي.. وقتها فهم القصة وبدأ خياله يتحرك إلي أن جاء الاتصال الثاني من رقم آخر إلي الأب الذي طلب التأكد من وجود الابن وسماع صوته. فلبت العصابة. وبعدها طلبوا 100 ألف جنيه. وخلال 24 ساعة. وهددوا أنه في حال الاتصال بالشرطة. لن يجدوا ابنهم إلا جثة هامدة... الأب احتار ماذا يفعل. فكل ما يملك لا يتعدي 10 آلاف جنيه. فقرر إبلاغ الشرطة. واتصل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة. وجهاز حماية الطفل. لكن الأمر لم يلق أي اهتمام وجدية. فما كان من العصابة إلا التهديد الحقيقي بالقتل وإيصال الأب رسالة بهذا المحتوي بجدية. الأمر الذي دفع الأب خلال ساعات قليلة للموافقة ودفع المبلغ للعصابة التي ردت إليه الطفل بالاتفاق في مكان قرب الطريق الدائري بالريف.
صفحات الحوادث بالصحف وإعلانات الجرائد والتليفزيون عن المفقودين لا تتوقف أيضاً سواء كانوا تائهين أو مخطوفين لطلب الفدية. أو مخطوفين للاتجار بالبشر. أو الأعضاء في ظل غياب الدور الحكومي والأهلي عن متابعة تلك الظاهرة التي بدأت في التفشي. الأمر الذي استدعي تدخل شباب الفيس بوك. وعمل حملات شبابية علي صفحات التواصل الاجتماعي للإبلاغ عن المفقودين. والمخطوفين.. وظهرت صفحة حملة مقاومة خطف الأطفال علي موقع فيس بوك وحملة مفقودين وحملة تصوير المتسولين إذ ربما يكونون تائهين. أو مختطفين من أهلهم.
وتهدف تلك الحملات إلي القضاء علي تلك الظاهرة عن طريق محاربة التسول بالأطفال واستغلالهم في العمل القسري ورفض فكرة وجود الطفل في الشارع للتسول أو العمل في الشارع بشكل عام. ومساعدة أهالي الأطفال المخطوفين بنشر صور ومعلومات عنهم ومتابعة لتطورات حالاتهم.
ومن خلال استعراض أشهر الحالات نجد الطفل يوسف 6 سنوات مختطف منذ أكثر من 50 يوماً من منطقة القناطر الخيرية بالقليوبية. هذا الطفل تم اختطافه من قنطرة النعناعية بمركز أشمون بالمنوفية. الحملة نشرت صورته وتطالب بالإبلاغ عن أي معلومة عنه بدون أي جدوي. إلا أن الأسرة وصلها شيء من أثره. حيث تم العثور علي ملابسه ملقاة بجوار ترعة. الأمر الذي استدعي الشك في أنه قد غرق. وتم اللجوء إلي الغواصين دون أي نتيجة.
1⁄4 مؤمن إسلام.. تم اختطافه منذ أكثر من أربعة شهور من قرية المصيلحة بشبين الكوم. منوفية.. والده وأسرته عرضوا صوره علي كل وسائل الإعلام. وقاموا بعرض مكافأة مالية لمن يعثر عليه. لكن دون أي جدوي حتي الآن.. لدرجة أنهم يتمنون أن يعرفوا ولو خبر وفاته. وقتها سيستقر وجدانهم. ويرضون بقضاء الله عز وجل.
جد مؤمن قال ل"الجمهورية" إنه كان يلعب في الشارع أمام منزل جدته مع الأصدقاء. وغاب عنه شقيقه لدقيقة. ذهب ليشرب وعاد. فلم يجده.. ومنذ ذلك الحين والشرطة والأهالي يبحثون عنه دون أي جدوي. رغم أنه تم تحرير محضر شرطة رقم 2826 إداري شبين الكوم. ورغم ذلك لم تصل وزارة الداخلية بكل أجهزتها الأمنية لأي معلومة حتي الآن. أو خيط يوصلنا لمؤمن. الذي يعتقد أن عصابة خطفته لاستغلاله في التسول. لا سيما أنه لم يتصل أحد به ليطلب الفدية. كما أن الأسرة وضعت مكافأة مالية كبيرة ومجزية لكل من يدل علي معلومة حقيقية عنه.
1⁄4 آدم.. اسم مستعار لطفل عمره عام ونصف العام. تركته سيدة كانت تستقل تاكسي بمنطقة كوبري الخشب ببولاق الدكرور. وتركته بالتاكسي بعدما قالت للسائق إنها ستقوم بالشراء وفك النقود. ووجد السائق نفسه في موقف صعب. ماذا يفعل؟!.. فذهب به للقسم الذي أودعه إحدي دور الرعاية.
1⁄4 يوسف محمد صابر.. 3 سنوات. طفل آخر مختطف من ش نبيل طه بفيصل من بداية شهر أكتوبر عن طريق سيدة منتقبة. سرقته وركبت توك توك.. أهل يوسف عرضوا مكافأة مالية لمن يعثر عليه.
1⁄4 سلمي أحمد مصطفي.. تم اختطافها منذ عام كامل في مدينة 15 مايو. ولم تعد لأسرتها. ووالدتها مرضت بعد خطفها.
1⁄4 حسام أحمد.. من قرية برديس البلينا سوهاج. فقده أهله من شهرين دون أي خيط معلوماتي عنه.
1⁄4 عبدالرحمن.. طفل صغير. لم يتجاوز عمره عامين. خطفته عصابة من أمام منزله منذ شهر يونيه ..2014 وحتي الآن لم تصل معلومة لأسرته. إلا خيط عن رؤية الابن يتسول في الإسكندرية.
1⁄4 إياد.. طفل يبلغ من العمر 5 سنوات. خرج من منزله بأكتوبر. يلعب "الاسكوتر" دقائق قليلة واختفي إياد. بدأت علامات القلق والتوتر علي وجه الأب سمير كمال. الذي لم يبلغ الأم قبل أن يبحث عنه. وما لبثت الأم أن شكت في الأمر وعرفت. وبدأت فصول المأساة مع أول اتصال بالأب. ليصرخ إياد لأبيه: الحقني يا بابا الحقني. هيموتوني. ثم أخذ المحمول زعيم العصابة ليطلب فدية مليون جنيه. ويغلق الخط.. الأب اتصل بالشرطة وأخبرهم بما حدث. لكن كان خائفاً من تهديدهم بالقتل له إذا أبلغ البوليس. لكن خطة الشرطة كانت عبقرية. وهي مجاراة العصابة. وطلب تخفيض المبلغ. وهنا استجاب الأب. وكان التخفيض إلي ربع مليون جنيه. ثم الاتفاق علي التسليم والتسلم في طريق الفيوم. هنا لجأت الشرطة إلي وضع جهاز تتبع بحقيبة النقود. ثم متابعة العصابة بعد الاطمئنان علي الطفل بين يدي أسرته. وبدأت الحلقة الثانية من مطاردة الشرطة للعصابة التي استسلم أفرادها جميعاً.
هذه الاستجابة القوية من الشرطة والتفاعل الإيجابي من البوليس ليس في كل الحالات. فأولياء الأمور لا يجدون الاهتمام الكافي من رجال المباحث. وهو ما حدث مع الطفل عبدالله سيد.. 5 سنوات. فوالده مدرس. لا يملك من الدنيا إلا مرتبه وابنه مختطف. وتم طلب فدية 100 ألف جنيه. ولجأ للشرطة التي لم تهتم وقال له رئيس المباحث حاضر أكثر من 20 مرة دون أي تحرك أو عمل أي تحريات حسب رواية والد عبدالله الذي اكتشف من كثرة تردده علي وحدة مباحث إمبابة أن هناك مكانا لتجمع الأطفال المخطوفين لدي دلالة توزعهم علي الأمهات اللاتي لا تنجبن للتبني. أو يتم استخدام الأطفال في التسول. الأمر الذي دفع المدرس المسكين إلي اللجوء إلي الأسرة بالصعيد للمجيء للقاهرة والبحث عنها في أماكن التسول في كل مكان. حتي وصل إلي المرأة التي تتزعم عصابة خطف الأطفال. وعرف من السؤال ووصف ملامح ابنه ورؤية صورته لكل من يقابله أنه في أرياف منطقة بشتيل. وبدأت رحلة أخري من البحث عنه حتي وصلوا إلي السيدة التي أعطته لأم لا تلد. وبدأت رحلة من نوع آخر للبحث عن الطفل. وحينما علمت تلك الأم خشيت أن تُتَهم هي بسرقته. فهربت به إلي الشرقية. فعلمت أسرة المدرس بتلك المعلومة. وبدأوا البحث الشخصي عن طريق الأقارب والأهل والمعارف. حتي ضاق الحصار علي تلك السيدة التي ما لبثت أن تركت الطفل أمام أحد المساجد لتجده أسرة المدرس بعد شهر من العذاب.
هذه الأسماء والنماذج علي سبيل المثال لا الحصر. وما خفي كان أعظم.. فالأمر لا يقتصر علي خطف أو سرقة. بل تعذيب أحياناً. وقتل وبيع واتجار بأعضاء. واغتصاب أحياناً.
1⁄4 آيات جودت.. أدمن صفحة حملة مقاومة خطف الأطفال.. تقول: إن حالات خطف الأطفال متكررة. وبنفس الأسلوب والطريقة والهدف. إما الفدية أو التشغيل في التسول. أو أي وظيفة أخري.. وتؤكد: اننا نقوم بالتحري والتدقيق في أي معلومة أو صورة ننشرها من خلال الاتصال بالأهل. وهدفنا مساعدة الناس ونشر الوعي.
تضيف.. نقوم بتوفير ألبومات دائمة ومصنفة للصور والمعلومات الخاصة بالأطفال المفقودين.. المختطفين.. المعثور عليهم دون علم أهلهم.. المستردين لأهلهم بعد الخطف أو الفقدان.. المستغلين في التسول أو العمل القسري.. والضغط علي وزارة الداخلية للتعامل مع هذه الظاهرة بالجدية المستحقة. والتعامل بحزم مع عصابات التسول بالأطفال. والضغط علي صانع القرار من أجل إصدار قوانين أكثر فاعلية لتأمين الأطفال وحماية حقوقهم.
.. وقالت آيات: إن الحملات تهدف إلي نشر التوعية بين الأهالي. ولفت انتباههم لمدي تفشي ظاهرة خطف الأطفال. وكيفية حماية أطفالهم.. وتوجيه الاهتمام لأوضاع دور رعاية الأطفال. وإبراز النماذج الإيجابية منها. وفضح دور الرعاية والقائمين عليها من الذين ثبت عليهم استغلالهم للأطفال. أو معاملتهم بشكل سيئ
وتوضح آيات أن هناك كارثة كبيرة في قوانين حماية الطفل الذي يعتبر ضعيفا جداً. لا يملك من أمره شيئا وجرائم خطف الأطفال بالتالي سهلة ومغرية. وعقوبتها نفس عقوبة الجرائم الأخري الأصعب منها. والعقوبة ليست مغلظة في حالات الأطفال.
1⁄4 الدكتور محمد كمال.. أستاذ علم الاجتماع. ومدير إحدي دور رعاية الأطفال. يقول: هناك أزمة حقيقية ومشكلة يعاني منها المجتمع في خطف الأطفال صغار السن. الذين لا يدركون ما يحدث حولهم من مخططات شيطانية لعصابات الخطف.
.. ويؤكد أن الظاهرة بحاجة إلي تكاتف مجتمعي. خاصة أن الشرطة منشغلة بالحرب علي الإرهاب. وتحتاج إلي توجيه النصائح إلي الأمهات.
وينصح د.محمد الأسر بكتابة اسم الطفل ورقم التليفون للأسرة في ملابس الطفل. وهو مكان متوفر بالملابس الحديثة. وتعليم الأطفال كيف يتعاملون مع الأشخاص المجهولين لديهم والتصرف في حال الخطف بالجري والصياح إن تطلب الأمر. مع حفظ أرقام تليفونات الأسرة وعدم ركوب السيارات مع أحد غريب أبداً خاصة في سن أقل من 6 سنوات. حيث يسهل السيطرة عليهم.. أيضاً علي الأسر الاحتفاظ بصور حديثة لأبنائهم وعدم الخروج بأكثر من طفل إلي الشارع. خاصة في المولات الشهيرة. وعدم ترك الابن لأحد يحمله عند الزحام أو التكدس.
وينبه د.كمال إلي أن حالات الخطف معروفة. وأهدافها واضحة.. إما للتسول أو للفدية. أو الاتجار بهم وبيعهم لمن لا يستطيع الإنجاب. وهناك أسر كثيرة تتمني الحصول علي ابن بأي طريقة.
1⁄4 لطيفة مدكور.. مديرة برنامج رعاية الطفل بإحدي دور الأيتام.. تقول: هناك قصور تشريعي أدي إلي انتشار الظاهرة بشكل كبير. فالقانون غير رادع لهؤلاء الخاطفين والعقوبة لا تزيد علي خمس سنوات. بالإضافة إلي أن الداخلية لم تخصص جهازًا لخطف الأطفال. مثلما خصصت أجهزة لمقاومة الجرائم الأخري. خاصة في ظل الانفلات الأمني بعد الثورة. والانفلات الأخلاقي أيضاً. والذي زاد بصورة كبيرة مع انتشار الفقر وانتشار الجرائم المرتبطة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها الوطن. وجزء كبير منها له هدف انتقامي من الأغنياء. خاصة بالنسبة للفقراء. فهناك عصابات اتجار وبيع الأطفال. خاصة لمن ليس لديهم أولاد.
تضيف أن حالات العنف ضد الأطفال التي ترصدها هيئات رعاية الأطفال تعكس مدي ارتفاع الظاهرة في الأوساط الفقيرة اجتماعياً. فهناك قتل واغتصاب وخطف وتعذيب واتجار.
وحسب آخر تقرير للمجلس القومي للأمومة والطفولة. فإن حالات قتل الأطفال تتربع علي عرش جرائم العنف ضدهم. حيث بلغت 31%.. ثم اغتصاب الأطفال. بلغت نسبته 23%.. ووصلت نسبة الاتجار والسرقة والخطف للأطفال إلي نحو 20%.. بينما حازت حالات العنف ضد الأطفال علي 16%.
ويرصد التقرير أيضاً أن حالات التغيب التي يعلن عنها في وسائل الإعلام تكون في معظمها حالات خطف. وليس فقدًا أو هروبًا أو توهاناً للأطفال. وهناك حالات أخري لاستغلال الأطفال في التسول والاتجار بهم. أو حتي بيع الأعضاء. وهو ما ظهر جلياً في الآونة الأخيرة.
.. وتطالب مدكور بضرورة الاتصال بالخط الساخن للمجلس القومي للأمومة والطفولة.. أو خط نجدة الطفل بالمجلس علي رقم 16000. الذي يتصل بالشرطة. ويتابع الأمر. أو الاتصال ببوليس النجدة مباشرة للتدخل الأمني في تلك الحالات. وفي كل الأحوال يجب الاحتفاظ بصورة حديثة للأطفال. تحسباً لأي موقف من هذا القبيل. خاصة أن حالات كثيرة من الاختطاف يسهل التعرف عليهم من خلال الصور. لاسيما أن الكثير من حوادث الخطف ثبت أنها تكون بهدف التسول والاستغلال للتربح بأي طريقة أخري. وبالتالي يكون احتكاك الطفل المخطوف بالناس متاحاً. ولكن في محافظة أخري. حتي لا يعرفه ذووه وأقاربه. ليدور الأهل في حلقة مفقودة.
1⁄4 الدكتور علي خضر.. أستاذ علم النفس والاجتماع.. يوضح أن عمليات الخطف تؤدي إلي آلام ومشاكل اجتماعية ونفسية خطيرة. وعدم ثقة. وإحساس بالأمان. يكون مداها آثار سلبية علي سلوكيات الطفل فيما بعد. حيث يجنح للتعامل مع المجتمع بمفرده مع قلق وتوتر شديدين. مع احتمالية الإصابة والشعور بالاكتئاب. وأزمات نفسية. وتوتر عصبي. واضطرابات نفسية. ويكون أقرب للانتقام من المجتمع. لاسيما إذا تعرض للتعذيب أو الضرب والترهيب. وتتشكل تعقيدات نفسية تحتاج لتدخل سريع وعلاج نفسي إذا تعقدت الحالة عقب الاختطاف في حال طول مدته.
.. وينصح د.خضر الأسر بعدم ترك الأطفال بمفردهم في مكان عام. أو اللعب في الشارع وحده. وعدم تركهم مع أشخاص مجهولين في حال دخول الحمامات أو محلات الملابس في المولات وتربية الابن علي عدم تناول أي طعام من شخص غريب. وعدم الخروج من المدرسة مع شخص غريب عن الأسرة. وعدم ارتداء الأطفال أي مصوغات ثمينة.
سوق المواشي قنبلة موقوتة بالغربية
نقل "الدلجمون" إلي كفر مهنا يفجر غضب التجار
الأهالي: نتكبد مصروفات طائلة لبعد المسافة.. والمسئولون آخر طناش
تحقيق: جمال سليم
سيطرت الفوضي علي الأسواق الشعبية سواء الخضراوات والفاكهة والمواشي مما ينعكس علي بورصة الأسعار ويؤثر علي الحياة اليومية للمواطن ومن هذه النماذج ما يتعرض له سكان قرية "الدلجمون" 100 ألف نسمة بمحافظة الغربية الذين استيقظوا علي نقل سوق المواشي الموجود منذ عشرات السنين إلي قرية كوم مهنا البعيدة عن الدلجمون بمسافة كبيرة مجاملة لأحد الشخصيات طمعاً في قطعة الأرض المقامة عليه السوق دون الرجوع لرأي أهالي القرية ضاربين بالقوانين والقرارات عرض الحائط.
"الجمهورية" انتقلت إلي قرية "الدلجمون" واستمعت لشكاوي سكانها فماذا قالوا؟؟
قال وائل شلتوت مهندس زراعي إن نقل السوق من قرية الدلجمون إلي قرية كوم مهنا تسبب في زيادة التكلفة لنقل المواشي وأثر بالسلب علي الفلاح والسبب في ذلك "محافظ الغربية" لأنه اتخذ قراراً بفتح سوق كوم مهنا ولم يصدر قرار بغلق سوق الدلجمون.
يشير أحمد عبدالنبي إلي أن سوق الدلجمون انشيء منذ 45 سنة وأصبح انتقالنا إلي السوق الجديد في مهنا يكلفنا فوق طاقتنا ويزيد المصروفات وبالتالي تكون الخسارة الفادحة نناشد المسئولين بفتح سوق قريتنا الذي يخدم أكثر من 100 ألف نسمة.
يقول المهندس أشرف صبري إنه يوجه رسالة مناشدة لمحافظ الغربية بفتح سوق الدلجمون لأن رخصته مازالت قائمة ولم يصدر قرار بغلقه وخدمة "للفلاح" البسيط الذي يعاني من كثرة مصاريف الانتقال للسوق الآخر.
يؤيده في الرأي شريف مطاوع ويقول: نحن نعاني المشقة في الذهاب والعودة من السوق الجديد فهل من المعقول أن يرخص لشخص معين بسوق جديد و100 ألف نسمة تعداد الدلجمون يضربون رأسهم في الحائط نناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل.
يؤكد أيمن عبدالدايم فلاح بأنهم يتعرضون لضرر كبير لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالي فإن السوق الجديدة في مكان يصعب الوصول إليه ومدخله ومخرجه الوحيد من داخل مدينة كفر الزيات مروراً بالميدان العام.. يشير عابد محمد سليمان إلي أنهم متمسكون بسوق الدلجمون حتي لا يعانوا من سوء الوضع الاقتصادي للبلد ونساعد علي نهضة بلدنا مصر ونحن في أمس الحاجة إلي ذلك.
يقول علي سعيد نحن نعاني من مخاطر شديدة فنواجه عند انتقالنا إلي السوق الجديد بلطجية الطرق ونخسر كل ما بحوزتنا ونعود إلي قريتنا ونجر خيبة الأمل التي طفت علينا.. نناشد السادة المسئولين بالتدخل لانقاذ القرية وتجار المواشي من هذه المخاطر والعودة إلي السوق القديمة مرة أخري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.