تحل اليوم الذكرى ال 30 لرحيل شارلي شابلن العرب المونولوجست الكبير "محمود شكوكو"، الذي يعد رائدا من رواد فن المونولوج والكوميديا خلال القرن العشرين والذي مازال يضحك جمهوره العربى بالشخصيات التى جسدها على شاشات السينما على مدار 35 عاما. ولد الفنان محمود إبراهيم إسماعيل موسى الشهير ب "محمود شكوكو" في إحدى حارات الجمالية بالدرب الأحمر في 1 مايو 1912. والده هو الأسطى "إبراهيم شكوكو" الذي اكتسب اسم شهرته منه والذي كان يعمل في مهنة النجارة التي ورثها عن عائلته، فورثها محمود شكوكو وظل يعمل مع والده حتى بلغ من العمر 20 عاما. بدأ شكوكو حياته الفنية بانضمامه إلى الفرق الفنية التي كانت تقدم عروضها على المقاهي المجاورة لمحل أبيه، فكان يقلد فيها الفنانين ويقدم فقرات غنائية ثم ذهب إلى شارع محمد علي وغنى بالأفراح واكتشف حينها أنه لا يصلح للغناء ففكر في اللجوء إلى فن المونولوج الذي نجح فيه. التقى في هذه الفترة صدفة بالفنان علي الكسار الذي أعجب به واختاره ليقدم المنولوجات في الاستراحة بين فصول المسرحية ولاحظ الكسار تفاعل الجمهور مع شكوكو وإعجابهم بفقرته فرفع أجره وأعطاه دورا صغيرا في مسرحياته وفي خلال تلك الفترة تعرف شكوكو على عدد كبير من المؤلفين والملحنين. وابتسم الحظ لشكوكو فعليا في عام 1938 عندما طلبه بلبل الإذاعة محمد فتحي ليغني في حفل سينقل على الهواء بمناسبة عيد شم النسيم، وبعد انتهائه من فقرته التي قدم فيها العديد من المونولوجات الكوميدية استمر الجمهور في التصفيق له وطلبوا ظهوره مرة ثانية على المسرح وهي المرة الأولى التي يظهر فيها مطرب مرتين علي المسرح ويغني في الإذاعة في اليوم نفسه. لم يترك شكوكو مهنته العائلية في مجال النجارة طوال حياته فهي كانت الدعم الرئيسي له مع مسيرته الفنية. وبعد أن ذاع صيته وشهرته كمنولوجست التقطته السينما في منتصف الأربعينيات بعدما اكتشفه المخرج نيازي مصطفي الذي قدمه في أداور صغيرة في فيلميه "حسن وحسن" و"شارع محمد علي" وتوالت بعدها مشاركاته الثانوية في العديد من الأفلام أكثرها بالأبيض والأسود وبلغت نحو 80 فيلما من أشهرها: قلبي دليلي، وأم رتيبه، وعنبر، وبائعة الخبز، وفيلم عنتر ولبلب الذي لعب بطولته مع الفنان سراج منير. وكان آخر أفلامه فيلم "شلة الأنس" عام 1976. كما قدم شكوكو أكثر من 600 مونولوج قام بتأليف معظمها عفويا حيث إنه لا يجيد القراءة والكتابة ومن أبرزها : جرحوني وقفلوا الأجزخانات، وحلو شكوكو، وصلوا علي النبي، وفقر وفقرين يبقوا تلاته. وفي نهاية الخمسينيات بدأت شعبية شكوكو تتراجع لظهور عدد كبير من فناني المونولوجست وبذكائه الفطري فكر في اتجاه جديد ينعش شعبيته وجماهيريته مرة أخرى فقرر تحويل فنه الاستعراضي لفن العرائس وأحيا شخصية الأراجوز وأنشا مسرح العرائس لينسب إليه فضل إنشاء مسرح العرائس واحياء فن الأراجوز. طاف شكوكو العديد من البلدان الأوروبية بعرائس الأراجوز الخشب واشتهر بزيه المميز الجلابية البلدي والطاقية الذي ظل يظهر بهما على المسرح طوال حياته الفنية. وعلى صعيد حياته الشخصية، ارتبط الفنان محمود شكوكو بأربع زيجات أولها كانت السيدة عائشة هانم فهمي طليقة الفنان يوسف وهبي الذي حول حياة شكوكو إلى حجيم لزواجه من إحدى سيدات هوانم المجتمع ولم يستطع شكوكو وزوجته عائشة الصمود أمام تلك الحملة الشنعاء فتم الانفصال رغم حبهما الشديد الذي لم يتأثر حتى بعد زواجه الثاني من أم أولاده منيرة وسلطان وحمادة. أما زيجته الثالثة فكانت من فتاة تصغره كثيرا في السن رغم معارضة أسرتها، إلا أنها بعد فترة قصيرة من الزواج مرضت وظل شكوكو بجانبها حتى توفيت واقتنع أهلها بمعدنه الأصيل ووافقوا أن يزوجوه من أختها الصغرى. وفي مساء يوم 21 فبراير 1985 رحل محمود شكوكو عن دنيانا بعد تعرضه لأزمة حساسية صدر حادة عن عمر يناهز ال 73 عاما.